ذكر مصدر جيد الاطلاع ليومية المغربية أن القنصلية الإسبانية بمدينة الناظور، توصلت، خلال الأسبوع الجاري، بمذكرة من وزارة الداخلية المغربية للتحقق من التأشيرات الصادرة عن القنصلية. وركزت التعليمات الواردة في المذكرة على تأشيرات الدخول إلى إسبانيا، وربط المصدر ذلك بالتحقيقات التي يباشرها قاضي التحقيق باستئنافية البيضاء مع أفراد الشبكة الدولية لتهريب المخدرات، التي جرى تفكيكها أخيرا بالناظور. وقال إن الأمر يتعلق بورود معلومات عن مبحوث عنهم يشتبه في استقرارهم بإسبانيا، بعد دخولهم بهويات مزورة، كما تحدث المصدر نفسه عن ضبط جوازات سفر مزورة تحمل تأشيرات يجري تزويرها بطرق متطورة جدا، يصعب كشفها من طرف مصالح الأمن. كما أن شبهات حول توصل عدد من الأشخاص بفيزات بطرق ملتوية قد يكون وراء طلب التشديد هذا وشددت القنصلية الإسبانية بالناظور من إجراءات المراقبة والتحقق من الوثائق، إذ أصبح الراغبون في الهجرة إلى إسبانيا ملزمين بإحضار عدد من الوثائق الخاصة بالأجرة الشهرية وطبيعة العمل، ومكان الإقامة في المغرب وفي الديار الإسبانية، وطبيعة العمل في إسبانيا. كما جرى تشديد الإجراءات بخصوص تأشيرة التجمع العائلي، إذ جرى رفض العديد من الملفات المتعلقة بالتحاق زوجات بأزواجهن، خلال الأسبوع الماضي و هكذا أصبح واضحا كيف تسببت بعض العمليات المشبوهة إضافة إلى حملة تجار المخدرات في تأجيل آمال عدد من الشباب الناظوري الذي كان ينوي الإلتحاق باسبانيا لظروف عائلية او مهنية و تجارية و غيرها و أصبحت حتى مواعيد اللقاء لطلب الفيزا تؤجل إلى يوليوز و غشت المقبل ليذهب الناظوريون البسطاء ضحايا لمافيات الفيزات و المخدرات ولم تقتصر الإجراءات المشددة بخصوص منح التأشيرة على القنصلية الإسبانية بالناظور، بل الأمر نفسه شهدته قنصلية تطوان، التي رفضت عددا من الملفات المتعلقة بمنح التأشيرة العادية، وتأشيرات التجمع العائلي. كما توصلت عناصر الأمن بالمعابر الحدودية بأوامر للتحقق من الوثائق المدلى بها وتنقيط الأشخاص المشتبه بهم قبل مغادرتهم التراب الوطني. ووصف مصدر جيد الاطلاع الإجراءات المشددة بخصوص منح التأشيرات ب “الأمنية”، مشيرا إلى حادث متهم بتهريب المخدرات، جرى ضبط جوازه، أخيرا، من طرف السلطات الإسبانية بحوزة شخص آخر بالمعبر الحدودي بباب مليلية. وتبين بعد التحقيق الأولي أن المتهم سبق أن أدين بتهمة الاتجار الدولي في المخدرات، غير أنه لاذ بالفرار من السجن الفلاحي بزايو، قبل أن يفكر في الاستقرار بالديار الإسبانية. كما توضح أن وسيطا حصل بطريقته الخاصة على جواز السفر المزور من قسم الشؤون العامة بالناظور، وحاول الدخول إلى مليلية المحتلة لتسليمه للمتهم، الذي أدين بثماني سنوات قبل أن يلوذ بالفرار، غير أن تنقيط صاحب الجواز بالمعبر الحدودي مكن عناصر الأمن من حجز الجواز، في حين لاذ الوسيط بالفرار. وبعد الحادث مباشرة أصدر مسؤولون بوزارة الداخلية إلى كل أقسام الشؤون العامة بالجهة الشمالية أوامر للتحقق من هويات الراغبين في الحصول على جوازات السفر، وضرورة حضورهم الشخصي أثناء تسلم الجوازات. ويأتي تشديد الإجراءات بعدد من المصالح الإدارية والقنصليات بعد الحديث عن بارونات مخدرات تربطهم علاقة بأفراد الشبكة الدولية لتهريب المخدرات، التي جرى تفكيكها أخيرا بالناظور. وتبين من خلال التحقيقات الجارية، أن عددا من المتهمين المدنيين في القضية حصلوا على وثائق إدارية مزورة كانت تسهل عملية دخولهم إلى سبتة ومليلية المحتلتين