لا يختلف اثنان في صعوبة تدبير الشأن التعليمي بنيابة الناظور التي تعتبر من أكبر النيابات التعليمية بالبلاد، حيث الموارد البشرية تقدر بحوالي 6000 موظف وموظفة ، يتوزعون على خمس بلديات و42 جماعة محلية ، وتبلغ مساحة الإقليم 6200 كيلومتر مربع. و تعداد سكان الإقليم يصل إلى 983.634 نسمة، مع امتداد جغرافي يفوق أحيانا 200 كلم. عرف الإقليم تزايدا ملحوظا في المؤسسات التربوية حيث فاق عددها 220 مؤسسة بين الأسلاك الثلاثة، تحتضن أزيد من 150000 تلميذ وتلميذة ، موزعة على جماعات وبلديات الإقليم بمختلف تضاريسه . أمام هذا الزخم الهائل البشري والمؤسساتي أخذت اللجنة الإقليمية على عاتقها مسؤولية تدبير الشأن التعليمي في انسجام مع منطوق المذكرات الوزارية ، وتجلى ذلك من خلال الميثاق المشترك بين النقابات ذات التمثيلية وإدارة نيابة التعليم بالناظور. في اجتماعها الأخير يوم 4/12/2008 المخصص لدراسة الوضع التربوي لكل من ثانويتي حسان بن ثابت بزايو والثانوية الجديدةبالناظور تم فيه الحسم بتكليف طاقم جديد من الحراس العامين بكل من الثانويتين يتشكل من حارسين عامين لكل ثانوية ، وكان ذلك انسجاما مع المذكرة المحلية بمعاييرها الوطنية، مراعاة لمصلحة التلميذ وذلك باعتبار الفائضين في مؤسساتهم.. إجراء استحسنه الجميع خاصة وأن المعنيين بالأمر أمامهم رهان صعب يتجلى في تخليص المؤسستين من السلوكات اللاتربوية والدخيلة التي تنخر الجسم التربوي ومصداقية الفعل التعليمي التعلمي بهما. واعتبارا للحس التشاركي وتأكيدا لمنطق الشراكة الاجتماعية الذي حكم أشغال اللجنة الإقليمية ، وتأكيدا للمحاضر الموقعة من طرف الكتاب الإقليميين والمسؤول الأول عن تدبير الشأن التعليمي بالإقليم ، ارتأت اللجنة رفع بيان عام للرأي العام الوطني والجهوي والإقليمي تضمن النقط الآتية : * تأكيدها على أن أعمال اللجنة الإقليمية المشتركة تنسجم وفق القانون ومنطوق المذكرات الوزارية بصدد أهمية الشراكة الاجتماعية بين الوزارات والنقابات. * تثمينها لمنهجية اللجنة والروح المسؤولة السائدة داخلها وبين أطرافها. * تمكنها من تجاوز وحل مجموعة من القضايا والاختلال المطروح كل سنة في الساحة التعليمية والتربوية بالإقليم ( الخصاص، تعيين الخريجين ، إعادة الانتشار ، الملفات الصحية الجهوية والحالات الاجتماعية ، وضبط الحاجيات ......). * إعلانها لأشغال اللجنة في الوقت المحدد وبكيفية مضبوطة وشفافة متضمنة توقيعات كل الأطراف خلال 23 لقاء مراطوني منذ انطلاق الموسم2008/2009 . * تشبثها بمواصلة الأشغال في اللجنة الأم وكذا اللجن الفرعية المنبثقة عن اللجنة الأم . * استغرابها العميق لانسحاب طرف نقابي من أشغال اللجنة الإقليمية المشتركة رغم مشاركته في جميع اللقاءات وتوقيعه على جميع المحاضر. هكذا تكون اللجنة قد انهت أشغالها في ما يتعلق بتدبير تداعيات الدخول المدرسي المتعلق بموسم 2008/2009 في انتظار فتح ملفات جديدة خاصة التي ترهق كاهل متتبعي الشأن التربوي بالإقليم كالمتلاعبين بالشواهد الطبية التي أصبحت ظاهرة خطيرة تطرح تساؤلات حول مصداقية الطاقم الطبي المشرف عليها ، وتداعياتها الخطيرة على التلاميذ ، مع العلم أن أغلبية المستفيدين يعيشون خارج الإقليم أو خارج البلاد. كما وضعت اللجنة في برنامجها تتبع المؤسسات التعليمية المتضررة مع مراقبة الإصلاحات التي سيتم إنجازها . وفي الأخير تجدر الإشارة إلى أن الحركة الوطنية ساهمت كثير ا في خلخلة السير العادي للمؤسسات التعليمية خاصة التأهيلية منها ، وذلك من خلال تنقيل أساتذة مادة الفلسفة بشكل رهيب حيث أفرغ الإقليم من أساتذة الفلسفة في السنتين الأخيرتين ، ويتم تعيين أساتذة للغات لا تدرس بالإقليم كالإيطالية ، كما أن انتقالات استثنائية وسط السنة بدون سابق إنذار وما حدث أخيرا جعل بعض المؤسسات تعيش ارتباكا يصعب تداركه..... أمام هذا الوضع فإن الأصوات الغيورة تطلب من الجهات المسؤولة جهويا ووطنيا الالتفات إلى إقليمالناظور وتزويده بما يلزم كل نهضة تعليمية تعلمية ( الموارد البشرية ، التجهيزات ، الموارد المالية ......).