بيان رقم 1 إن جمعية فن و فنون بالريف وهي ترصد بقلق بالغ الوضع العام الذي يعيشه الناظور على الساحة الفنية بمختلف تجلياتها، تدرك أن المرحلة تقتضي تظافر جهود كل المبدعين من أجل تحقيق كرامة الفنان وحماية حقوقه و ضرورة إيلاءه العناية اللازمة به كفاعل أساسي في الرقي بالرسالة النبيلة للفن. و انطلاقا من مجموعة من الممارسات التي أضحى المجال رهينا لها بسبب جشع ثلة من الدخلاء و السماسرة الذين أباحوا لأنفسهم توظيف علاقاتهم و نفوذهم من أجل تحقيق مصالح ذاتية و أجندات انتخابية صرفة على حساب حاضر و مستقبل الفن من دون اعتبار لعطاءات و إسهامات فناني و مبدعي منطقة الريف بصفة عامة و الناظور بصفة خاصة، فإن جمعية فن و فنون التي أخذت على عاتقها لم شمل الأسرة الفنية بشتى تلاوينها و أجناسها واعية تمام الوعي بحساسية الوضعية المزرية التي يعيشها الفنان و المشاكل التي يتخبط فيها جراء تنامي نفوذ من وجدوا في المال العام منصة للرقي الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي. حيث أن الجمعية و هي تتابع مجموعة من المستجدات و الأحداث التي رافقت تدبير المجال الفني خلال السنوات الأخيرة وقفت عند مجموعة من الممارسات الخطيرة المسيئة لساكنة المنطقة بعدما أساءت لفنانيها، وهو ما جعلها تتبنى همومهم و تدافع باستماتة و قناعة تامة عن قائمة من المطالب التي تلخصها جل نقاشاتها و حواراتها مع الجهات المسؤولة، في مقدمتها الرفض القاطع لكل أساليب الاستغلال البشع للطاقات الفنية بالريف في جل التظاهرات و المواعيد الكبرى التي تحولت إلى مناسبة لتلميع صورة بعض الكائنات الانتخابية و أسماء معينة عبر وسائل الدولة المالية منها و اللوجيستيكية ضدا على كل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله الذي ما فتئ يحث على تخليق الحياة العامة و الحد من توظيف مراكز السلطة و و تدبير الشأن العام لإرضاء نزوات شخصية و خدمة حزب سياسي معين، الأمر الذي تكرس بشكل خطير و متكرر يدعو إلى التساؤل حول أسباب هذا الصمت داخل النخبة السياسية و الثقافية و حتى الاقتصادية على اعتبار التظاهرات الإشعاعية بالناظور ملك جماعي و محطة لتسويق كل الجوانب و المجالات التي تزخر بها المنطقة. وحيث أن طبيعة تعامل الوزارة الوصية عن الشأن الفني محتشما في ظل تواطؤ بعض المنتخبين و المسؤولين و تقاسمهم لنفس الرغبات و الطموحات الفردانية لا يزال ملحوظا ضدا على كرامة الفنان و تحقيرا له، فإن جمعية فن و فنون تواصل بكل شجاعة دورها كفاعل في المجتمع المدني رغم محاولات تبخيس جهودها من لدن أصحاب المصلحة في استمرار هذا الوضع المختل و تؤكد مواصلتها لنضالاتها في انسجام تام مع مضامين أهدافها المستمدة من روح الوثيقة الدستورية التي أناطت بالمجتمع المدني أدوارا هامة و حيوية في الرقابة و الاقتراح و المساهمة في تخليق المشهد الجمعوي من كل الانزلاقات ووفق ما يمليه الواجب و الانتماء إلى أسرة الفن كما تؤكد على دور الإعلام المحلي و الوطني في الرقي بمثل هذه المواعيد باعتباره شريكا أساسيا و جسر للتواصل و التعريف بمؤهلات و خصوصيات المنطقة و رهاناتها حتى تتحقق تطلعات الساكنة فيلامسوا مستويات تنمية تعم كل أبناء هذا الربع المجاهد من الوطن، كما تعبر الجمعية عن انفتاحها على كل المبدعين باعتبارها فضاء للتعاون و الرقي بالمجال و تحقيق وحدة الجسم الفني في مواجهة أشكال التمييع التي يقف وراءها شبكة من السماسرة و الوسطاء. تعليق