أرجع الاتحاد العام للتجار والحرفيين ارتفاع سعر الدجاج، الذي فاق 450 دينارا هذه الأيام، إلى كثرة الطلب تزامنا مع موسم الأفراح وفصل الصيف ونقص العرض الذي يعود إلى توقف العديد من مربي الدواجن عن النشاط في الصيف بسبب ارتفاع درجة الحرارة، حيث يتخوف الكثير منهم من هلاك دواجنهم بسبب الحرارة، خاصة إذا علمنا أن عددا كبيرا من هؤلاء المربين يتبعون طرقا تقليدية في الأكواخ غير المجهزة بالمكيفات. ويتوقع اتحاد التجار انخفاض أسعار الدجاج بصفة تدريجية ابتداء من الدخول الاجتماعي المقبل. وقد عرف سعر الدجاج، هذه الأيام، ارتفاعا جنونيا في الأسواق، يتراوح ما بين 400 إلى 450 دج للكلغ في بعض المدن، وحسب الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين فإن هذا الارتفاع يعود إلى نقص العرض والعجز المسجل في تربية الدواجن في الوقت الذي لا يتجاوز فيه الإنتاج الوطني لهذا النوع من اللحوم البيضاء 250 ألف طن سنويا، في حين أن الطلب الوطني يتجاوز 400 ألف طن سنويا كما أكده السيد حاج الطاهر بولنوار الناطق الرسمي للاتحاد في تصريح ل«المساء" أمس. وذكر السيد بولنوار أن زيادة الطلب على الدجاج في هذه الفترة بالذات تعود لكثرة الإقبال عليه بحكم ما تتطلبه المواسم والأفراح والأعراس وكذا كثرة المخيمات الصيفية التي يتم تزويدها يوميا بكميات هائلة من هذه المادة لتحضير الوجبات. وتأتي زيادة الطلب هذه في وقت يعرف فيه الإنتاج ركودا بسبب العطل، حيث برمج العديد من مربي الدواجن ومسوقيها عطلتهم الصيفية بعد انتهاء شهر رمضان، بعد أن سوقوا كل منتوجاتهم في رمضان، بالإضافة إلى توقف الكثير من مربي الدواجن عن النشاط في فصل الصيف تخوفا من هلاك دواجنهم بسبب ارتفاع الحرارة، وبالتالي تكبد خسائر كبيرة كون أن عملية تربية الدواجن تكلف أصحابها أموالا ضخمة، الأمر الذي يجعلهم يتخوفون من تسجيل خسائر مادية خاصة وأن الكثير منهم لم يستثمروا في تطوير طرق التربية ولا زالوا يمارسون هذا النشاط بطرق تقليدية. واقترح اتحاد التجار، لتفادي ارتفاع أسعار الدجاج بسبب كثرة الطلب، تأهيل وتنظيم مربي الدواجن ومنتجي اللحوم قصد تشجيع الإنتاج في إطار مشاريع محلية، وإشراك البنوك في مشاريع الاستثمار والإنتاج لتحقيق اكتفاء ذاتي وانخفاض الأسعار، بعد أن تبين أن عملية الاستيراد لا تحل المشكل، يقول محدثنا، الذي أضاف أن استقرار أسعار الدجاج في حدود 320 دينارا خلال الأيام الأولى لشهر رمضان يعود إلى التدابير التي اتخذتها الحكومة التي قررت استيراد كميات معتبرة من اللحوم البيضاء والحمراء التي يكثر عليها الطلب في شهر رمضان، لتفادي ارتفاع أسعارها بسبب قلة العرض. غير أن هذه الأسعار عادت للارتفاع في الأيام الأخيرة من رمضان إلى أن عرفت التهابا هذه الأيام. وهو ما يبين، يقول السيد بولنوار، أن الاستيراد وحده لا يكفي لمواجهة هذه الظاهرة بل لا بد من مضاعفة وزيادة الإنتاج المحلي نظرا لكثرة الطلب خاصة في المناسبات الدينية والأعراس. ويتوقع اتحاد التجار تسجيل انخفاض تدريجي في سعر الدجاج بعد انتهاء العطلة الصيفية نهاية شهر سبتمبر المقبل، إذ من المنتظر أن يتراوح سعره ما بين 260 و300 دينار بعد استئناف مربي الدواجن نشاطهم العادي. وفي هذا السياق، دعا اتحاد التجار إلى تشجيع الإنتاج في كل أنواع اللحوم لتفادي ارتفاع سعر الدجاج الذي يتأثر هو الأخر بارتفاع سعر اللحوم الحمراء والسمك، كون انخفاض سعره مقارنة بالنوعين المذكورين يجعل الإقبال عليه كبيرا كبديل تلجأ إليه العائلات ذات الدخل المحدود التي لا تسمح لها قدرتها الشرائية باقتناء اللحوم الحمراء والسمك، وهو ما يؤدي إلى كثرة الطلب على الدجاج التي تؤدي حتما إلى زيادة السعر. ومن جهة أخرى، طالب الناطق الرسمي لاتحاد التجار السلطات المحلية بتنظيم المذابح والقضاء على المذابح والأسواق الفوضوية للدجاج التي تهدد صحة المستهلك في ظل انعدام شروط النظافة وغياب المصالح الصحية والبيطرية، في الوقت الذيتسجل فيه عدة ولايات أسواقا فوضوية منتشرة عبر الطرقات تبيع لحوما معرضة للشمس والغبار ولا تحفظ في الثلاجات وغرف التبريد.