قادت عملية مراقبة روتينية لسلامة وأسعار الأغذية الرمضانية بعمالة الفداء مرس السلطان في البيضاء، إلى اكتشاف مستودع "الملالي"، الذي يعد أكبر مستودع بالمنطقة، متخصص في تخزين وتسويق المواد الغذائية الفاسدة، بعد التلاعب في تواريخ نهاية صلاحياتها، وتعبئة أخرى مهربة ومجهولة المصدر، في أكياس تخص علامات مغربية مسجلة. وبلغ مجموع الكميات، التي أحصاها أعضاء اللجنة الإقليمية المختلطة لمراقبة الأسعار والجودة إلى حدود صبيحة أمس (الاثنين)، 60 طنا، تقرر حجزها من قبل مصالح الجمارك من أجل إتلافها، وتضم تمورا مصرية وإماراتية، ومساحيق الحليب والشوكولاتة، وأنواعا من القطاني والفواكه الجافة، وأكياس الشاي والدقيق والمعجنات الصينية السريعة التحضير. في وقت صنفت فيه عملية الحجز، الأكبر بالبيضاء خلال هذا الموسم، لم تتمكن مصالح الشرطة القضائية للمنطقة من وضع يدها على مالك السلع، الموجود في حالة فرار، وهو تاجر معروف في بعض أسواق الحي المحمدي ومنطقة الفداء بلقب "الملالي"، وخلصت أبحاث أولية، أجريت في الموضوع، بعضها مع حمال سلع مداوم في المستودع، أن مشغله الهارب ينشط في مدن بني ملالوالبيضاء والناظور. وكشف محمد الشردي، رئيس قسم الشؤون الاقتصادية والاجتماعية لعمالة الفداء، في حديث أمام المستودع لحظات بعد مداهمته، أن اللجنة الإقليمية المختلطة، وصلت إلى المستودع، بفضل أبحاث أجرتها مع تجار تقسيط، حول مصدر مواد فاسدة حجزتها لديهم في إطار عملية مراقبة روتينية للجودة والأسعار بمناسبة شهر رمضان. وأكد مسؤول أمني، في حديث أن أعضاء اللجنة، بعد وصولهم إلى المستودع الموجود بزنقة الدالية بالقرب من سينما "شهرزاد" بكراج علال، وجدوه مغلقا، ولما لم تفلح اتصالات هاتفية مع مالك السلع الذي يكتريه من مالكه الأجنبي مقابل 9 آلاف درهما شهريا لفتح الأبواب، تم اقتحامه بإذن من النيابة العامة، لحظات قبيل أذان مغرب أول أمس (الأحد). ويقع المستودع في بناية عتيقة تتكون من طابق واحد، ويضم قاعة صغيرة للشحن والوزن، ووراءها يوجد فضاء شاسع غارق في ظلام دامس، ذو جدران أتت الرطوبة على صباغتها، وسقطت أجزاء من سقفه، ومنه تفوح روائح كريهة، وفيه كدست أكياس وعلب المواد الغذائية المتنوعة، في ظروف غير مواتية وسيئة جدا، ودون احترام لأدنى شروط التخزين الموصى بها. وأظهرت عملية لحصر السلع من قبل عناصر المراقبة، أن تلك الموجودة في أكياس من فئة 25 و50 كيلوغراما، مجهولة المصدر، إذ كلما فتحت العناصر كيسا، يحمل علامة مغربية، تجد بداخله آخر لا يحمل أي علامة وفيه المادة الغذائية، باستثناء واحد يخص مادة "النافع"، ظهر أن مصدرها هو مدينة مليلية المحتلة. ولا ينتهي التلاعب داخل المستودع عند وضع أكياس المواد مجهولة المصدر من دقيق القمح وأرز ودقيق الشعير والشاي وحب الرشاد و"الآكاجو"، في أكياس علامات مغربية، بل يتعداه إلى تغيير تواريخ الإنتاج وانتهاء الصلاحية، بالنسبة إلى التمور المستوردة، ليبلغ الأمر مداه، باحتضان المستودع لأنشطة تعليب لأنواع من الشوكولاتة والمربى التي لا يعرف منشأها، في قنان تحمل اسم علامة "للا سهام". وقال سكان في زنقة الدالية حيث يقع المستودع، في شهادات ، أنهم كانوا يعاينون "الملالي" وأعوانه يمدون مستودعه بالمواد التي تأتي بها حاويات خلال ساعات متأخرة من الليل، وفي النهار يرصدون، أن التوزيع، يتم أساسا عبر دراجات ثلاثية العجلات وعربات مجرورة، ما يؤكد أن المواد الفاسدة يتم تصريفها في الأسواق عن طريق الباعة الجائلين وعلى الأرصفة. امحمد خيي