مع توالي الأيام و معها عمليات القبض على بارونات المخدرات بالناظور حاول عدد من المشتبه بهم الإختباء بأماكن بعيدة في إنتظار عودة الاجواء لطبيعتها و هكذا إنتقل عدد من بارونات المنطقة للعيش بمليلية و بأوروبا و الاقل منهم قيمة غزوا حي أكدال بالرباط و كاباريهات اكادير في انتظار الفرج هذا الهروب الجماعي خلف و لا شك تأثيرا متفاوتا على عدد من القطاعات فقد توقفت عدد من أوراش البناء و نقص الطلب على المنتجات العالية القيمة كالألبسة الفاخرة و و محلات السمك و البيتزا و على العموم فغياب عشرات أو حتى مئات من الجيوب المنتفخة قد خلف خللا و لو طفيفا في ميزان العرض و الطلب بالمدينة، هذا الخلل الذي تحول بفضل راديو الشارع لأزمة خانقة تهدد القطاع الخدماتي الناظوري الذي يشغل نصف سكان الناظور و الذي يعتمد بشكل طبيعي على قوة الإستهلاك للإستمرار في الحياة، و غالبا ما يقف وراء هذه الشائعات أشخاص تستفيد أعمالهم مباشرة من القوة الشرائية لطبقة بارونات المخدرات و قد يكون ورائها شبكات المخدرات نفسها التي تجد إستهلاكها المفرط الذي يقوى حركة الطلب حماية لها من حملات المخزن و حتى نقطع الخط الرقيق الفاصل بين الحقيقة و الشائعة هنا فإن بقاء أسعار أغلب المواد الإستهلاكية على حالها دليل واضح على ان لا خلل في ميزان العرض و الطلب بالمدينة و أن الطبقة المتوسطة كفيلة بتعويض أي خلل و أن الإستهلاك المفرط لبعض بارونات المخدرات و حوارييهم لا يؤثر إلا في قطاعات جانبية لا ينكر أحد ان الناظور مدينة تعيش على قوة الإستهلاك الذي يحرك عجلة التجارة و الخدمات كما يعيش على قوة قطاع البناء و ما يرتبط به و هذه الميكانيزمات قد تعرف إنخفاضات موسمية بشكل معروف و معتاد و يمكن وضع حالة الناظور اليوم في هذا الإطار إن من الخطأ الإعتقاد أن تجار المخدرات يشكلون عمودا فقريا للإستهلاك بالمدينة فلا طبيعة إشتغالهم و لا نوعية الاموال التي يتحصلون عليهم تسمح لهم بإنفاقها بالناظور لذا يلجؤون في الغالب للمدن السياحية التي تصرف فيها ملايينهم و ملاييرهم على شكل إستهلاك أو إستثمارات، و إذا كان غياب الإنفاق الحشيشي يعني كما يحدث هذه الأيام هجرة مضادة لجحافل العاهرات و ضعف إقبال على “كرابة” الأحياء أو حتى بارات مليلية و ضعفا في نسبة حوادث السير التي خفت جراء غياب السيارات الفارهة التي كانت تقطع الناظور طولا و عرضا بسرعة خيالية فمرحبا بالغياب و ليته كان دائما إن التجربة علمتنا أن حملات المخزن على تجارة المخدرات موسمية و لو طالت فلا أحد في دهاليز الدولة يرى من مصلحته وقف تدفق 12 مليار دولار من الأرباح على السوق المحلية المغربية من عائدات تهريب المخدرات، لذا يفكر المغرب في وقف زراعة و تهريب المخدرات نهائيا و بالتدريج سنة 2018 و التزم بذلك خطيا مع الإتحاد الاوربي لذا فإن ما يحدث اليوم بالناظور فتور موسمي عادي في الإستهلاك يعني للغالبية من المشتغلين بالتجارة و الخدمات مداخيل شهر عادي و يعني للراجل و الراكب حوادث سير أقل و للشرفاء عاهرات أقل في الشوارع و الفنادق و سكارى أقل في الأحياء الشعبية، فقط لا غير إلى الأسبوع المقبل [email protected] لقراءة الأعمدة السابقة للكاتب المجهول إضغط على الرابط مدونة الكاتب المجهول