كشفت مصادر مطلعة أن مافيا التهريب الدولي للمخدرات، التي كانت تستعمل ميناء طنجة لممارسة نشاطها، غيرت مؤخرا بشكل ملحوظ من تكتيكها، وبدأت تتجه نحو ميناء "بني أنصار" (15 عن بالناظور) لمزاولة نشاطها وقالت المصادر ذاتها أن هذا التغيير له علاقة بالفضيحة التي كان ميناء الجزيرة الخضراء بالجارة الشمالية، مسرحا لها منذ أشهر من الآن، عندما ضبط الأمن الاسباني أزيد من 20 طن من مخدر "الشيرا" قادمة من ميناء طنجة. "بعد هذه العملية الأمن الاسباني شدد من المراقبة بالميناء، وحتى على مستوى الميناء المتوسطي فالضغط الاسباني على المغرب أثمر إجراءات أمنية مشددة"، يقول مصدر مطلع ل"اليوم24′′ قبل أن يضيف "اسبانيا عززت من الإجراءات الأمنية بميناء الجزيرة الخضراء باستقدام تجهيزات إضافية للمراقبة، والكلاب المدربة، وفرق من الشرطة المتخصصة في المخدرات ما أصبح يشكل خطرا حقيقيا على المهربين"، دون إغفال التحول الذي وصفه نفس المصدر ب"النوعي" على مستوى شرطة الميناء والجمارك بمدينة طنجة، فمنذ أن وجهت الجارة "الإيبيرية" اتهامات صريحة لبعض العاملين بالقطاعين بالتساهل مع شبكات التهريب الدولية لاحظ المتابعين تغيرا في آلية الاشتغال بالتركيز على المراقبة والتفتيش الدقيق للعربات المتجهة إلى ميناء الجزيرة الخضراء، بعد توصلها بتعليمات صارمة في الموضوع. وضع لم يترك أمام شبكات التهريب الدولي للمخدرات سوى تغيير الوجهة على مستوى الجانبين، فعلى الجانب المغربي بدأت أعداد كبيرة منهم تتجه صوب ميناء بني أنصار لقيادة عمليات التهريب، في اتجاه ميناء "الميريا" بدل الجزيرة الخضراء لبعثرة أوراق الأجهزة الأمنية، على الجانبين، وبالرغم من أن عمليات الضبط المسجلة تبقى محدودة، إلا أن حجم العربات المسجلة بمدينة طنجة ومدن الشمال المجاورة التي تتخذ من ميناء بني أنصار منفذا إلى الضفة الشمالية في ارتفاع مستمر، وظهر ذلك جليا خلال هذه الفترة التي يزداد يكثر فيها الطلب على مخدر الشيرا المغربية في السوق الأوربية. وفي هذا السياق حجزت جمارك بني أنصار ليلة أول أمس كمية كبيرة من المخدرات الموجهة إلى ميناء ألميريا، ووفق مصادر مطلعة من الميناء فان مصالح الجمارك المغربية حجزت في حدود التاسعة من ليلة أول أمس حوالي نصف طن (490 كلغ)، من مخدر الشيرا بحوزة شابين كانا ينقلانها على متن شاحنين من الحجم الكبير مخصصتين لنقل البضائع، ووفق المصادر ذاتها فان جهاز المسح الضوئي (السكانير) وبعد عملية دقيقة كشف عن وجود أجسام غريبة على متن الشاحنتين إثر إثارة الشكوك فيهما بعدما تبين أن الشاحنتين مرقمتين بمدينة طنجة وحتى السائقين ينحدران من المدينة نفسها، وهو الأمر الذي دفع بعناصر الجمارك إلى إجراء تفتيش دقيق للشاحنتين مكنت من اكتشاف المخدرات المذكورة التي كانت مخبأة بإحكام في عربتي الشاحنتين، قبل أن يتم اعتقال الشابين وإحالتهما على عناصر الشرطة القضائية في انتظار محاكمتهما.