عاد "فيديو" الصيد بالمتفجرات الذي سجل بالسواحل الشمالية، وبالتحديد بالمنطقة الفاصلة بين شواطئ إقليمالناظور والدريوش ليثير المزيد من الجدل وسط الصيادين، الشريط الذي نشر في 2011 على موقع اليوتيوب، عاد ليتداول على شبكة الانترنت بعد تصاعد الجدل حول الصيد بالمتفجرات بالسواحل الشمالية. ويبرز الشريط مجموعة من الصيادين يتحدثون بينهم عن كمية السردين التي اصطادوها وهي كمية كبيرة، ملئوا بها قاربهم من نوع "لامبارا" أو "سويليكا" قبل أن يتخلصوا من نصف الكمية المصطادة بواسطة المتفجرات في مياه البحر بعدما بدأت المياه تفد على القارب جراء الحمولة الزائدة. وكانت العديد من الأصوات وسط الصيادين من نقابات وجمعيات طالبت بتدخل السلطات لوقف عملية الصيد بواسطة المتفجرات، التي تتم على أجزاء واسعة من السواحل الشمالية، وباتت تهدد بشكل جدي المخزون السمكي بهذه المناطق إلى درجة أن بعض النشطاء البيئيين كشفوا أخيرا أن المنطقة متجهة نحو "كارثة كبرى" في حالة عدم تدخل السلطات لوقف الصيد بهذه الطريقة الموروثة عن الاستعمار الاسباني. هذه الوضعية أدت إلى شن المهنيين من العاملين في قطاع الصيد الساحلي بالخصوص إضرابا بمينائي الناظور (بني أنصار)، و الحسيمة، احتجاجا على استمرار الصيد بهذه الطريقة، علما أن هذه الهيئات والجمعيات الممثلة للبحارة وأرباب المراكب وجهت أكثر من رسالة إلى الجهات المتدخلة في الملف خاصة وزارة الفلاحة والصيد البحري طلبا للتحقيق في استعمال المتفجرات، ومعاقبة الجناة. تجدر الإشارة إلى أن "المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري" اكتشف مؤخرا بالصدفة كمية من المتفجرات قبالة سواحل الدريوش، وهي متفجرات لم تنفجر بعد اكتشفها فريق من المعهد عندما كان في مهمة لتحديد الأميال البحرية المسموح بها للصيد، وهو ما شكل وفق المهنيين دليلا كاف بيد مؤسسة رسمية، يدين مجموعة من الأشخاص الذين يستعملون هذه المتفجرات، والذين طالما طالبت مجموعة من الجهات بدليل مادي يدينهم.