على إثر المقالين اللذين نشرهما مراسل أريفينو وبعده “أساتذة بلا حدود” حول التدبير السيء للعملية التربوية بثانوية حمان الفطواكي بالناظور، عاش المعنيون بالانتقادات الموجهة إليهم طيلة هذا الأسبوع لحظات عصيبة عبرت عن حجم مفاجأتهم وخوفهم في نفس الوقت من عملية الفضح الموسعة التي وعد “أساتذة بلا حدود” القيام بها في المستقبل القريب. لحظات عصيبة تخللها الذعر ومحاولة كل طرف تحميل المسؤولية في ما آلت إليه الأوضاع في الثانوية للطرف الآخر. وقد انتهى الأمر، حسب بعض الأساتذة العارفين بخبايا العلاقات بين العاملين في المؤسسة، بإدراك السيدين رئيس جمعية الآباء وكاتبها العام (أستاذ العربي إعدادي)، ضرورة توحيد الجهود مع المدير (وهم المسؤولون الثلاث عن كل ما حدث) لاحتواء الموقف وتعليق العداوة بينهم إلى حين الخروج من الأزمة وهدوء النقمة العارمة عليهم جميعا. وهو ما حصل بالفعل. إذ بكر رئيس جمعية الآباء إلى الثانوية يوم الاثنين 11 أكتوبر ومكث، على غير عادته، طيلة الصباح مع المدير في مكتبه. وحسب نفس المصادر فإن السيد المدير وجد متنفسا في اللقاء، خاصة وأن عدد الاستفسارات الموجهة إليه من طرف النيابة بدأت في التزايد، وأصبح الكل في المدينة يتحدث عن إمكانية إعفائه من مهامه، إضافة إلى الفشل الذريع الذي منيت به محاولته استصدار بيان لاستنكار مضامين مقالي مراسل أريفينو و “أساتذة بلا حدود” الذي كلف به أستاذ الإنجليزية. كما وجد فيها رئيس الجمعية مناسبة لتأكيد الرغبة في طي صفحة الماضي، ودفع السيد المدير لإصدار مذكرة داخلية يدعو فيها إلى عقد اجتماع عام لمناقشة الوضع التربوي في المؤسسة، وإجراء مصالحة عامة بين كل الأطراف. غير أن السيد المدير رفض الاقتراح واعتبره مفتقرا للسند القانوني، وأوضح صعوبة تسيير اجتماع من ذلك النوع في ظل النقمة العامة عليه شخصياً، ومكتب جمعية الآباء من طرف الجميع في المؤسسة. اتفق الطرفان على عقد اجتماع لمجلس التدبير في أقرب وقت ممكن لاستصدار بيان لاستنكار ما ينشر حول المؤسسة. وهو ما تم بالفعل يوم أمس الخميس 14 أكتوبر على الساعة الخامسة مساء. غير أن المثير في هذا الاجتماع هو فطنة أغلب الأساتذة بالحيلة الماكرة للسيد المدير ورئيس الجمعية، اللذان ضمنا جدول أعمال المجلس أكثر من نقطة، وفي المناقشة ركزا على توجيه الحوار والتداول إلى نقطة واحدة هي ضرورة استنكار ما اعتبره السيد المدير ورئيس جمعية الآباء “هجوما مقصودا من طرف موقع أريفينو على ثانوية حمان الفطواكي”، والدعوة إلى تكذيبه جملة وتفصيلا. وحسب نفس المصادر، فإن بعض الأساتذة الجريئين والمعروفين بجديتهم وصرامتهم النزيهة، قد عبروا عن دهشتهم من ذلك، وأعلنوا رفضهم لمطلب السيد المدير ورئيس الجمعية، كما أكدوا على ضرورة تسجيل تحفظهم المسبق عن تضمين التقرير النهائي للمجلس أي إجماع حول هذه النقطة، مبررين موقفهم بأنهم ليسوا معنيين بما تضمنه مقالي مراسل أريفينو و”أساتذة بلا حدود”، وأن المعنيين المباشرين، أي المدير ورئيس جمعية الآباء وكاتبها العام، هم من يجب أن يدافعوا عن أنفسهم إذا كانوا يعتبرون مضامين المقالين سالفي الذكر ظلما في حقهم. كما أوضح هؤلاء الأساتذة أن الطريقة الأمثل في مثل هذه المواقف هي مراسلة موقع أريفينو و “أساتذة بلا حدود” عبره، وهدم “ادعاءاتهم وأكاذيبهم” بالحجج الدامغة. وهو ما لم يرق السيد المدير ورئيس الجمعية، واعتبر خيبة أخرى تضاف إلى رصيدهما في التدبير السيء للشأن التربوي بالمؤسسة.