. شامة درشول – الجزيرة توك – الرباط خوان كارلوس يفجر غضب محمد السادس ” سمعت هذا الخبر أو قرأته لست اذكر.. ربما صورة ملك اسبانيا و هو يمسك بمنديل ابيض محاولا مسح دموعه التي ذرفها على روح الملك الراحل الحسن الثاني في حضرة الملك محمد السادس أخذتني إلى ما قرأته مرات و مرات عن الصداقة المتينة التي تربط بين العائلتين الملكيتين... ” ..وربما سذاجتي التي أبت أن تتقبل تفوق مصالح السياسة على روابط الصداقة ليتبادر إلى ذهني سؤال احترت في الإجابة عليه” لماذا الآن يا كارلوس?” و ربما هو تفكيري الساذج يعود مرة أخرى ليدفعني إلى القول بأنها مصادفة أن يقفز كارلوس إلى سبتة و مليلية بدعوى الاطمئنان على شعبه الاسباني .. بعد إنهاء ساركوزي زيارته للمغرب و التي توجت بتفويت ورش بناء احد اكبر الموانئ ليس فقط بإفريقيا و إنما أيضا بمنطقة البحر الأبيض المتوسط لفائدة شركة بويغ الفرنسية إضافة إلى توقيع عدد من العقود الاقتصادية بلغت قيمتها 3 مليار اورو و بروتوكول دراسة إنشاء مركز لإنتاج الطاقة النووية...و ربما تقودني النية الحسنة في الظن بان الجد كارلوس لا يزال حبيس العصر الامبريالي و رأى في العم ساركو الغريم القديم الذي ينازعه في حماية المستعمرة المغربية...أم أن جدنا العزيز نسي انه ينتمي لمنظمة اقتصادية تطلق على نفسها الاتحاد الأوروبي و في نفس الوقت لا يزال يعاند في احتلال مدينتين تقعان بالقارة الإفريقية...أم تراه الخوف الذي أصاب عجوزنا الاسباني منذ تولي محمد السادس العرش و رغبته في تدارك خطا الماضي الذي همش سكان الشمال و انتبه إلى أن تنمية المغرب تبدأ من الواجهة المتوسطية مما جعله يغدق عليها بالمشاريع التنموية أملا في الحد من قوارب الموت و لفافات الحشيش و المواد الغذائية الفاسدة المهربة إلى داخل المغرب و التي تتسبب في خسارته ل5 مليار اورو سنويا...ام تراه الانتقام للشرف الذي دفع بكارلوس للثأر من إهانة أبناء كاتالونيا له و حرق صورته و عقيلته و لو كان ذلك على حساب المغرب? و ربما كانت نية كارلوس الحسنة هي التي دفعته إلى هذه الزيارة و ذكرى مسيرة الصحراء تشارف على الاقتراب في ضغط سافر على المغرب يخيره بين دعم اقتراح المغرب بحكم ذاتي موسع للصحراء مقابل تنازله عن سبتة و مليلية أو حرمان المغرب كليا من هذا الدعم المجيد و بناء تحالف قوي مع الجزائر...و ربما كانت مصادفة أن يقوم الملك كارلوس بهذه الزيارة عقب إصدار احد قضاته مذكرة توقيف في حق مجموعة من المسئولين الأمنيين المغاربة يتهمه تعذيب صحراويين انفصاليين... و نتمنى أن يكون داء الزهايمر الذي تبدو أعراضه واضحة على الملك الاسباني و التي أسقطت من ذاكرته 50 ألف مواطن مغربي قتلوا بالأسلحة الكيماوية التي استعملها المستعمر الاسباني ضد أبطال معركة أنوال الشهيرة و تناسى 200 ألف مواطن بشمال المغرب أصيبوا بسرطان الجلد و الرئتين نتيجة هذه الأسلحة و التي كانت أكثر فتكا من الرصاص و صنفت اسبانيا على أنها البلد الامبريالي الأكثر دموية و وحشية....و ربما الداء نفسه الذي أنسى عاهل اسبانيا تفضل ملك المغرب على صياديها ب 3 أشهر صيد مجانية قابلة للتمديد بعد تلويث باخرة بترول للساحل الاسباني في وقت اشتد فيه التوتر بين البلدين بسبب رفض المغرب إعادة توقيع اتفاقية الصيد البحري بشروط اسبانية همها فقط تلبية شره المستهلك الاسباني و لو على حساب انقراض الثروة السمكية المغربية... إن التصرف الأهوج لملك اسبانيا بزيارته المستفزة لسبتة و مليلية المغربيتين و رميه بعرض الحائط التحسن الملموس الذي شهدته العلاقات الاسبانية و المغربية في عهد الاشتراكي ساباتيرو و حنينه للماضي الامبريالي و تسابقه مع فرنسا و لو على حساب استقلال المغرب و مصالحه لا ينفي عن المغرب مسؤوليته فيما يحدث و سيحدث و تهاونه في استعادة جزء لا يتجزأ من التراب الوطني أيام معارك الاستقلال و لن يصلح ما تم إفساده بالتنديد و الاحتجاج فقط...