المتجول في الشوارع خلال الساعات الأولى من أيام رمضان، يدرك جيدا طبيعة الناس الذين يرتفع ترمومتر الغضب عندهم إلى حد أقصى، لدرجة المشاجرات العنيفة والملاسنات التي تصل حد التشابك بالأيدي خاصة أن رمضان هذه السنة هو الأطول من حيث ساعات الصيام إذ تتكرر مشاهد المشاجرات بين الأشخاص خاصة في طوابير الانتظار وفي الطرق بين السائقين في حين تشهد الأسواق بصفة خاصة أغلب المشاجرات الرمضانية، حيث نال بعد ظهر اليوم سوق أركمان بدوره نصيبه من الاشتباكات بين المواطنين لأبسط الأمور،إذ تمت معاينة نشوب شجار بين تجار ذات السوق بعد خلاف بسيط تطور إلى ملاسنات حادة وتراشق بالبطيخ وكاد ان يودي لما لايحمد عقباه لولا تدخل بعض المواطنين لتهدئة النفوس. كما تمت معاينة واقعة أخرى أمام مقر قيادة أركمان بين ثلاثة شبان أخذ النقاش فيما بينهم تطورات متسارعة باستعمال الكلام الفاحش تطور إلى الاعتداء بالاسلحة البيضاء والهراوات ..والحجارة.. الأمر الذي رفع من وتيرة الشجار، بعد أن خرج الشباب المتناحر من المجموعتين إلى الطريق، ما خلق فوضى ورعبا في نفوس المارة بعد تدخل البعض لفض هذا الشجار الذي كاد أن يتحول إلى جريمة قتل. . هذا وعاين الموقع حالات شجار هنا وهناك بين الباعة في ما بينهم وبين الباعة و الزبائن . المشاهد أعلاها ليست إلا واحدة من عشرات المشاهد التي تتكرر باستمرار خلال نهار رمضان، إنها "الترمضينة" التي تختلف صورها ونتائجها، فأغلب الحوادث الناتجة عن هذه الحالة المرضية خلال هذا الشهر الكريم تبدأ بخلاف بسيط وتنتهي بنتائج تتفاوت حدة كارثيتها في شهر يفترض أن يكون شهرًا للتراحم، لكن غالبية من تُسيّرهم بطونهم يلفقون التهمة للشهر الكريم، الذي يبعد كل البعد عن تلك الممارسات والسلوكيات المنحطة، التي تبتعد عن شيم وأعراف مجتمعنا، مبررين ذلك بعدم القدرة على الصيام والتحمل أمام ارتفاع درجة الحرارة، لتنتشر هذه الظاهرة بالخصوص في الأسواق الشعبية بين التجار الفوضويين والنظاميين على حد سواء، وهو الشيء الذي يزعج المواطنين أثناء تنقلاتهم من أجل التسوق؛ حيث تجلب تلك الشجارات المتكررة الفزع لقلوبهم خوفًا من تعرضهم إلى أي مكروه. تعليق