نظمت نيابة الناظور لقاء دراسيا يومي 13 و14 أكتوبر الجاري، لفائدة مديري المؤسسات التعليمية الابتدائية والإعدادية وأساتذة من الوحدات المدرسية التابعة للمؤسسات المشمولة ببرنامج “تيسير” الخاص بالتحويلات المالية المشروطة التي تستفيد منها أسر التلاميذ المعوزة من باب المساعدة والتشجيع لها على تمتيع أبنائها وبناتها بحقهم في التعليم المدرسي. وقد تميز الدخول المدرسي لهذه السنة، بإضافة مؤسسات من السلك الإعدادي، لتصبح مشمولة بالبرنامج، باعتماد مبدأ تتبع “جيل تيسير” ويهم بالخصوص مواصلة دعم الأسر التي ينتمي إليها التلاميذ الذين التحقوا بالسلك الإعدادي بعد إنهاء مسارهم بنجاح في المدرسة الابتدائية، حرصا من البرنامج على تثمين المكتسبات المحصل عليها على مستوى السلك الابتدائي. إلى جانب محاربة ظاهرتي الهدر المدرسي والتسرب، وخاصة خلال المرحلة الانتقالية بين السلكين، التي تعرف تعدد حالات عدم التحاق التلاميذ بالدراسة، مما يهددهم بالارتماء مجددا في أحضان الأمية الكريهة. ويتوجه برنامج “تيسير” بالخصوص للمناطق الفقيرة، المنتمية لمجال تدخل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتزيد فيها نسبة الفقر عن 30 % وترتفع فيها نسبة الهدر، بسبب الظروف السوسيواقتصادية التي تشكل عائقا أمام تكافؤ فرص ولوج التعليم الإلزامي. وتدخل الجمعية المغربية لدعم التمدرس بشراكة مع المجلس الأعلى للتعليم ووزارة التربية الوطنية، يتم بتقديم منحة مالية لكل أسرة عن كل تلميذ وتلميذة طيلة عشرة شهور، شريطة أن يواصل التلميذ والتلميذة الدراسة دون انقطاع، وتختلف قيمة المنحة باختلاف المستوى الدراسي للتلميذ. يسطر البرنامج أهدافا واضحة، ويحدد آليات لمراقبة مواظبة التلاميذ، وقنوات للتواصل مع ذويهم، ومخططات عمل واضحة المعالم، هذه الأمور التي تناولها الأستاذ محمد البور النائب الإقليمي بالناظور، خلال كلمته التقديمية التي افتتح بها اللقاء التكويني، وعرض على الحاضرين مخطط العمل للموسم الدراسي الحالي، مركزا على العمليات المبرمجة إلى غاية متم سنة 2010، محفزا السادة الحاضرين على المشاركة بحزم وحماس في البرنامج، الذي تعول عليه بلادنا في التصدي للعوامل التي تهدد بانقطاع التلاميذ، مبرزا أهمية التجند والتضحية اللتين تعدان ضرورتان من ضرورات العمل التربوي في اللحظة الراهنة التي تعلن فيها بلادنا الحرب على مظاهر التخلف والأمية والفقر، خاتما كلمته بتمنياته للحاضرين بالتوفيق والسداد. خلال هذا اللقاء التكويني، تمت دراسة جميع الاستمارات الخاصة بالعمليات المبرمجة في ورشات عمل. أوصى المشاركون فيها بتزويد المؤسسات المشمولة ببرنامج تيسير بمعدات معلوماتية والربط بشبكة الانترنيت، وتقديم حوافز مادية وأدبية للمساهمين في تنزيله، مع توفير الوقت اللازم لإنجاز العمليات. اختتم اللقاء، ليعلن عن انطلاقة مواصلة تنفيذ برنامج “تيسير” للسنة الثالثة على التوالي، ومراكمة مزيد من النتائج الإيجابية التي يسعى لتحقيقها في المنظومة التربوية التعليمية المدرسية المغربية.