وجد حوالي ثلاثة آلاف مغربي أنفسهم خلال الأيام الأخيرة الماضية محرومين من تأشيرة الدخول إلى التراب الإسباني. وذلك لأن القنصليات الموجودة في المغرب توقفت عن منح هذه الوثيقة. وذكرت صحيفة البايس التي أوردت الخبر في عدد أمس أن عشرات المواطنين المغاربة الراغبين في السفر إلى إسبانيا والذين قطعوا في بعض الأحيان مئات الكيلومترات للوصول إلى القنصليات ووجهوا بهذا المشكل، وذلك دون سابق إعلان، فعلى سبيل المثال يقطع سكان مدينة العيون والمناطق المجاورة لها حوالي 600 كيلومتر إلى أكادير من أجل الحصول على التأشيرة. وصرح العديد من طالبي التأشيرة والذين كانوا قد توصلوا بمواعيد لتسلمها حسب ماهو معمول به، أنهم جاؤوا بناء على التاريخ الذي أخبروا به لكنهم لم يتوصلوا بأية مكالمة تخبرهم بتغيير الموعد ولم يخبروا أيضا حتى في يوم حضورهم للقنصليات. وأرجعت وزارة الخارجية الإسبانية بسبب هذا المشكل إلى أن الوزارة قررت تغيير النظام المعلوماتي لإصدار ومنح التأشيرات في القنصليات الإسبانية بالمغرب والتي تعتبر الأعلى من حيث العدد حيث تصل الى حوالي 140 ألف تأشيرة في العام. ونتيجة لذلك فإن موظفي القنصليات الإسبانية بالمغرب لم يعطوا مواعيد يوم الثالث ولا حتى في يوم الرابع من نوفمبر وهو اليوم الذي خصص للاستئناس بالنظام الجديد، لكن ما وقع أنه حتى في اليوم الموالي أي الخامس من شهر نوفمبر لم تشتغل الحواسيب بشكل جيد في الوقت الذي كان فيه مئات من طالبي التأشيرة يصطفون خارج القنصليات الإسبانية بالمغرب خاصة في مدينة الدارالبيضاء على سبيل المثال والتي تمنح 250 تأشيرة في اليوم. وأمام هذا الوضع فإن القنصليات الإسبانية في المغرب لم تفسر لطالبي التأشيرات سبب هذا المشكل. وصرحت الإدارة العامة للاتصال الخارجي التابعة لوزارة الخارجية الإسبانية أن المسألة في طريقها إلى الحل. وصرح مصدر قنصلي بالمغرب للعلم أن هذا المشكل وقع منذ الاثنين الى الجمعة الفارطين بسبب تغيير النظام المعلوماتي وأنه مازال قائما حيث أن الحواسيب مازالت لا تشتغل بشكل جيد وأن المصالح القنصلية على اتصال بالجهات الرسمية في مدريد من أجل إيجاد حل عاجل لهذا المشكل. وكإجراء استعجالي فإن القنصليات تستقبل طلبات التأشيرات آخذة بعين الاعتبار المشاق التي يتحملها طالبوها وأن تعمل ما في وسعها لإخبار هؤلاء بمواعيد تسلمها حال ما تتمكن من ذلك. وأن سبب عدم إخبار طالبي التأشيرة في الأيام الأولى يرجع إلى أن هذا المشكل لم يكن متوقعا. وللإشارة فإن هذا التعثر التقني لم يتضرر منه المغاربة الذين يسافرون إلى إسبانيا فحسب ولكن أيضا المسافرون العابرون من مطارات مدريد وبرشلونة والمتوجهون إلى مختلف الدول الأوروبية الموجودة ضمن منطقة شينغن.