قال النائب البرلماني نور الدين البركاني ان حزب العدالة و التنمية ناضل لسنوات عدة قبل ان يصل الى ما وصل اليه اليوم ، ويتمكن من رآسة الحكومة، وذلك بفضل الله و مساندة الشرفاء و الغيورين من ابناء و بنات هذا الوطن، الذين وضعوا ثقتهم في صدقية ومصداقية مبادئ الحزب وبرامجه ، وليس بفضل الدسائس والتشويش ومحاولة جر العمل الحكومي الى الوراء . وأضاف البركاني ، خلال لقاء تواصلي عقده، بمقاطعة فرخانة، مع ممثلي جمعيات المجتمع المدني المنتمية لبلدية بني انصار فرخانة و لمليلية المحتلة، ان الحكومة وضعت نصب اعينها محاربة الفساد و الاستبداد وتحقيق العدالة الاجتماعية، و هو توجه لن ينال استحسان المفسدين بطبيعة الحال، ولن يظلوا مكتوفي الايدي، بل على العكس من ذلك تماما، سيبذلون كل ما في وسعهم من اجل تعطيل الاصلاحات، التي تروم فرض سلطة القانون، وتجفيف منابع الفساد، حرصا منهم على ترسيخ الامر الواقع، بما يضمن لهم ابوابا مشرعة لنهب المال العام . وشدد البركاني ان مسيرة محاربة الفساد لن تتوقف، ويجب ان لا تتوقف، مهما كلف ذلك من ثمن .. واكد البركاني ان حزب العدالة و التنمية جاء الى تدبير الشأن الحكومي مسلحا بالايمان التام بثوابت الامة : الله الوطن الملك، وعلى وعي كامل بأنه لن يحكم لوحده ، وإنما بمشاركة حلفاء سياسيين، وان تسيير مقاليد البلاد يستوجب تكامل جهود الجميع ملكا وحكومة وشعبا، وعلى هذا الاساس تمت صياغة ميثاق الحكومة في نسختها الاولى قبل ان ينسحب الاستقلال لأسباب لازالت مبهمة ، ويبدأ مسلسل الاكاذيب ، والإرهاب السياسي كما حصل في مولاي يعقوب خلال الانتخابات البرلمانية الجزئية التي جرت مؤخرا ، وسرد البركاني في هذا الشأن مجموعة من المشاهد الحية التي عايشها خلال مشاركته الانتخابية ، بحيث اكد ان ترهيب المواطنين البسطاء وشراء ذممهم والاعتداء على مناضلي العدالة والتنمية بلغ مبلغه وسط حياد سلبي قاتل للسلطات . واستغرب البركاني ما يقوم به البعض من محاولة لدفع المواطنين دفعا للاحتجاج منتقدا اخراج الحمير الى الشارع للتظاهر، "كما لو ان المناضلين الحقيقيين لم يعهد لهم وجود في هذه البلاد". وأضاف ان اصلاح الادارة هو مفتاح نجاح الاصلاح ، كما ان عدم اصلاح الادارة وانخراط المواطن بفعالية في مسيرة الاصلاح والتصدي للممارسات الفاسدة ، فان بلادنا لن تذهب الى الامام . ولهذا الغرض فان "الحكومة فرضت الشفافية والاستحقاق في التوظيف والخضوع للمباريات للتصدي للمحسوبية و الزبونية، يقول البركاني ويضيف ان اعضاء حزب العدالة والتنمية الذين نالوا المناصب العليا لا يتعدى 3 من بين ازيد من 220 اطار عين في مختلف المناصب العليا . وبعد تذكيره بانجازات الحكومة التي اعتبرها جد ايجابية عرج على شرح استراتيجية الحكومة في اصلاح صندوق المقاصة، الذي قال عنه انه التهم ما يزيد عن 55 مليار درهم سنة 2012 ، فتطرق الى قرار تطبيق المقايسة الجزئية على اسعار المحروقات السائلة باعتباره احد مداخل اصلاح نظام الدعم العمومي الممول من قبل صندوق المقاصة ، حيث اكد ان اعتماد نظام المقايسة يعتبر قرارا شجاعا ويصب في المصلحة العليا للوطن، مطالبا بالكف عن الأنانية، والتحلي بروح التضحية من اجل هذا البلد ومن اجل هذا الشعب وشدد على ان استمرار استفادة الفئة الغنية من 85 في المائة من دعم صندوق المقاصة لم يعد مقبولا في وقتنا الراهن، بل ان الاوان لكي يستفيد الفقراء و الفئات الهشة فقط من الدعم العمومي، سيما في ظل الارتفاع الكبير في اسعار النفط بعدما بلغت سقف 117 دولار للبرميل الواحد . "سنة 2012 اجاز البرلمان 40 مليار درهم لصندوق المقاصة و اذا لم تتطبق المقايسة ستضطر الحكومة اما الى الاقتراض، و بالتالي اثقال كاهل ميزانية الدولة، وإما التضحية بالاستثمار العمومي المخصص لإقامة البنيات التحتية كالطرق و المدارس و المؤسسات الاستشفائية او ايقاف التوظيفذ وغير ذلك، سيما ان كتلة الاجور تلتهم 100 مليار درهم اي نصف ميزانية الدولة تقريبا " يشدد البركاني . وبعد اطلاع الحاضرين بالاسئلة الكتابية التي تقدم بها لدى القطاعات الحكومية حول بلدية بني انصار و مناقشة الاجوبة التي وردت عليه من الوزراء في هذا الخصوص، استمع البركاني الى مداخلات ممثلي جمعيات المجتمع المدني ، الذين اثاروا مجموعة من المواضيع التي تهم السياسة العامة للبلاد، و اخرى انصبت حول مشاكل بلدية بني انصار مثل : الانفلات الامني بمقاطعة فرخانة لدرجة ان احد الجمعويين اكد ان الساكنة تفكر في الهجرة الجماعية، ومغادرة المقاطعة الى الابد، بسبب غياب الامن وانتشار المنحرفين الذين اتخذوا من فرخانة مرتعا لتناول و الاتجار في المخدرات الصلبة، مؤكدا ان اللا امن امتد حتى الى المؤسسات التعليمية . كما تم تناول مشكل ضعف الخدمات الصحية ببني انصار بفعل غياب مستشفى اقليمي بالبلدية، التي يفوق تعداد سكانها 60 نسمة، وعجز المركز الصحي عن تقديم الخدمات الطبية للمواطنين بسبب النقص الحاد في الاطر والتجهيزات. بالإضافة الى ملفات اخرى، من قبيل غياب النقل العمومي الحضري، رغم ان الملف قدم للسلطات المسؤولة من طرف احدى الشركات العاملة بالناظور،غير ان اطراف اخرى تدخلت لإجهاض المشروع ، ومشاكل عدم استفادة ساكنة بني انصار فرخانة و بني شيكر من المنح الجامعية، و القسم الداخلي، مما جعل نسبة الهدر المدرسي بالجماعتين جد مرتفعة . وتم ايضا طرح مشكل ضعف البنيات التحتية الاساسية ببني انصار فرخانة مثل الطرق و المرافق الشبابية و الملاعب الشبابية و مشاكل التهيئة الحضرية بالاضافة الى مشاكل العبور و مشاكل العمال الحدوديين بمليلية الى غير ذلك . وقد اجاب البركاني عن كافة الاسئلة المطروحة و وعد بنقل تظلمات و افكار ممثلي الجمعيات الى الجهات المسؤولة و الدفاع عنها . يذكر ان هذا اللقاء نظمته الكتابة المحلية لحزب العدالة و التنمية ببني انصار فرخانة .