تعززت الساحة الجمعوية والثقافية بالناظور بتأسيس جمعية فن و فنون بالريف بمبادرة من ثلة من المبدعين الموسيقيين و الفاعلين الثقافيين بالمدينة في إطار توجه يرمي إلى تكثيف روابط التعاون بين الفنانين و تخليق الساحة الفنية المحلية و ترسيخ التربية الإبداعية و التضامن الاجتماعي بين الفاعلين في المجال من أجل الرقي بالأنشطة الفنية و الثقافية و الموسيقية عبر دورات التكوين و اللقاءات التواصلية و العروض الهادفة إلى الحفاظ على الموروث الثقافي و التراثي الأمازيغي و العناية بأشكال الإبداع المختلفة من شعر و مسرح و فنون تشكيلية بالإضافة إلى استحضار الرهان الاجتماعي و الإقتصادي من خلال توفير المناخ المناسب للفنان على مستوى العمل و الإنتاج و الضمانات القانونية و هيكلة القطاع، هذا وقد أكد السيد حسن الناصري رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي لجمعية فن و فنون بالريف أن فكرة إخراج هذا المولود إلى حيز الوجود جاءت بعد مدة طويلة من التفكير في سبل حماية الفنان و تأهيله و ضمان استمرارية الإنتاج الإبداعي الذي ميز المنطقة لاسيما ما يرتبط بالتوثيق و الحفاظ على الموروث الغني الذي تزخر به والذي يجد تعبيراته في إنتاجات مهمة بصمت عليها فرق لا تزال الذاكرة الوطنية تردد أعمالها و تغنى بها جيل من الجمهور المهتم بالفن الهادف الذي يعكس التعدد الثقافي للمغرب في أجناس غنائية متنوعة كما عبرت عنه أعمال أخرى في المسرح و الشعر بفعل إسهامات مبدعين أثثوا الساحة الفنية و الثقافية المحلية و الوطنية. و حول الأهداف التي ترمي إليها الجمعية أشار حسن الناصري أن من بين الأولويات المطروحة هو إحداث لجنة للتوثيق و حفظ التراث كمنطلق لتلمس المستقبل و الاهتمام بالناشئة من خلال التشجيع على إنشاء فرق للصغار تهتم بالفلكلور و إحياء أمجاد الفن بالمنطقة مع وضع برنامج يهدف إلى تسويق المنتوج الفني عبر مهرجانات و سهرات و زيارات لتبادل الخبرات مع الجمعيات المماثلة و تنظيم لقاءات و عروض و أيام دراسية تتمحور حول واقع وآفاق الفنون بأجناسها و تجلياتها المختلفة مع إيلاء الأهمية كذلك لذوي الاحتياجات الخاصة من أجل تسهيل ولوج هذه الفئة لعالم الفن و مجالاته الواسعة. وحرصا من الجمعية على ربط أواصر الصلة بين الجالية المقيمة بالخارج ووطنها الأم فقد أولت الجمعية نصيبا من اهتماماتها لهذه الفئة من المغاربة من أجل تعزيز روح المواطنة و التعلق بجذورها من خلال أنشطة فنية داخل الوطن و خارجه، وحتى يتسنى لجمعية فن وفنون تجاوز المعيقات المالية التي تقف في وجه الفعل الجمعوي لاسيما ما يتعلق بالرهانات التي يطرحها تحقيق الأهداف المسطرة أكد حسن الناصري على أهمية الفعل التشاركي مع الجهات الوصية عن الشأن الثقافي و الفني و المجالس المنتخبة بالمنطقة عبر اتفاقيات شراكة و تعاون لإنجاز مشاريع تصب في صلب اهتمامات الجمعية كي تتمكن من تحقيق الإشعاع اللازم و الرقي بالجانب الثقاقي و الفني ليبلغ المراتب اللائقة به. وبعد مناقشة مشروع القانون الأساسي و دراسة سبل إرساء منهجية العمل الملائمة خلال المرحلة المقبلة انتخب الحاضرون حسن الناصري رئيسا للولاية الأولى بعد أن نال ثقة المؤتمرين بالنظر لما راكمه من تجربة و تمرس في الميدان طيلة عقود من الاشتغال إلى جانب ثلة من المبدعين بالمنطقة.