[email protected] ضربات غدر متوالية توجهها الآلة العسكرية الصهيونية للمواطنين الفلسطينيين العزل، حاصدة في كل مرة أرواح العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ. أحداث كانت السبب لاستظهار رد فعل المسلمين ومنظمات حقوق الإنسان بالعالم الإسلامي والغرب. فكان العالم على موعد مع عدة وقفات، من أشخاص ساخطين على خرق الآلة الصهيونية لمواثيق حقوق الإنسان... وإن كانت الوقفات والمسيرات الاحتجاجية بأقطار عديدة جمعت عشرات الآلاف في كل منطقة وقطر. حيث جمعت المسيرة الاحتجاجية بإسطنبول في أكبر مسيرة على الإطلاق أزيد من مائتي ألف متظاهر، وعرفت أوسلو تجمع أزيد من ألفي متظاهر، وكانت بروكسيل التي تعدى فيها عدد المتظاهرين العشرين ألفا رمزاً للتآلف ولتضامن الهيئات والمنظمات... فإن الوقفات بالمغرب عموماً، وبإقليم الناظور على وجه الخصوص، رغم كثرتها (أزيد من عشرين وقفة ومسيرة) إلا أن عدد المتظاهرين في كل واحدة منها لم يتعد المائة متظاهر ومحتج في كل مرة، إن استثنينا وقفة أو وقفتين تعدى العدد فيهما المائتين. هذا العدد الهائل من الوقفات القليلة العدد من حيث المحتجين لا تؤكد سوى أمراً واحداً، ألا وهو رغبة كل طرف في استعراض العضلات، في غياب التنسيق لتنظيم وقفة واحدة ضخمة العدد، للتعبير عن مدى الغضب حول ما تقوم به الآلة الصهيونية في حق الفلسطينيين العزل. وقفة واحدة منظمة ومنسقة تجمع عشرات آلاف المتظاهرين، كافية للتعبير عن قيمة الغضب حول ما يحدث. وقفة تنسي الاختلاف في المبادئ والتوجهات السياسية، ما دام الغرض منها واحداً، وهو التضامن مع غزة. لكن، وإن كانت الدول الأوربية تعبر عن نضج أبنائها وتضامنهم رغم اختلاف توجهاتهم، حيث جمعت وقفة بروكسيل بين عدة منظمات مختلفة التوجهات، كما حضرها أشخاص مختلفي الديانات مسلمين منهم ومسيح وكذا يهود، لأن القضية أقوى من أي توجه سياسي ما دامت تمس حقوق الإنسان، والجميع مدعو لصب جام الغضب على ما يحدث. فإن الوعي السياسي بالمغرب ما زال غائباً، وبالتالي لا تنسيق بين منظمتين، فما بالك بين جميع مكونات المجتمع المدني. وما هذه الوقفات سوى سبيل لإبراز العضلات لضمان أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات عبر كسب ود الناس، أو لأمور أخرى لا يعرفها سوى منظمو الوقفات. للأسف، تبقى هذه مجرد نافذة من النوافذ المطلة على واقعنا المر.