إحياء الثقافة والهوية الامازيغية بهولندا بلاغ صحفي : [ مؤسسة بادس بروتردام/ مكتب إكسترا] في هولندا وحدها تجاوز عدد السكان المغاربة المقيمين في هولندا أزيد من 370.00 الف، 85 في المائة من هؤلاء السكان ينحدرون من الريف، وتطلق هذه الشريحة على نفسها لفظ الريفيين، وهي تسمية إثنية تدل حول أصل موطنهم الاصلي، وتميز نفسها في بعض الأحيان بأمازيغيي الريف. وتحتل هذه الشريحة المجتمعية مكانة جوهرية ضمن النسيج المجتمعي الهولندي ككل، مشهود لها بدورها الفاعل في مختلف المجالات، إجتماعيا وثقافيا واقتصاديا ورياضيا، لاسيما التطور اللافت الذي بلغته في مجال الحريات الفردية في هولندا. وهذا التحول والتطور ناتج عن الانخراط القوي والوازن في محيطها، مع التشبث بأصلها و إدراكها لذاتها، وشعورها بضرورة استحضار البعد الهوياتي. وهذا طبعا جاء نتيجة تراكم خبرات ساهمت في بلورته وتطويره هيآت ومؤسسات مدنية واجتماعية، وكذا شخصيات تنتمي الى عالم الادب والفن والرياضة والاقتصاد والسياسة، وغيرها على مختلف مشاربها وانتمائاتها. حيث أن القيم العليا والنبيلة التي يرتكز عليها المجتمع الهولندي، هي القيم نفسها التي توجد في ثقافتهم الاصلية. وبالتالي هناك قواسم مشتركة عدة يجب استثمارها بقوة، قصد طرح نقاش هادف يروم الى تعزيز وتعريف هذه القيم المشتركة في أوساط المجتمع الهولندي، كموضوعة الحريات الفردية والمساواة وغيرها. الهوية هذا الشباب الهولندي ذو الأصول الريفية يبحث عن جذوره الثقافية والحضارية وأمجاده التاريخية. هذه الأسئلة تتمحور بالأساس حول البحث عن معلومات مرتبطة بجذورهم وهويتهم الثقافية الاصلية. لكن هؤلاء الشباب غالبا ما يفلحون في العثور على أجوبة شافية ومستفيضة ومقنعة. هذه الصحوة الثقافية والهوياتية في البلدان الأوروبية لازالت لم تستطع الرسوخ بعد في أذهان الشباب المغربي الهولندي، لاعتبارات عدة لايسمح المقام لجردها وتشريحها. وهذا ما عبر عليه عمدة مدينة روتردام السيد أحمد أبو طالب السنة الماضية في كلمته بمناسبة الاحتفالات برأس السنة الامازيغية الجديدة 2964 بمدينة روتردام، حيث قال: "المعرفة والتواصل الثقافي ليس هو الهدف المنشود، وإنما يجب أن يكون هو أساس الاعتزاز والفخر للمرء، وبالتالي المحدد الرئيسي لإختياراته وتوجهاته" . هذه الصحوة الثقافة على المستوى الوعي والحس التاريخي والهوياتي الذي تشهده هولندا في السنين الأخيرة، تتجلى في دينامية نخبة من المبدعيين والكتاب والرياضين، التي تسهم في نشر الوعي حول مختلف القضايا المجتمعية، كما سعت جاهدة في الترويج لها بكل الوسائل المتاحة والممكنة، مما ساهم في إقبال وحضور ومتابعة شريحة واسعة من لدن الشباب الهولندي. في إطار احتفالات السنة الامازيغية الجديدة [أسكاس أماينو] تنظم مؤسسة بادس، اللتي تسعى الى رفع الوعي بالإرث الثقافي والتاريخي للريف لدى الأجيال الجديدة بالديسبورا، وبشراكة مع المنظم والناشط رشيد بنحمو، يوم السبت 31 يناير 2015 بقاعة [تياتر زاود بلاين] بمدينة روتردام، احتفالات رأس السنة الامازيغية الجديدة، تحت شعار [الريف المتحد Rif United]. والهدف من تنظيم هذه الأمسية يأتي في إطار التعريف بالثقافة الامازيغية وحضارتها العريقة التي تمتد الى الاف السينين. وذلك بحضور ومشاركة فنانين وكتاب وموسيقيين ريفيين في الداخل والخارج، نذكر منهم: [با رشيد، مجموعة إسري، فطوم، ثاروا نشيخ موحند، إمتلاع]. كما ستعطى الفرصة لابراز وتحفيز طاقات ريفية شابة، كالفنانة الصاعدة "نوميديا" التي سبق لها وأن شاركت في الحفل الكبير الذي أقيم على شرف الملكة الهولدنية السابقة "بياتريكس" بمناسبة قرار تنازلها عن عرشها. وقد حضي الحفل بمتابعة وتغطية إعلامية واسعة، حيث تم بثه مباشرة على مختلف القنوات التلفزية الوطنية والدولية، ووصل عدد المشاهدين الى أكثر من مليوني نصف مليون مشاهد، حيث أنشدت أمام الملكة رائعة "رالا بويا" باللغتين الامازيغية والهولندية. تعليق