لا يمكن لأحد أن يجادل في قضاء الله و قدره و في كون ضحايا الفيضانات الأخيرة ذاقوا فقط ما كتب عليهم و لكن الظروف المحيطة بمقتلهم تجعلنا نطرح عدة تساؤلات مشروعة فهل كان من الممكن أن تكون حصيلة الضحايا أقل؟ و هل للتهميش الذي طال دائرة الريف عموما و منطقة الدريوش خصوصا دورا في ذلك؟ و هل لتسلط أسماء معروفة على رقاب العباد في تلك المنطقة دور أيضا؟ يروي عدد من مواطني الدريوش قصة يؤكدون أنها حقيقية تتحدث عن توجه عدد من المواطنين لعمدة القرية ليشتكوا له من كثرة الأوحال بمركز القرية و نواحيها كلما صبت امطار الخير فرد عليهم العمدة ساخرا “و لماذا كنت أعطيكم المال في الإنتخابات أليس من أجل أن تستعملوها لشراء أحذية مضادة للاوحال”..حقا قد تكون القصة مجرد رواية و لكنها و لا شك تعبر عن واقع الحال بالدريوش و ما جاورها إن السبب الرئيسي في وقوع 8 ضحايا بالدريوش ليس الأمطار بتاتا التي لم تكن سوى عامل فضح خطورة التغاضي من طرف الجماعة و السلطات المحلية بالمنطقة على بناء منازل بشكل عشوائي على حافة واد كيرت الخطير إن الأمطار لم تفضح في هذه الحالة إلا من قبضوا دريهمات معدودة ليسمحوا بهذه الفضيحة أو ساعدوا على ذلك لأغراض إنتخابية بحتة و إذا كان السكان اليوم يطالبون بمحاسبة المجلس البلدي الذي يرأسه عبد الله البوكيلي إبن شيخ برلمانيي المنطقة و المغرب عموما محمد البوكيلي فإن المطلوب أيضا أن يحاسب الجميع نفسه أمام صناديق الإقتراع و ليلاحظ الجميع معنا كيف كان الوفد الوزاري القادم لتفقد السكان من الرباط رأسه مصطفى المنصوري غريم البوكيلي اللدود في الانتخابات البرلمانية و الذي يتحمل على العموم مسؤوليته في الموضوع فهو برلماني المنطقة أيضا فماذا وراء إختيار المنصوري لتفقد جماعة البوكيلي؟ أي رسائل سياسية أو إنتخابية وراء ذلك؟ هل سيستعمل سكان الدريوش و هم غارقون اليوم تحت الأمطار مطية لحسابات إنتخابية مرة اخرى بعدما كان عدد منهم يشكلون حطب صناديق الإقتراع التي تدفع بالبوكيلي الشيخ كل مرة للصفوف الامامية في البرلمان و المجلس القروي إن الإنتخابات القادمة وشيكة و معها ستتحول الدريوش إلى بلدية فهل ستتحول معها العقول؟ إن الفرصة قادمة فهل يستغلها الغيورون على المنطقة أم ان حفلات الغذاء التي تقدم فيها الخرفان المشوية كل جمعة بمنزل الشيخ رفقة قناطير المال التي يوزعها ليلة كل إنتخابات ستعيد الأمور إلى الوراء مرة أخرى؟ إن الدريوش امام موعد مع التاريخ فإما أن تستغل الفرصة و إلا فملتقاهم و ملتقانا في فيضان آخر مع ضحايا آخرين نبكيهم جميعا