على بعد نحو شهر من انعقاد الاجتماع المشترك للجنة المغربية الاسبانية ، صعدت العديد من الاوساط في الجار الشمالي من لهجتها بسبب ما اعتبرته تجاهلا لسبتة ومليلية المحتلتين، وعدم استدعائهما لحضور هذا الاجتماع على غرار الدعوة الموجهة للحكومة المستقلة لاقليم الأندلس وجزر الخالدات، باعتبارهما محاذيين للمغرب ومعنيين مباشرة بالعلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف المستويات. ومن المقرر أن تحتضن العاصمة مدريد ، 15 و16 دجنبر ، الاجتماع التاسع من نوعه بين البلدين ، منذ التوقيع على اتفاقية الصداقة والتعاون بين البلدين سنة 1991، ويتميز كذلك بحضور مسؤولين من البرتغال وفرنسا ، غير أنه وعلى غرار الاجتماعات السابقة، لم توجه الدعوة لسلطات المدينتين المغربيتين المحتلتين ، حيث أن المغرب يرفض بشدة أسلوب فرض الأمر الواقع والاعتراف بسيادة إسباينا على سبتة ومليلية ، كما يرفض استقبال أي مسؤول أو نائب برلماني باسمهما ، بل سبق ورفض استقبال معونات إسبانية تأتي عبر ميناء سبتةالمحتلة . وإذا كانت هذه الحقائق معروفة للسلطات الاستعمارية بالمدينتين المحتلتين ، كما هو الشأن بالنسبة للحكومة المركزية في مدريد ، إلا أن هذه الاوساط مدعومة من الحزب الشعبي ، اليميني المعارض ، تسعى جاهدة لإثارة زوبعة في هذا الظرف بالذات بعد أن تجاوز البلدان أزمة زيارة الملك خوان كارلوس للمدينتين المحتلتين السنة الماضية ، وذلك لأهداف تتعدى هذا الملف. وفي هذا الاطار اتهم أنطونيو غوتيريس و البرلماني عن الحزب الشعبي ، حكومة ثاباطيرو بالرضوخ والخوف من المغرب ، معتبرا أن رئيس الحكومة تنصل من وعد سابق يقضي بحضور المدينتين المحتلتين اجتماع اللجنة العليا المشتركة ، كما طالب رئيس الحزب الشعبي بإقليم الاندلس من رئيس الحكومة المستقلة لذات الاقليم ، الاشتراكي مانويل شافيز، بالامتناع عن حضور الاجتماع تضامنا مع سبتة ومليلية ، وهو الأمر المستبعد خصوصا أن شافيز معروف بكونه أشد المدافعين عن ضرورة تطوير العلاقات مع المغرب بالاضافة إلى المصالح العديدة التي تجمع الاندلس ببلادنا . من جهته فسر خوان خوسي إمبرودا ، رئيس ما يسمى بحكومة مليلية عدم استدعائه لحضور الاجتماع المشترك ، برغبة مدريد في عدم إثارة الرباط ، رغم أن سبتة ومليلية المحتلتين ، معنيتان بالعديد من الملفات التي ستتم مناقشتها كملف الهجرة وغيرها ، حسب قوله . وإلى حدود أمس ، لم يرد أي تعليق لحكومة ثاباطيرو عن هذه القضية ، وتوقع المراقبون ألا تؤدي الزوبعة المثارة إلى تغيير في موقفها ، فرغم أن مدريد هي التي تحتضن الاجتماع ، إلا أن حضور أي ممثل عن المدينتين المحتلتين سوف يدفع المغرب إلى مقاطعته وبالتالي عدم انعقاده وهو ما لا ترغب فيه إسبانيا.