دعا المؤرخ المغربي محمد بن عزوز حكيم السلطات المغربية إلى غلق الحدود الوهمية مع سبتة ومليلية، تماما كما فعل فرانكو مع انجلترا لما رفضت إرجاع جبل طارق إلى إسبانيا، وشدد بن عزوز المتخصص في العلاقات المغربية الإسبانية، أن هذه الخطوة تستدعي من الحكومة المغربية ‘أن لا تسمح لأي شخص بالدخول أو الخروج من المدينتين' وطالب في حوار أجرته معه ‘التجديد' سينشر في عدد الغد، على خلفية زيارة العاهل الإسباني خوان كارلوس إلى المدينتين، بفرض التأشيرة على الإسبانيين الراغبين في الدخول إلى المغرب، ومنع تجارة التهريب بحزم من خلال تشريع عقوبات استثنائية ردعية بشأنها، مؤكدا أن مثل هذه الإجراءات من شأنها أن تفرغ المدينتين من سكانها الإسبان، وقال ‘لي اليقين أنه لن يبقى أي مواطن إسباني هناك'. هذه الإجراءات التي اقترحها بن عزوز بخبرة المؤرخ، والتي اعتبرها الرد المناسب على الزيارة المذكورة، أكد أن من شأنها أن تعيد الملف بقوة إلى الساحة الدولية، وتكفر عن الأخطاء التي ارتكبتها السلطات المغربية تجاه المدينتين المحتلتين، أولها، يقول المتحدث، أن المغرب لما انضم إلى الأممالمتحدة لم يتحفظ على المبدأ القائل بأن الحدود الاستعمارية التي تركها الاستعمار، يجب أن تظل كما هي، وبالتالي أصبحت قانونية، وهو ما ألحق أضرارا بالحدود الترابية التاريخية للمغرب، أما الخطأ الثاني، يقول بنعزوز، الذي شغل الترجمان الخاص لمحمد الخامس في مفاوضاته مع إسبانيا حول الصحراء، يتمثل في أنه لما أنشئت اللجنة الرابعة للأمم المتحدة المكلفة بتصفية الاستعمار، لم يبادر المغرب إلى تسجيل الأقاليم التي كانت تحت السيطرة الإسبانية، في الجنوب أو في الشمال، على أساس أنها جزءا من أراضيه المحتلة التي يطالب باسترجاعها، حيث تأخر الأمر حتى سنة .1975 ويتمثل الخطأ الثالث للمغرب، يقول المتحدث، في عدم إعلان رفضه لما تضمنه الدستور الإسباني لسنة ,1978 الذي نصّ على أن مدينتي سبتة ومليلية إسبانيتين، وهو ما جعلهما فيما بعد بمثابة الحدود الجنوبية للاتحاد الأوربي بعد توقيع اتفاقية شنغن في .1992 واعتبر بن عزوز الذي شغل منصب وزير مفوض في أول سفارة مغربية بمدريد، أن المغرب لا يذكر سبتة ومليلية إلا بعد كل استفزاز إسباني، وقال إن مسؤوليه يجهلون تاريخ المدينتين، كما يجهلون المحاولات المتكررة التي بذلها الشعب المغربي طوال تاريخه لتحريرهما، خاصة في القرون الثلاثة الأولى، مذكرا في هذا الصدد بالمحاولة التي بذلها المولى إسماعيل وبتعاون مع قبائل اغمارة، حيث حاصر سبتة مرتين، الأولى لمدة 5 سنوات، والثانية لمدة 34 عاما، وهو أطول حصار عرفه التاريخ، في حين حاصر محمد بن عبد الله مدينة مليلية حوالي عامين. وأكد بن عزوز أن الأرشيف الإسباني والبرتغالي والإيطالي، وخاصة مراسيم الملوك الخمسة الإسبان الذين جاؤوا بعد استرداد الأندلس وقبل حرب تطوان ,1860 كلها تؤكد أن سبتة ومليلية ليستا إسبانيتين، بحيث تتضمن تلك المراسيم قرارات من بينها امتناع الملوك تمثيل سكان المدينتين في البرلمان الإسباني حينها، وحرمانهم من الإنضمام إلى الجيش، وكذا من الوظائف المدنية في الدولة، كما أن تراب المدينتين إلى اليوم يعود لملكية الجيش وليس للسكان، بخلاف باقي المدن الإسبانية الأخر