الأسبرين.. هو أحد أشهر الأدوية وأكثرها شعبية في العالم، بعد أن أثبت فاعليته في علاج الكثير من الأمراض كالحمي والبرد والنوبات القلبية والآلام الروماتيزمية خلال القرن الماضي، وما زال حتى الآن يعد علاجا متميزا علي بدائله، حتي بات أكثر الأدوية إنتاجا ومبيعا في العالم منذ أكثر من قرن. وقد أمطرنا العلماء بسيل من الدراسات التي أجريت حول فاعلية هذا القرص السحري في علاج أمراض خطيرة مثل سرطان الأمعاء والقولون، حتى وصل الحد إلى الاعلان أن الاسبرين يقاوم فيروس أنفلونزا الطيور.. لكن في الوقت نفسه تجاهلت الأبحاث الاثار الجانبية لهذا الدواء، وركزت فقط على إيجابياته، وتجاهلت أن لكل عقار أثار جانبية يجب التنبيه لها، وتوخى الحذر من المخاطر التي قد تنجم عنها. وفي دراسة تكشف الكثير من الحقائق الغائبة حول عقار الاسبرين، حذر بحث جديد من الاضرار الجانبية لقرص الاسبرين والذي بلغ حجم انتاجه العالمي اكثر من 10 آلاف طن في العام. وكشفت نتائج الدراسة العلمية التي أجراها أخيرا فريق من الباحثين الفرنسيين على قرص الاسبرين الى ضرورة توخي الحذر في تناول الاسبرين خاصة للاطفال الذين ترتفع لديهم درجة الحرارة بسبب الجديري المائي والانفلونزا أو الحصبة لانه يصيب الطفل بعواقب في الجهاز العصبي والتهاب الكبد. ونصحت الدراسة، وفقا لما ذكرته جريدة “القبس”، بعدم تناول الاسبرين للشباب الذين يعانون من التهاب مفاجئ في الدماغ لان ذلك يمكن ان يسبب نزيفا ويزيد االاسبرين من هذا النزيف مما يجعل الحالة اكثر خطورة، مؤكدة أن الاسبرين يمكن ان يؤدي الى الحساسية في بعض الحالات على الرغم من تعود الشخص عليه. وفي نفس السياق، حذرت لجنة فيدرالية صحية أمريكية المرضى الذين قد يعانون من خطر الإصابة بسرطان القولون من تناول الأدوية المخففة للآلام، مثل الأسبرين والإيبوبروفين، وذلك بسبب خطر حدوث النزيف وأعراض صحية أخرى. وشملت توصية اللجنة الأمريكية لخدمات الوقاية من الأمراض ، الأسر التي لديها تاريخ بالإصابة بسرطان القولون. وأوضحت اللجنة أن احتمالات الخطر الناجمة عن تناول أكثر من 300 ميلليجرام من الأسبرين يومياً أو العقاقير الأخرى المثبطة للآلام مثل الإيبوبروفين ونابروكسين، تشمل زيادة خطر حدوث الذبحات الصدرية والنزيف في الأمعاء والفشل الكلوي، وأن هذه الأخطار تفوق الفوائد المحتملة للوقاية من السرطان. وقالت اللجنة “إنه بينما ثمة دلائل مشجعة على أن الجرعات الصغيرة من الأسبرين، والتي تقل عن 100 ميلليجرام يمكنها أن تقلل خطر الإصابة بأمراض القلب، فإن هذه الجرعات لا تقلل خطر الإصابة بسرطان القولون”. الأسبرين وعلاج الصداع وفي المقابل، أكد بحث طبي أن الأسبرين يساعد على معالجة وتخفيف آلام الصداع النصفي”الشقيقة” وبنفس النسبة التي يصفها الأطباء لأدوية أخرى، حيث أثبت البحث أن مادة “آستل ساليسلك أسيد ” الموجودة بالأسبرين لها نتائج إيجابية وذات تأثير مؤثر وفعال في معالجة الصداع النصفي والتخفيف من آلامه. وأشار الدكتور هانز كريستوفر الأستاذ بجامعة أسبن بألمانيا والمتخصص بأبحاث الصداع بصفته مديراً لمستشفى للأعصاب، إلى أن الأسبرين ومنذ اكتشافه في السادس من شهر مارس عام 1899 اشتهر كعلاج لكافة أنواع الصداع وخصوصاً الصداع النصفي ” الشقيقة ” واستخدمه الأطباء مؤخراً للوقاية من النوبات القلبية. ولتشجيع العلماء والباحثين حول العالم على إجراء البحوث والدراسات الخاصة بالأسبرين خصصت شركة باير العالمية ومنذ عام 1995 هذه الجائزة وشكلت لها لجنة مكونة من 8 أشخاص متخصصين في مختلف الأمراض مثل القلب والمخ والأعصاب والسرطان وغيرها مهمتهم الحكم على الأبحاث والدراسات المقدمة لنيل الجائزة وذلك تكريماً وتشجيعاً للبحث والدراسة في كل ما يفيد ويخفف من آلام البشر. ومفيد للحوامل أيضاً أوصى باحثون فرنسيون من مستشفى ماندور الفرنسي، بأن تناول جرعات محدودة من الأسبرين في بداية الحمل يجنب الحامل الإصابة ب “البريكلامبسيا”، وهي الحالة التي تصاب بها الحامل بارتفاع في ضغط الدم يصاحبها انحباس في السوائل داخل خلايا الجسم وزيادة البروتين بصورة مفرطة في البول، وقد تتسبب هذه الإصابة في وفاة الجنين. وأشار الدكتور ديسفو من مستشفى ماندور قسم الأمراض، إلى أن الدراسات المختلفة الخاصة بجرعات الأسبرين الخفيفة، تؤكد عدم خطورتها على صحة الأم الحامل، مشيرة إلى أن استخدام الأسبرين يرتبط بخفض 15 %من خطورة الإصابة “بالبريكلامبسيا”. وأضاف الدكتور ديسفو أن العلاجات الأخرى التي استخدمت فيها الكالسيوم لم تظهر أية فعالية أو أن فعاليتها تتطلب مزيداً من الدراسة، مؤكداً أن الوقاية من “البريكلامبسيا” هو تناول جرعات خفيفة من الأسبرين تبدأ في المرحلة المبكرة من الحمل. الأسبرين علاج فعال لأنفلونزا الطيور فيما يعد إنجازاً طبياً مذهلاً قد ينقذ حياة الأشخاص الذين يموتون بفيروس”H5N1” الخطير المسبب لإنفلونزا الطيور، توصل علماء ألمان إلى أن الأسبرين له القدرة علي مقاومة فيروس أنفلونزا الطيور والقضاء عليه. وأشار مجموعة من الأطباء الألمان في جامعة مونستر، إلى أن التجارب التي أجريت على الفئران المصابة بفيروس H5N1 ، و بعد حقنها بالعقار استجاب ثلث الفئران لمفعول الأسبرين وقاوم الفيروس, وتجري حالياً تجارب علي المرضي, بالتعاون مع الشركة المنتجة للأسبرين في ألمانيا. وصرح الدكتور عز الدين الدنشاري أستاذ العقاقير بصيدلة القاهرة، أنه من السهل تجربة الأسبرين علي الإنسان مادام ثبت تأثيره علي حيوانات التجارب, وإذا نجح فسيكون ذلك استعمالاً جديداً له.