أسفرت تحريات مشتركة قامت بها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتعاون مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني عن تفكيك خلية إرهابية جديدة، كانت أفرادها "يستعدون للقيام بأعمال تخريبية بعدد من المدن المغربية"، وفق ما أسر مصدر أمني وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن "السلطات الأمنية توصلت إلى معطيات تشير إلى تمكن أحد الأشخاص بمدينة الناظور بتجميع "مناصرين له" لتنفيذ مشروع إرهابي". وبعد التحريات اللازمة، تم التوصل إليه المعني بالأمر الذي تم اعتقاله أولا، فيما تم اعتقال "مناصريه" بعد ذلك. وتتألف الخلية الجديدة، وفق بيان وزارة الداخلية، من عدة أشخاص سبق متابعتهم في إطار قضايا الإرهاب والتطرف. أما زعيم الخلية، فهو أحد "المغاربة الأفغان" الذي قضى فترة تدريب شبه عسكري بمعسكرات القاعدة في أفغانستان، فضلا عن حصوله على خبرة كبيرة في التعامل مع الأسلحة والذخيرة عندما كان مجندا في الجيش الاسباني خلال إقامته السابقة بمدينة مليلية. وأضاف بلاغ وزارة الداخلية أن عناصر هذه الشبكة الإرهابية، الذين كانوا يرتكبون عمليات سرقة تحت غطاء ما يسمى بالاستحلال أو "الفيء" لتمويل مشروعهم الإرهابي، كانوا ينشطون بمجموعة من المدن المغربية وهي تطوان والحسيمة وفاس ومراكش، بينما كان يتخذ الأمير المزعوم للخلية من ضواحي الناظور قاعدة خلفية الاستقطاب والتجنيد والتأطير العقائدي للعناصر المستقطبة في انتظار تهجيرهم لاماكن التوتر عبر العالم للقيام بعمليات قتالية. كشفت مصادر موثوق بها، مقربة من البحث في ملف الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها، مجموعة من المعطيات الخطيرة، التي تدل على مدى خطورة أفراد هذا التنظيم، ووحشية المخطط الذي كانوا على وشك الشروع في تنفيذه داخل التراب الوطني. وذكرت مصادر أن الخلية الإرهابية ذات التوجه التكفيري، كما سلف، كان يقودها إسباني من أصول مغربية، يدعى جمال ألاكالا دمير. ويتكون أفراد الخلية من 20 شخصا، وليس 19 فقط، ويتحدرون من مدن الناظوروتطوان ومراكش وتازة والحسيمة وفاس، وكلهم يوجدون حاليا رهن الاعتقال. وحسب البحث الذي تمت مباشرته من قبل مديرية مراقبة التراب الوطني والفرقة الوطنية للشرطة القضائية، فإن الأخطر ما في هذه الخلية الإرهابية، هو التفاعل الخفي الذي كان يجمع بين قائد الخلية، الذي اشتغل في الجيش الإسباني ما بين 1998 و2006، وبالضبط في الوحدة العسكرية المسماة tercio gran capitani بمدينة مليلية، وبين المسمى زيدان الإدريسي، وهو طالب جامعي في كلية الشريعة بفاس، والذي كان مشهورا بصفة داعية مؤمن حتى النخاع بالفكر السلفي الجهادي. زعيم الخلية جمال قدم استقالته من صفوف الجيش الإسباني بعد فتوى لأمير خلية تكفيرية تدعى التوحيد بمدينة مليلية، وهو إسباني من أصول مغربية، يدعى مصطفى علال محمد. وبعد هذه الاستقالة بدأ قائد الخلية يتحرك في كنف هذا الأمير بمدينة مليلية، حيث ربط علاقة وطيدة مع المدعو محمد البالي، وهو إرهابي خطير يوجد رهن الاعتقال بعد تفكيك خليتا التوحيد والموحدين بالناظور في ماي 2013، والذي تم اعتقاله في شهر شتنبر من نفس السنة. بعد اعتقال محمد البالي استقر زعيم الخلية جمال بالناظور، وبدأ في استقطاب شباب السلفية الجهادية المستعدين لتنفيذ مشاريعه الإرهابية، ومن ضمنهم زيدان الإدريسي سالف الذكر، الذي كان قد انخرط في مشروع العمليات الإرهابية التي دعا إليها المدعو عبد الفتاح بوحفاص، الملقب ب"أبو حفص المغربي، وهو عسكري سابق في صفوف القوات الجوية، كان قد انخرط مع حركة التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا، بشمال مالي منذ يونيو 2012، وهو مبحوث عنه بعد أن سبق له أن هدد المملكة المغربية في بداية 2013 ضد كل تدخل عسكري في إطار عملية "سيرفال" التي قادتها القوات الفرنسية في شمال مالي، وكانت هذه التهديدات تدعو إلى عمليات انتحارية ضد مؤسسات الدولة وقتل مسؤولين أمنيين مغاربة كبار واستهداف المصالح الغربية بالمغرب، خاصة المصالح الأمريكيةوالفرنسية. وتبعا لتعاقدهم الإجرامي، قام المدعو جمال ومساعده الأول زيدان الإدريسي، بتكثيف الاجتماعات السرية رفقة أنصارهم لتعميق النقاش حول مواضيع ذات صلة بالإرهاب وتكفير النظام، وذلك بقراءة وتحليل كتب لبعض قادة القاعدة كأيمن الظواهري ، (كتاب اعتزاز الإسلام) ، وفي الوقت نفسه، مشاهدة فيديوهات تدعو إلى الجهاد وتنفيذ عمليات انتحارية ضد اليهود ومناصريهم. وبعد اقتناعهم بأن الجهاد واجب ديني، خلص أفراد هذه الخلية إلى أن المغرب هو أرض كفار وجب الجهاد بها، لأنها تستثني الشريعة في أحكامها وتؤسس لأحكام وضعية، وهو ما دفعهم إلى وضع خطة عمل ترتكز على المقومات التالية: 1) ترويج واسع للدعوة إلى الجهاد 2) تكثير السواد، أي استقطاب أكبر عدد ممكن من "الجنود المجاهدين" 3) تأسيس قاعدة مركزية يكون مقرها في إحدى الجهات الجبلية ذات الساكنة القليلة. 4) تقويم أتباعهم بتدريبات عسكرية للتصدي للمصالح الأمنية. 5) توفير كافة الآليات المادية. وفي هذا الصدد، خطط أفراد هذه الخلية، في إطار عملية الفيء والاستحلال ضد المؤسسات المالية، كما خططوا لاستهداف قواعد عسكرية مغربية للاستحواذ على الأسلحة النارية.