صراع المواطن مع الناموس.. صراع أزلي لا حول له فيه ولا قوّة في أغلب الأحيان.. وما إن يفرح لانتصاره في شوط حتى يُفاجأ بهزيمة نكراء في الشوط الثاني.. فلماذا يا ترى هذا الكرّ والفرّ.. وهل من حلّ له..؟ المؤشرات الأولية بيَّنَت أن هذا العام سيكون استثنائيا بكثافة بعد أن شنت جحافل "الناموس" "هجومها" على المواطنين مبكرا جرّاء بِرك المياه بسبب الأمطار الأخيرة ثم ارتفاع درجات حرارة الطقس بالإضافة لاكتساب "الناموس" لمناعة من الأدوية المبيدة وذلك لاستعمال كل الأنواع خلال السنوات الاخيرة بصفة غير مدروسة.. كل هذه العوامل تجعل انتشار "الناموس" هذا العام مزعجا بكثرة للمواطن. "فريد" وهو عامل بجماعة أركمان التي تفتقر لأي جدوى محتملة في ما يخص وسائل المداواة المعتمدة والكفيلة بمحاربة الناموس وبوسائل بدائية تدخل لإبادة يرقات الناموس بمآوى البعوض وأماكن ركود المياه ومجاري الأودية وضفاف السباخ وبالوعات تصريف مياه الأمطار وكل النقاط الملائمة لتوالد وتكاثر الناموس. "فريد " أكد أن هذه الحملة تظل منقوصة ونجاحها يرتبط بالتخلي عن التخاذل والتهاون في هذا الشأن من طرف الجهات المعنية وأكد على ضرورة رش المبيدات بواسطة الطائرة وهو ما يحدث طبعا خلال كل زيارة ملكية للإقليم. عموما،مثلما كان متوقّعا فقد عرفت الأيام الأخيرة زحف جحافل من الناموس ذكّرنا بتلك السنوات القليلة الماضية والتي حوّل فيها الناموس حياة بعض السكّان إلى جحيم لا يطاق فتأجّلت الْأعراس وأوصدت النوافذ وأحكم إغلاق الأبواب وتحوّل الناموس المنتشر الى غيمة سوداء تحجب الرؤية وتفسد الأكلات وتؤجّل وجبات العشاء.. أما ما مات منه فيتمّ جمعه أكداسا وكأنه أكوام من التراب.. ذلك هو الناموس الضيف المزعج والمقلق لراحة السكّان .فهل من تدخلات معقولة غير تدخلات "فريد"؟