في خرجة غريبة لم يتردد مرة أخرى رئيس الحكومة المحلية خوسيه أمبرودا في مطالبة مدريد بتمكين الإسبان من زيارة الجزر الجعفرية الواقعة على مرمى حجر من شاطئ رأس الماء، فقد تفتقت عبقريته في إيجاد مصادر دخل لاقتصاد مليلية المحتلة عبر توظيف المؤهلات الطبيعية للجزر الجعفرية لاستقطاب السياح المتوافدين على المدينة و باقي التراب الإسباني مثل جزر الكناري. وأضاف أمبرودا في محاولة لاستقطاب أنظار الإعلاميين أن هذه الجزر التي ظلت حكرا على فيالق العسكر الإسبان باعتبارها موقعا استراتيجا متقدما أو فضاءا للباحثين يمكن أن يتحول إلى قبلة سياحية تستقبل أفواجا منتظمة قادمة من مليلية بحرا وهي مسألة تنتظر فقط إشارة من السلطة المركزية بمدريد لجعلها أمرا واقعا يفتح مجالا لساكنة مليلية في اكتشاف مناطق من قبيل هذه الجزر التي جزم أمبرودا أنها جزء لا يتجزأ من إسبانيا في محاولة منه للبحث عن خروج إعلامي لعله ينسي المليليين و متتبعي الشأن العام بالمدينة الهفوات و الأخطاء المتتالية التي تورط فيها في مناسبات كادت تعصف بمستوى العلاقات بين المغرب و جارته الشمالية. واقترح أمبرودا في هذا السياق برمجة زيارات يومية إلى الجزر الجعفرية انطلاقا من ميناء مليلية و الاهتمام بها كامتداد لاسبانيا مما سيدعم حسب قوله النشاط التجاري و الاقتصادي الأمر الذي يمثل اعترافا صريحا و غير مباشر بتراجع الرواج التجاري ومداخيل الخزينة المحلية التي تطلبت من المسؤولين بها الاستنجاد بمريد و البحث عن بدائل أخرى لم يجد بينها حاكم مليلية سوى زيارة الجزر الجعفرية من دون أن يدرس مرة أخرى تبعات خطواته هذه التي لن تكون عواقبها في صالح اسبانيا، فالمغاربة على بعد أمتار ولا يضمن أي كان رد فعلهم اتجاه أرض يعتبرونها مغربية و يطالبون بعودتها ويبقى مشهد جزيرة ليلى نموذجا ليقظة المغاربة و حرصهم على صيانة وحدتهم الترابية التي أخذ أمبرودا يجتهد دونما اعتبار لطبيعة الملف الذي يعتبر حساسا لدرجة كبيرة ويتطلب مستوى كبير من الرزانة المفقودة لدى أمبرودا و من حوله كما لا نعتقد أن مدريد ستجاريه في طموحاته التوسعية التي لا تخفى على الجميع