يعتبر فصل الصيف فترة مواتية للأسر المغربية التي تستغلها لتنظيم حفلات الأعراس، بحكم تزامنها مع عودة مغاربة العالم من دول العيش..ما يفرز رواجا تجاريا يستفيد من عائداته كل جميع المتدخلين ضمن المناسبة، من منظمي الحفلات وبائعي اللحوم والأسماك والفواكه، وغيرها من القطاعات الأخرى ذات الصلة. مدينة الناظور تعيش بدورها على إيقاع المناسبات العائلية التي تعتبر فرصة مواتية للفرح والاجتماع بأفراد العائلة،وتعزيز الروابط الاجتماعية، حيث يتم تنظيم، حسب مصادر من السلطات المحلية المشرفة على التدبير الإداري بالمدينة الريفية، ما أزيد من 30 عرسا بشكل يومي في عز الصيف. يوسف هو عدل شرعي بالناظور، ويؤكد في تصريح لهسبريس أن أغلب القاصدين لمكتبه خلال موسم الصيف يأتون من أجل توثيق الزيجات، في حين تبقى باقي المعاملات مستمرة في تسجيل تراجعات، معتبرا أن عودة أفراد الجالية يتحكم في اختيار تواريخ عقد القرانات والاحتفال بها على الطريقة المغربية. نفس المعطى يؤكده حسن، وهو صاحب مقاولة متخصصة في تنظيم الأعراس، حيث يشدد على أن أجندة اشتغاله تمتلئ بالأعراس خلال كل الأيام المتصلة بشهري يوليوز وغشت وشتنبر، موردا أن الطلب يرتفع خلال الفترة الصيفية، ومشددا على أن قلة قاعات الحفلات يجعل الأغلبية تفضل نصب "قاعات متنقلة" بالشارع العام. ميمون، وهو بائع للسمك، يزكي نفس ما ذكره يوسف وحسن، حيث أورد لهسبريس أن أغلب المحتفلين بالأعراس يفضلون، مع ارتفاع حرارة الجو، تقديم وجبة من السمك في برنامج الأكل المقدم لضيوف أعراسهم، على اعتبار أن الناظور متوسطية ومعروفة بجودة الأسماك ضمن المياه المقابلة لسواحلها، ويعود اختيار الأسماك باعتبارها مفضلة كوجية على نظيراتها المعدة من اللحوم والتي تبقى عسيرة على الهضم ومكلفة ماليا. وشدد المتحدث على أن الطلب كثير على السمك بأنواعه، ما يجعل الإعداد للفترة الصيفية يتم قبل شهور عبر تخزين الأسماك في ظروف جيدة تسمح بالحفاظ على طراوتها وجودتها، مشددا على أن العادات الغذائية للمغاربة في الأفراح تغيرت عما كانت عليه في السابق حيث كان اللحم والدجاج وجبتين رئيسيتين. كلام ميمون يزكيه صاحب محل لبيع الدجاج وسط مدينة الناظور، وهو الذي شدد على أن ساكنة المنطقة تراجعت بشكل كبير عن استعمال اللحوم البيضاء ضمن الأطباق التي تروجها للاستضافات وسط مناسبتها، معوضة ذلك بالأسماك التي أضحت "سيدة الموائد" بامتياز. ذات الرواج المرتبط بحفلات الأعراس يستفيد منه الخياطون، حيث يصعب إيجاد محل يقبل أخذ مقاساتك لإعداد لباس تقليدي، ويرجع ذلك حسب ميمون، صاحب محل بقيسارية الناظور، لكثرة الطلبات التي تفوق إمكانيات المحلات المتوفرة، معتبرا أن الرواج يساهم في خلق فرص شغل ويحرك العجلة الاقتصادية التي تعيش الركود في باقي أشهر السنة. مواطنون أخرون استقيت أرائهم هسبريس وعبروا عن تذمرهم من إقدام محتفلين بأعراسهم على قطع الطرقات لنصب الخيام، معتبرين هذه الممارسة عرقلة لسير الحياة المعهود واحتلالا للملك العام، في حين اعتبر أخرون أن ذلك موسمي ولا يضر مادامت الاحتفالية تنتهي خلال يومين أو ثلاثة كي تعود الأمور إلى نصابها، داعين الرافضين للأمر إلى التحلي بالصبر والتفهم، رادين ذلك لارتفاع أثمنة كراء القاعات وقلتها بالاقليم كله.