لم يخطر في بال محققي الشرطة القضائية في الناظور أن التحقيق في قضية دهس مهرِّب بسيارته جمركيا في معبر فرخانة، لدى محاولته الهرب بالسلع التي كان ينقلها، سيفضي إلى حجز كميات ضخمة من المواد الغذائية التي يتم تهريبها من مدينة مليلية الخاضعة للسيادة الإسبانية. وانطلقت القضية فور توصل الشرطة القضائية بتعليمات من الوكيل العام للملك تطالبهم بالتحقيق في واقعة دهس الجمركي، حيث أسفر التحقيق مع سائق السيارة عن اعترافه بأنه يشتغل لحساب شخص آخر يقطن في مدينة فرخانة، تم تحديد هويته ومكان إقامته. وانتقلت فرقة من الشرطة القضائية، بعد الحصول على إذن النيابة العامة، صوب بلدة فرخانة، التي تخضع لنفوذ الدرك الملكي، لتتمكن بعد تفتيش مسكن المالك الأصلي للسيارة من العثور على كميات ضخمة من المواد الغذائية المهربة. وأسفر التفتيش الدقيق أسفر عن حجز 25 طنا من الأغذية المهربة من مختلف الأنواع، و35 ألف علبة من مشروبات الطاقة، و7 سيارات مزورة الوثائق، كانت تستعمل في عمليات التهريب من الثغر. وتم توقيف صاحب المستودع والحارس، حيث وضع الجميع رهن تدابير الحراسة النظرية، بأمر من النيابة العامة المختصة، لتعميق البحث، وتحديد مدى صلاحية تلك المواد وطريقة إخراجها من الثغر وتوزيعها على الباعة.