نشرت يومية المساء المغربية في عددها 2327 الصادر بتاريخ 20 مارس 2014 ملف خاص عن رئيس جمهورية الريف "مولاي موحند بن عبد الكريم الخطابي" تحت عنوان مثير "الوجه الآخر للخطابي"، وهو ملف في مجمله أكاذيب وإشاعات ضد شخصية الخطابي الكاريزماتية والعصية عن كل خدش، حاول من خلال أصحابه الإساءة إلى الذاكرة التاريخية للريفيين في ظرفية حساسة عنوانها البارز : تشبث الريفيين بذاكرتهم التاريخية بوصفها الوعاء الذي يحمل وعيهم السياسي من أجل التحرر والانعتاق. الخطابي استعمل الغازات السامة. عندما أحرق الريفيون بيت الخطابي. الصحافي البئيس لدى الإسبان…الخ. تلك هي بعض العناوين التي رغب من خلالها الواقفين وراء جريدة المساء الإساءة إلى ذاكرتنا التاريخية، عبر نشرها في هذه اليومية المملوكة للمخرج والسيناريست محمد العسلي الذي ارتبط اسمه بتهريب العملة الصعبة وبتهجير السوريين بشكل غير قانوني، قبل بداية الثورة السورية. هذا الملف الذي جاء في هذه الظرفية الحساسة للغاية، المتميزة بالعودة القوية لملفات الريف التاريخية إلى ساحة التدافع الفكري والسياسي، وبعزم الريفيين على السير في طريق الحرية والاستقلال الذي بدأه الخطابي في عشرينات القرن الماضي. يطرح أكثر من علامة استفهام حول الواقفين وراءه. أقول الواقفين خلف الستار وليس الصحافيين، لأن جريدة المساء لا تعدوا أن تكون "زريبة" يشتغل فيها مجموعة من العمال الذين يأتمرون بأوامر أسيادهم، ويفتقدون للعنصر الأهم في العمل الصحفي الذي هو "الاستقلالية"، وعليه فإن كل خيوط اللعبة تُدار خلف الستار في الأماكن التي يمتزج فيها دخان السجائر الفاخرة بكؤوس الراح. فمن يقف بالتالي وراء هذا السم المعد بدقة في دهاليز المخابرات المغربية، والمنشور على شكل مادة صحفية، تهدف إلى قتل روح المقاومة الريفية ؟ ومن هو المستفيد أكثر من غيره من الإساءة إلى الرموز التاريخية للريف؟ كل متتبعي الشأن العام، يعرفون جيدا بأن إحدى أكبر رؤوس المخابرات المغربية "إلياس العماري"وصل إلى السلطة من خلال الركوب على ملفات الريف، بما فيها ملف الغازات السامة، وهو مهدد بفقدان منصبه في دهاليز السلطة نتيجة الدينامية الجديدة التي تعرفها قضايا الريف في السنين الأخيرة، وبالتالي يبقى أكبر متضرر من تحركات الريفيين الأخيرة. لا يجب أن ننسى أيضا بأن هذا الشخص، هو الذي كان وراء سلسلة حوارات أنجزتها يومية المساء نفسها مع عيشة الخطابي ، نجلة مولاي موحند طيلة شهر رمضان 2009، والتي أثارت آنذاك نقاشا واسعا بسبب التصريحات المستفزة لعيشة الخطابي في قضايا : نقل رفات والدها، الإنصاف والمصالحة، العلاقة الحالية بين الريف والنظام…الخ. حتى وصل بها الأمر، بإيعاز من العماري طبعا،، إلى القول بأن المطالبة بالحكم الذاتي كلام فارغ. إن العلاقة بين إلياس العماري وصحيفة المساء واضحة جدا، وهو الذي كان وراء كل ما نُشر في هذا المنشور من إساءات للريف، وهذا يعني أنه هو نفسه الواقف وراء المنشور الأخير للمساء، ما دام هذا الشخص يبقى من كبار المستفيدين من كل ما يُحاك ضد الريف والريفيين تعليق