انتشرت مشروبات الطاقة مؤخراً بين كل الفئات بهدف الحصول علي الطاقة ولكن اتضح أنها تدمر الطاقة، وفي بحث يدق أجراس الخطر حول هذه المشروبات وخطورتها على العقل، توصل الأطباء إلى خطورة تناول هذه المشروبات، وذلك بسبب احتوائها علي مواد كيميائية معينة تقلل فاعلية الجهاز العصبي وترفع الضغط وتزيد ضربات القلب, كما أنها تدمر الكلي والكبد, وقد يصل الأمر إلي حد إدمانها وحدوث اضطرابات نفسية. وقد نصح باحثون في مستشفى “هنري فورد” بمدينة ديترويت المصابين بارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب، بتجنّب تناول مشروبات الطاقة بحجة أنها قد تفاقم حالتهم. ووجد الباحثون أن الأشخاص البالغين الأصحاء الذين يشربون زجاجتين من هذه المشروبات يومياً، يزداد ضغط دمهم ونبضات قلوبهم. وأكد جايمس كالوس الذي أعدّ الدراسة والمسؤول عن خدمات المرضى في مستشفى فورد، أن الارتفاع في ضغط الدم ونبضات القلب عند الأشخاص الأصحاء يكون منخفضاً إذا تناولوا هذه المشروبات ومرتفعاً عند الذين يعانون من أمراض القلب وفرط التوتر الشرياني. ويعتقد باحثون بأن المستويات الموجودة في مادة “الكافيين” وال “تورين”، قد تكون مسؤولة عن زيادة ضغط الدم ونبضات القلب. وأضاف كالوس أن هناك أدلة على أن للكافيين وتورين علاقة مباشرة بنشاط القلب”، داعياً إلى عدم الخلط بين مشروبات الطاقة والمشروبات “الرياضية” التي قال إنها تعوّض الكاربوهايدرات والمواد الأخرى التي يحتاجها الجسم. وقد أوضحت دراسة أخرى، أن مشروبات الطاقة هى عبارة سوائل غازية يضاف إليها مواد منبهة مثل الكافيين أو خلاصة نبات الجورانا التي تحتوي علي الكافيين والنيوفيلين, ويضاف إليها أيضاً جذور الجنسنج, وثبت أن خطورتها أشد من المخدرات التقليدية لأنها مدمرة للجسم والطاقة وتساعد علي السلوك الخاطئ والعدواني. وأوضح الدكتور مدحت الشافعي أستاذ أمراض الباطنة والمناعة بجامعة عين شمس, أن هذه المشروبات تسبب السمنة لاحتوائها علي ماء الكربونات والسكر والجلوكوز سريع الاحتراق, كما تتمثل خطورتها في الاحتواء علي الملونات ومكسبات الطعم الصناعية الخطيرة, وهي في نفس الوقت مسببة لإدرار البول بشدة ينتج عنها جفاف الجسم خاصة لدي كبار السن, حيث لايحس الانسان بالعطش إلا بعد فقده 5 لترات من السوائل. مشروبات الطاقة تدمرالكبد وفي بحث مماثل، أفاد الدكتور سيد شلبي أستاذ الباطنة والجهاز الهضمي بطب عين شمس، بأن هذه المشروبات ما هي إلا مواد صناعية تسبب خللاً في تفاعلات الجسم الداخلية ينتج عنه خلل في وظائف الأعضاء, وهنا يبدأ الجسم في عدم التكيف مع المواد الطبيعية التي يفرزها والمسئولة عن توازنه, ويصبح في حاجة دائمة إلي البديل الصناعي الخارجي لدرجة تصل إلي حد الإدمان، مما ينتج عنه تهيج الجهاز العصبي وزيادة في ضربات القلب, وما ينسب إلي هذه المشروبات من كونها تحتوي علي نسبة كبيرة من الأحماض الأمينية قد يشكل خطورة صحية حيث يصاحب تحولها بالجسم خروج مواد نيتروجينية ينتج عن زيادتها إجهاد للكبد والكلي وتسبب خللاً في توازن الدم. ومن جانبه، أوضح الدكتور سعيد عبد العظيم أستاذ الطب النفسي بالقصر العيني، أن اعتماد الجسم علي أي مواد منبهة أو منشطة صناعية يسبب حالة إدمان تصل إلي تدمير الجهاز العصبي, ولابد من تدوين جميع المعلومات عن محتوي مشروبات الطاقة علي العبوة مع التحذير من مخاطر سوء الاستخدام, وتحديد الحد الآمن المسموح بتناوله يومياً وتحذير مرضي الكبد والسكر, وذلك عن طريق جهات علمية متخصصة. ويوضح الدكتور مصطفي نوفل أستاذ علوم وتكنولوجيا الأغذية بجامعة الأزهر، أنه يمكن للجسم الحصول طبيعيا علي مادة “كارنيتين” التي تسبب زيادة استخدام دهون الجسم وتوفيرها لمخزون العضلات من الجليكوجين, فتزداد بالتالي قدرة التحمل البدني الشاق والطويل, وبخاصة نوعياتها طويلة التركيب التي توجد بكثرة في الوجبات الغذائية, ثم نقلها إلي “ميتوكوندريا” الخلايا ليتم حرقها وتحويلها إلي طاقة. ويمكن الحصول علي “الكارنيتين” بتناول الأغذية الغنية به طبيعياً مثل لحوم الضأن ولحوم البقر وقلب الضأن وغيرها من اللحوم والدواجن, ويستطيع الجسم تصنيع كميات صغيرة من “الكارنيتين” بتناول الوجبات المحتوية علي البقول والحبوب معاً مثل طبق الكشري وطبق الأرز بالعدس, والطعمية بالسمسم, مع الفول السوداني واللب الأبيض والموز والبرتقال. وتقلل فعالية الجهاز الهضمي كما أكدت دراسة قامت بها الجمعية الطبية الكندية لشؤون التغذية أن مركب “تورين” الموجود في مشروبات الطاقة يقلل من فعالية الجهاز العصبي لدى الإنسان، وهذا المركب هو نوع من الأحماض الأومونية الموجودة في اللحوم والأسماك تقوم الشركات المصنعة لمشروبات الطاقة باضافته لمنتجاتها. وأضافت الدراسة أن من بين الاضرار التي يسببها ارتفاع مادة الكافيين في تلك المشروبات على المراهقين والأطفال ازدياد نبضات القلب عن المعدل الطبيعي، حيث تصل أحيانا إلى 150 نبضة في الدقيقة، إضافة إلى زيادة تدفق الدم للعضلات حيث تصل نسبة الكافيين إلى20 ضعفا عما هو موجود في المشروبات الغازية. وترتفع نسبة الكافيين المخدر لتصل أحياناً إلى 80 ميلليجرام في علبة بحجم 100 ميلليجرام وهذه نسبة مخيفة، إلا أن بعض الشركات لا تذكرها على منتجاتها حتى لا تؤثر على حجم المبيعات. وأشارت الدراسة إلى أن المثابرة على تناول مشروبات الطاقة المشبعة بالكافيين تتسبب في حالة من الادمان وحدوث اضطرابات نفسية نتيجة نقص هذه المادة في حال توقف الشخص عن تناول تلك المشروبات. كما تتسبب مادة الكافيين في ارتفاع ضغط القلب وزيادة نسبة السكر في الجسم ما يؤدي الى حصول نزيف في الانف او ما يعرف باسم “الرعاف المزمن” والنوبات القلبية نتيجة زيادة كميات الدم التي يتم ضخها من والى القلب. وتضيف الدراسة أن زيادة التبول تعد من أكثر المشاكل التي تسببها مادة الكافيين نتيجة تعامل جسم الإنسان مع هذه المادة على أنها مادة سامة يتوجب التخلص منها عن طريق التبول فبذلك يخسر الجسم كميات كبيرة من السوائل ما يؤدي إلى الإصابة بالجفاف. وخطر على البنكرياس كما أفاد الدكتور فوزي الشوبكي أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث، بأن هناك بالفعل نوعاً من المستحضرات الغذائية يعرف ب “الأغذية الوظيفية” يقوم علي توظيف المركبات الطبيعية وبالذات النباتات في عمل أغذية يمكنها تحسين الحالة الصحية أو منع الإصابة ببعض الأمراض. وأشار الشوبكي إلى أن مشروب الطاقة لا ينصح به لجميع الناس , وإنما فقط من يحتاجون إلي قدر كبير جداً من الطاقة، نظراً لممارستهم مجهوداً عضلياً فوق المعتاد, كعمال البناء والرياضيين, أما الأشخاص الذين لا يبذلون مجهوداً عضلياً فائفاً فإن مثل هذا المشروب قد يضرهم, فكمية الجلوكوز وهي عبارة عن سعرات حرارية إذا لم تحرق كلها فستتحول إلي مواد دهنية, وسيجهد البنكرياس دون عائد. وتسبب الخمول أظهر باحثون أن مشروبات الطاقة التى يتناولها الرياضيون من أجل الشعور بالنشاط ربما تعطى أحياناً نتيجة عكسية إلى درجة أنها قد تسبب لهم النعاس. وقد أجرى باحثون فى جامعة ليفبورو بمنطقة ميدلاند ببريطانيا دراسة على 10 بالغين من أجل معرفة تأثير مشروبات الطاقة عليهم والتى تحتوى عادة على نسبة عالية من السكر. وأشار هؤلاء إلى أنه بعد حوالى ساعة على تناول المشروب فقد هؤلاء قدرتهم على التركيز، وكانت استجابتهم للأشياء التى تدور حولهم أبطأ مقارنة بغيرهم ممن تناولوا مشروبات لا تحتوى على السكر أو الكافيين. ولكن بعض الخبراء فى مشاكل النوم يعتقدون أن مشروبات الطاقة مفيدة للرياضيين، ولكنهم ينصحون السائقين الذين يشعرون بالنعاس بتناول مشروب يحتوى على كمية صغيرة من الكافيين والنوم لفترة قصيرة قبل الجلوس حول المقود. وبعد ساعة على تناول هؤلاء لوجبة خفيفة تناولوا إما مشروبا للطاقة يحتوى على 24جراماً من السكر أو 30 ميلجراما من الكافيين ثم خضعوا لتجارب لمعرفة مدى نعاسهم ومقدرتهم على التركيز. وتبين للباحثين أنه بعد 50 دقيقة من تناول الوجبة الخفيفة أن الأشخاص الذين تناولوا الطاقة بدأوا ينعسون أكثر فأكثر مقارنة بأولئك الذين تناولوا مشروباً يحتوى على الكافيين. يذكر أن هذه المشروبات غير خاضعة للرقابة رغم أنها خطيرة علي مريض السكر في أي سن ومرضي الضغط المرتفع والحساسية.