بلعيد كروم/ المساء الصورة للمتهمين من إعادة تمثيل الجريمة بالقنيطرة أنهت عناصر المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، التابعة للأمن الولائي بالقنيطرة، تحقيقاتها في ظروف وملابسات الجريمة التي ذهب ضحيتها مقاول معروف، في الثاني عشر من شهر مارس الجاري، بعدما عثر عليه مذبوحا من الوريد إلى الوريد، في غرفة النوم بشقته، الكائنة بعمارة تطل على شارع «محمد الديوري» المؤدي إلى محطة القطار الرئيسية،. حيث نجحت مصالح الأمن في ظرف وجيز من تفكيك خيوطها، والقبض على مرتكبيها الأربعة، الذين كشفت التحريات الأولى معهم بأنهم اقترفوا جريمتهم، التي أعيد تشخيصها زوال أمس الثلاثاء، بدافع السرقة أولا، ليحالوا على العدالة، بتهم تكوين عصابة إجرامية والسرقة والقتل مع سبق الإصرار والترصد. وانطلقت وقائع القضية، وفق معطيات توصلت بها «المساء»، عندما توارى الضحية «م ل»، البالغ من العمر 39 سنة، والمتحدر من مدينة الناظور، عن الأنظار، منذ بداية الأسبوع الفارط، ولم يظهر له أي أثر، مما دفع صديقا له، يقيم بهولاندا، والذي اعتاد مهاتفته يوميا، بفعل العلاقة الوطيدة التي تجمع بينهما، إلى إشعار زوجته الموجودة بالقنيطرة، ملتمسا منها تحري الأمر، وهو ما فعلته الزوجة في حينه، حينما طرقت باب الشقة، الموجودة بالطابق الثالث للعمارة، دون أن يجيبها أحد، مما دفعها إلى الاستعانة بمصلح المفاتيح، الذي اشترط حضور الشرطة للدخول إلى الشقة. وإلى نفس المعلومات، فإن عناصر الأمن، التابعة للدائرة الأمنية الأولى، اقتحمت الشقة الموجودة بالطابق الثالث للعمارة المذكورة، لتجد جثة الضحية عارية، ومكبلة اليدين والرجلين بغرفة النوم، ومضرجة في دمائها، بعد تعرضها للذبح من العنق، إضافة إلى وجود قطعة ثوب كانت محشوة بفم «القتيل»، يرجح أن مرتكبي هذه الجريمة استعانوا بها لمنع الضحية من الصراخ، خيفة من انكشاف أمرهم، مما استدعى حضور وكيل الملك وباشا المدينة ونائب والي الأمن وفرقة تابعة للشرطة العلمية والتقنية، التي شرعت، فور وصولها إلى عين المكان، في تجميع معطياتها من مسرح الجريمة. وقالت المصادر «المساء»، إن المتهمين بادروا إلى تشغيل جهاز مكيف الهواء الموجود بالشقة، ليحولوا دون تعفن الجثة، وتسرب رائحتها إلى الخارج، في محاولة منهم لكسب مزيد من الوقت، يمكنهم من الابتعاد عن مكان الجريمة، دون إثارة أي شبهات. وكشفت مصادر نفسها أن التحريات الأولية التي باشرها الأمن الولائي بالقنيطرة، أثبتت أن الجريمة ارتكبت بدافع السرقة، سيما، في ظل اختفاء سيارة القتيل من المستودع الآلي، الموجود أسفل العمارة، ومبالغ مالية مهمة، وساعة يدوية، وهاتف نقال، وكذا حالة درج إحدى الغرف الذي وجد مكسورا وأضافت نفس المصادر أن عناصر الشرطة القضائية دشنت تحقيقاتها للكشف عن ملابسات هذه الجريمة، بالاستماع إلى حارس العمارة، وخادمة دأبت على تنظيف شقة الضحية الفاخرة، قبل أن تقرر فرقة مكافحة العصابات الانتقال إلى الدارالبيضاء، أول أمس السبت، الماضي بعد تجميعها لمعطيات تفيد بأن المتهمين بارتكاب هذه الجريمة يقطنون بها، حيث قامت باعتقال أربعة من المشتبه فيهم، في حين تم استدعاء شخص آخر، يقطن بمدينة مراكش، للاستماع لإفادته بخصوص طبيعة العلاقة التي تجمع الضحية بأحد الأظناء