الأخوين فريد عواد و محمد الناصري ترأسا أشغال الدورة العادية للمجلس الإقليمي لحزب الاستقلال بالناظور تحت شعار "تدبير الشأن العام و رهانات التنمية المحلية " ترأس الأخوان فريد عواد الكاتب الجهوي و مبعوث اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، و محمد الناصري عضو الفريق الاستقلالي للوحدة و التعادلية بمجلس المستشارين ، أشغال الدورة العادية للمجلس الإقليمي للحزب بالناظور، إلى جانب مفتش الإقليمي امحمد السوداني و الأخ محمد الملاح الكاتب الإقليمي للحزب ، وقد توافد على مقر الحزب من مختلف مناطق الإقليم أعضاء المكتب الإقليمي و المجلس الوطني وكتاب وأمناء الفروع وأطر و مسؤولي هيئات الحزب و منظماته الموازية ، وفق ما تنص عليه القوانين المنظمة للحزب . إثر ذلك تقدم مفتش الحزب بكلمة مذكرا فيها بقوانين الحزب وأوضاعه التنظيمية منوها بالأنشطة التي تعرفها عدد من فروعه ومنظماته الموازية ، كما ألح في كلمته على مواصلة التعبئة و النضال من أجل تحقيق مطالب و تطلعات المواطنين ، مؤكدا على ضرورة الرفع من وثيرة الاشتغال وتوسيع دائرته ليعم كل فئات و شرائح المجتمع المغربي ، مع العمل بجدية على توسيع نطاق الانخراط ، و اعتماد الديمقراطية في العمل وتكثيف الاجتماعات لمسايرة و مناقشة الوضع ألإقليمي و تأطير و تنظيم صفوف الحزب ، محملا المسؤولية للفروع في نشر أفكار ومبادئ الحزب وإشعاعه و تقوية قاعدته النضالية ، وهذا لن يتأتى إلا بانخراط النساء في العمل السياسي و تشبيب مختلف هياكل الحزب ، و الاهتمام بالخلايا و الدوائر الحزبية ، تماشيا مع الإرادة الحقيقية للحزب في الانفتاح و التغيير في ظل القيادة الحكيمة للأخ حميد شباط الأمين العام للحزب …. ثم تناول الكلمة الأخ فريد عواد مبعوث اللجنة التنفيذية للحزب ، الذي استعرض مختلف القضايا، ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، التي تستأثر باهتمام الرأي العام ، مبرزا في البداية أن الآباء والأجداد في هذه المنطقة ناضلوا بالغالي والنفيس ، و استشهدوا دفاعا عن الوحدة الترابية للمملكة ، و تبع أبنائهم نفس النهج مستنيرين بمواقفهم و مبادئهم ، ثم أعطى صورة واضحة و عامة عن الوضع التنظيمي للحزب وطنيا و جهويا ملحا في كلمته على ضرورة إعطاء أهمية كبرى للتنظيم الحزبي من خلال تفعيل الخلايا و الدوائر الحزبية و تجديد و تشبيب هياكل الحزب و منظماته، مع عدم التفريط في مناضلي الحزب ، كما أكد على ضرورة الانخراط الفعلي في تدبير عمل جمعيات المجتمع المدني خاصة أن الدستور المغربي منحها مكانة هامة في تدبير الشأن العام ، وفي سياق كلمته أشار الأخ عواد إلى المشهد السياسي ببلادنا ، منه ما يتعلق بوحدتنا الترابية حيث سجل المغرب يوما بعد يوم تقدما هائلا في مسار الدفاع عن وحدته الترابية خاصة بعد الزيارة الملكية للولايات المتحدةالأمريكية و لمجموعة من الدول الإفريقية ، حيث حققت نتائج ايجابية على المستوى السياسي والاقتصادي و الدبلوماسي ، و زادت من تعاطف المنتظم الدولي أمام اندحار وفشل خصوم المغرب ، مؤكدا في نفس الوقت على ضرورة التحلي بالحذر ودعم هذا الصمود وطنيا وإقليميا ودوليا ، وذكر بزيارة الأمين العام للحزب الأخ حميد شباط للأقاليم الجنوبية ، التي كانت إشارة قوية وذات دلالات عميقة ، بخصوص المواقف الثابتة للحزب بالنسبة لقضية وحدتنا الترابية… ثم انتقل الأخ عواد لتوضيح دواعي انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة و انتقاله إلى المعارضة ، وما يفرضه الموقع الجديد من تحديات تستوجب على كافة مناضلي الحزب العمل بمنطق المعارضة، و مضاعفة الجهود والانخراط في معالجة مشاكل المواطنين الذين فقدوا ثقتهم في هذه الحكومة،هذا الإجراء جاء عن قناعة تامة و انطلاقا من مجموعة من المعطيات الموضوعية ،تهم بالأساس تمادي رئيس الحكومة في تجاهله لمقترحات الحزب ،و عدم تسريع وثيرة الأداء الحكومي ، و تطبيق البرنامج الحكومي الذي صادق عليه البرلمان ، و فشله في تنزيل مقتضيات الدستور ، إضافة إلى أن نصف وزراءه (تكنوقراط) وهذا بحد ذاته تراجع خطير وضرب لبنود الدستور الجديد … كما أن هذه الحكومة التي تضم 38 وزيرا ، و هي سابقة لم تشهدها أية دولة في العالم …، قد أخلت بالتزاماتها في الرفع من الحد الأدنى للأجر إلى 3000 درهم ، كما وعد الحزب الحاكم خلال حملاته الإنتخابية ، إضافة إلى مماطلتها في تفعيل ما تبقى من بنود اتفاق 26 ابريل 2011 ،والسعي إلى التحكم السلبي والانفراد في اتخاذ قرارات مجحفة ومحاولة فرض إجراءات ضد مصالح الشعب المغربي من خلال ضرب المكتسبات و المنجزات التي حققتها حكومة عباس الفاسي ، سواء على مستوى الضرائب ، التشغيل (الأطر العليا)، الفلاحة (المخطط المغرب الأخضر)،الذي أصبح أصفر ، حيث عمل على إفلاس مجموعة الفلاحين الصغار والمتوسطين على مستوى الجهة الشرقية …. أما التعليم ،خاصة منه منظومة "مسار" التي تم إنزالها دون توضيح ، مما خلف استياء وسخط عميق في نفوس الإدارة التربوية و نساء و رجال التعليم و معهم التلاميذ و الآباء و الأولياء الذين لم يأخذ برأيهم في هذا البرنامج ، شأنهم شأن مختلف الأجهزة النقابية التي تم تهميشها قصرا وهي سابقة خطيرة تسجل على الحكومة الحالية،في حين تجاهلت الوزارة الوصية البنية التحتية للمؤسسات التعليمية التي لا يمكن بحق تحقيق فيها نجاح المنظومة الإعلامية "مسار" خاصة بالعالم القروي ، و بخصوص قطاع الصحة ، حيث استفحلت مظاهر الفساد داخل مختلف المؤسسات الإستشفائية ، أما نظام المساعدة الطبية "راميد"، المشروع الذي يستهدف الفئات في وضعية الفقر المدقع ، عرف تطبيقه تأخرا في الإنجاز و شابته العديد من الخروقات في مختلف مراحله، زد على ذلك أنه ينبغي على حاملي البطاقة ، المرور عبر مراحل متعددة و مكلفة ، لضمان ولوجه للخدمات الطبية ، في حين نجد أنه لم يتحقق من المشروع إلى مرحلة (تسليم البطاقات) ، أما المرحلة التي تهم إعادة تأهيل جميع المستشفيات ، فما زالت في العديد من المراكز الصحية غير مؤهلة لاستقبال حاملي هذه البطاقات، خاصة في غياب الإمكانيات التي وجب أن تواكب الطلب المتزايد للخدمات الاستشفائية العمومية ،في ظل التوافد الهائل لعدد المرضى على مستشفيات الجهة الشرقية ، وتأخر الوزارة في صرف ما بذمتها من اعتمادات مالية تهم نظام المساعدة الطبية "راميد"، إضافة إلى الاستفادة من البطاقة ، حامت حولها العديد من الخروقات… ثم استمع الحاضرون إلى التقرير الختامي الذي تقدم بتلاوته الكاتب الاقليمى محمد الملاح، والذي استعرض فيه مختلف أنشطة المكتب وفروع الحزب ومنضماته الموازية ، و المشاكل الذي يتخبط فيها الإقليم في مختلف المجالات ، حيث تميزت المرحلة بتأسيس فروع جديدة للحزب و للشبيبة الاستقلالية بكل من بلدية العروي و بني انصار و أزغنغان … وأخرى لجمعية الشبيبة المدرسية ، لما لها من دور فعال في تأطير و تنظيم و التعبئة في صفوف التلاميذ و هو ما بدا واضحا من خلال احتضان مدينة أزغنغان للملتقى التلميذي الوطني على امتداد خمسة أيام استهدف حوالي 1200 تلميذ ، بالإضافة إلى تأسيس ثلاث فروع لجمعية البناة مع هيكلة تنظيم الإتحاد العام للطلبة بجامعة سلوان ، فضلا عن الحضور الوازن لشباب الكشاف المغربي ، ناهيك عن الحضور القوي لأقلام صحفية على صفحات جريدة العلم منحت للإقليم حضورا متميزا على الصعيد الإقليمي و الجهوي و الوطني ، كم عرف الإتحاد الإقليمي للإتحاد العام للشغالين ، رأس رمح الحزب ، حضور فعال بفضل استقطاب العديد من القطاعات المنتجة و رعايته لقضايا الطبقة العاملة ، وفي هذا الصدد يعبر المجلس الإقليمي للحزب عن تضامنه المطلق معا إخواننا في نقابة حراس الأمن الخاصين العاملين بشركة (مجموعة 4) …. والإقليم كغيره من أقاليم المملكة يعاني من مجموعة من المشاكل و التداعيات الخطيرة التي نتجت عن السياسات الفاشلة للحكومة الحالية في شقها المتعلق بتحسين مناخ الاقتصادي و الخدمات و التعليم والصحة و التجارة و الفلاحة و السياحة و قطاعات أخرى … ، يبقى قاسمها المشترك عدم الفعالية و الموسمية و الارتجال و التعصب لبرامج غير واقعية تفتقد للمردودية …. ثم انتقل المجلس الإقليمي إلى مناقشة عامة كانت تصب في الدور الذي يجب أن يقوم به مناضلي الحزب، في ظل انتقاله من موقع التسيير ضمن التحالف الحكومي إلى المعارضة ،استعدادا للخوض في الانتخابات الجماعية المقبلة ، مشيدين بالشعبية المتزايدة للحزب في وسط عموم الشعب المغرب بفضل المواقف الشجاعة و المتميزة للأخوة في اللجنة التنفيذية للحزب التي أبهرت المتتبعين لشأن الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي بالمغرب ، خاصة منهم الأخ المناضل حميد شباط الأمين العام للحزب …… تعليق