منذ أسبوع تقريبا وساكنة الجماعة القروية آيث شيشار ، تعيش وسط فوضى عارمة على مستوى تدبير الوثائق الإدارية بسبب غياب القائد الذي خرج في عطلة رسمية لمدة شهر تقريبا، ونظرا أيضا لعدم حلول أي خليفة للقائد كما كان معمول به سابقا عند غياب القائد لأي سبب كان . المواطن الأوشيشاري الراغب في الحصول على وثائق إدارية موقعة بذات القيادة، وجد نفسه مضطرا للإنتظار لساعات طوال وسط جو حار لا يرحم مريض ولا عجوز ولا صبية ترافق ذويها ، وذلك من أجل عودة رزمة من الوثائق الإدارية التي يتم حملها إلى قيادة جماعة آيت سيذال قصد توقيعها ، ومن ثم العودة بها إلى الجماعة علما أن هذه العملية تستغرق في الأدنى ثلاث ساعات بالنظر إلى إنعدام طريق مباشر يربط الجماعتين ، حيث يضظر المكلف بالتنقل من أجل ذات الغرض إلى المرور عبر مدينة الناظور أزغنغان ثم آيت سيذال ، أو عبر منطقة آيث بويافار عن طريق الساحلي وصولا إلى الجماعة المذكورة . العملية المذكورة والتي تحصل بسبب تخلي عمالة الإقليم عن ذات القيادة بعدم تعيين خليفة قائد للإشراف على توقيع الوثائق الإدارية ، خاصة أن هذه المسألة عرفت سابقا مشاحنات بين الخليفة السابق ( سي أحمد ) والقائد الرسمي من جهة ومصالح العمالة من جهة أخرى ، أدت بالخليفة إلى رفض العمل بذات القيادة المشتركة مع قبيلة آيث بويافار بعد إهمال دعوته وشكايته ضد البرلماني محمد ابركان الذي قام بإهانته في إجتماع سابق بجماعة إعزانن ، وأمام أنظار الأعضاء والموظفين، حيث لجأ مسؤولي العمالة إلى طي الملف وإسكات الخليفة إرضاء للبرلماني المعروف بنفوذه إقليميا ومركزيا ، ولا شك ان الطي الحاصل كان له ثمن في المقابل وبسخاء حسب ما أفادت به الكثير من المصادر المقربة من البرلماني المذكور ، هذه العملية أرهقت المواطنين والمواطنات بحعلهم ينتظرون كالعبيد أمام مقر القيادة كل يوم، خاصة مع غياب أي مرفق يمكن إستغلاله من أجل الراحة . خطورة هذه العملية تكمن في إحتجاجات صدرت عن أبناء الجالية المغربية بالخارج، حيث صرح أحدهم لموقعنا أن هذه الحالة التي نعيشها عند كل عودة من ديار المهجر ، تؤثر بشكل جد سلبي في محاولتهم لاستقطاب أبنائهم نحو بلدهم ، أبناء يقول الأخير ، ليسوا كالأباء العارفين بمجريات الأعمال بالمغرب، بل هم أبناء يحملون ثقافة حقوق الإنسان وبينهم أساتذة ودكاترة وطلاب وجمعويين وغيرهم، وبالتالي فنظرة هؤلاء عن هذه التجاوزات والإختلالات لن تزيد حالة المغرب الحقوقية إلا تأزما وتراجعا امام تقدم دول كانت بالأمس محط حروب وفقر وتخلف . وبالنسبة للقائد الرسمي الموجود في عطلة رسمية ، فقد إبتلى مؤخرا بظاهرة محاربة حملات الأفارقة الهادفة للإغارة على مليلية ، علما أنه يعاني من إصابة في حادث سابق، ويتولى بالأحرى مسؤولية قيادتين في تناف صارخ مع القانون ، حيث منطقة إعزانن أصبحت رسميا بمثابة جماعة قروية إلا انها مازالت تتبع قيادة آيث شيشار كالجماعة الأم لكل الجماعات منها إلى جماعة بوعرك .