المنكوبون يأملون في استكمال المنازل الكرتونية المبنية هنا وهناك، ويأوون إلى اليوم في خيام متلاشية وبيوت مبنية بالقصب والطين، وبعضهم في العراء يفترش الأرض وتغطيه السماء. أما الدولة فغير مبالية، وإن صح التعبير تراقب وتتفرج وتنتظر الأحياء من المنكوبين الإستسلام والموت البطيء... عفوا الموت السريع لحركاتهم الإحتجاجية التي ستدخل سنتها الخامسة، ولا شيئ تغير في أسلوبها في التعامل، مع الحركات الإحتجاجية الاجتماعية والاقيصادية والسياسية... من طرفها مناسبة هذا الكلام، يأتي على ضوء تنظيم مسيرة احتجاجية هي الأولى في البرنامج النضالي المكثف والمسطر من قبل جمعية تماسينت لمتابعة آثار الزلزال إثر الاجتماع الذي عقد يوم الثلاثاء المنصرم ( 18/11/2008 )، مع المنكوبين. وقد إبتدأت المسيرة على الساعة 10:00 صباحا، وذلك بتنظيم اللافتات والصفوف للجماهير الشعبية المنكوبة، حيث تم إلقاء كلمة تقديمية من طرف المناضل عبد المالك الموساوي، قبل إنطلاقها من أمام مقر جماعة إمرابطن على الساعة 10:30، وقد ررد المتظاهرون عدة شعارات بالأمازيغية والعربية والدارجة، حاملين لافتات تدعو المسؤولين إلى إعادة بناء منازلهم المدمرة، وبعضها تدعو الجماهير الشعبية إلى الوحدة والصمود والاستعداد لأشكال نضالية قادمة. وقد شاركت جماهير شعبية حاشدة، حيث قدر عدد المشاركين بنحو الألف مشارك، خوصوصا منهم الأطفال الضحايا الأوائل في الكوارث. وقد اتجهت هذه المسيرة صوب مقر ملحقة / قيادة إمرابطن، على بعد مئات الأمتار، من مكان انطلاقها، وأمام مقر الملحقة إعتصمت ووقفت الجماهير الشعبية بعض الدقائق من الصمت، وهي جالسة أمام جنبات الطريق المؤدية إلى تماسينت من إمزورن حيث مكان وجود مقر الملحقة بدون لافتة معلقة على أحد جدرانها. ويستمر المنكوبون في ترديد الشعارات أمام مقر الملحقة، ويأخذ أحد المناضلين الكلمة، حيث حذر السلطات إلى التداعيات التي يمكن أن تنجم عنها سياساتها اللامبالية اتجاه استمرار معاناة الآلاف من المنكوبين، وقال محذرا لهذه السلطات ” نعلم أن الانتخابات الجماعية على الأبواب، ونعرف أن السلطات وبعض الأشخاص ينتهزون الفرص وبدؤوا بالفعل التلاعب بإرادة الجماهير الشعبية، وذلك من خلال استقدام أحد الأشخاص البرلمانيين وأحد المتعاونين معه لبعض الجرافات لتماسينت وبدء عملية الغربلة في المواطنين المنكوبين الذين سيستفيدون بإصلاح الطرق الذي يأخذ شكل تمييزي بين المنخرطين في عملية إعادة البناء وغير المنخرطين استعدادا لهذه الإنتخابات “ونحن من جانبنا نحمل كامل المسؤولية للدولة فيما ستأول إليه هذه التلاعبات موجها خطابه لقائد الملحقة وبعد دقائق من الصمت والإعتصام، رجعت الجماهير الشعبية المنكوبة ، وهي تردد شعارات متواصلة إلى مكان انطلاقها، مختتمة هذه المسيرة بكلمة ألقاها المناضل عبد المالك الموساوي، حيث حيا فيها كافة الجماهير الشعبية المشاركة وكل الحركات والإطارات المناضلة التي تدعم المنكوبين في محنتهم سواءا في المغرب أو العالم، وبذلك تنتهي المسيرة في حدود الساعة الثانية عشرة والنصف بعد الزوال. الجدير بالذكر ، والملاحظ أن الدولة بدل استكمال الأشغال في عملية إعادة بناء منازل المنكوبين والإستجابة للمطالب العادلة والمشروعة للمنكوبين وهي بالمناسبة موقعة على اتفاقيات تلزمها بتنفيذ كل بنودها، فقد استقدمت جحافل من العسكر والدرك وبعض أفراد المخابرات والشرطة وهي تتخندق في بعض الأماكن الإدارية بتماسينت ( مقر السلطة والجماعة القديم والجديد )، وهي تأخذ صور فتوغرافية وفيديو وكتابة تقارير لأسيادهم حول قوة وضعف الحركة الاحتجاجية للجماهير الشعبية. جمعية تماسينت لمتابعة آثار الزلزال مركز تماسينت – إقليمالحسيمة – المغرب Med_ [email protected]البريد الإلكتروني: ****************** Association Tamassint pour Suivre La Conséquence de Séisme Centre TAMASSINT – Province AL-HOCEIMA MAROC TEL. 073489389/ 066980427/072513710/060603945