إن مرحلة المغامرات و تبادل المصالح بين آل عبدالكريم الخطابي والإسبان قد انتهت مع مرور الأيام ، حيث إن آل عبدالكريم قد شاهدوا أذني الذئب ، وأخذوا يشتغلون لاستعادة شهرتهم ، واحترام وتقديربني ورياغل لهم ، من خلال عزم الفقيه عبدالكريم ( الأب ) على سحب تعاونه السابق مع الإسبان بالتدريج وبدون ضجيج ، أو استعمال العنف ضدهم ، وإعلان ابنه الأكبر محمد عن مواقف معارضة لعملهم العسكري والمدني بالريف ، بالإضافة الى انحيازه مع والده وباقي الريفيين الى دول الوسط التي كانت تقاتل ضد دول الوفاق في الحرب العالمية الأولى (1914 1918 ) ، بسبب النشاط المكثف للمخابرات والجواسيس والعملاء الألمان الذين نجحوا في تمويل حركات ببعض أراضي ريف الريفيين لتقاتل ضد قوات مناطق الحماية الفرنسية التي تحدها ، وانضمام الإمبراطورية العثمانية اليه ( تركيا ) التي يجمعها معهم نفس الدين ( لإسلام ) . إن مواقف محمد بن عبدالكريم من الحرب العالمية الأولى قد فاجأت السلطات العسكرية بقيادة مليلية ، وحكومة مدريد التي كشفت عن أنيابها وعن تحديها للريفيين بتأييدها لدول الوفاق وذلك بإصرارها على فتح تحقيق بضغط فرنسي ضد محمد بن عبدالكريم الذي قاده الى السجن ، مع طرده من عمله بمليلية ( قاضي القضاة ) ، وحرمان والده من المعاش . وقد تجاوز الطرفان بعد ذلك كل الخلافات ، واتفقا على استئناف علاقتهما بشكل عادي وطبيعي ، حيث عاد محمد الى عمله ، واستفاد الفقيه عبدالكريم ( الأب ) مرة أخرى من المعاش ، ورحل ابنه الأصغر امحمد الى مدريد للدراسة بإحدى كلياتها في تخصص : هندسة المناجم . لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ، حيث أهان الإسبان المغاربة و آل عبدالكريم الخطابي من جديد ، عندما سلموا للفرنسيين في مطلع سنة 1919 حوالي 60 أو 70 من الريفيين الذين أعدموهم بسبب قتالهم ضدهم في حرب (1914 1918) ، وكان ذلك بمثابة القطرة التي فاضت الكأس ، حيث أسفر ذلك التصرف عن مغادرة ابن الفقيه الأكبر محمد مليلية نهائيا في يناير سنة 1919 ، وعن عودة ابنه الأصغر امحمد الى الريف تاركا دراسته الجامعية بمدريد في فبراير من نفس السنة احتجاجا على ما حدث ، وبعد ذلك اجتمعا مع والدهما بأجدير لاتخاذ إجراءات صارمة ضد الإحتلالين الإسباني و الفرنسي . 1 مرحلة توتر علاقة آل عبدالكريم بالإسبان 1 1 الأسباب لقد بدأت تتوتر علاقة آل عبدالكريم الخطابي بالإسبان منذ صيف 1914 لعدة أسباب أهمها : أ ضغط بني ورياغل على آل عبدالكريم إن آل عبدالكريم الخطابي قد تعرضوا لانتقادات كثيرة من الرجال البارزين من بني ورياغل الذين اتهموهم بالخيانة ، بسبب حماسهم وتعاونهم المفرط مع الإسبان ، أسفر ذلك عن الهجوم على منزلهم بأجديرو إحراقه ، وعن هروبهم الى الحسيمة للإحتماء بأصدقائهم الذين رحلوهم الى تطوان حفاظا على أرواحهم حيث استقروا به من شتنبرسنة 1911 الى مايو سنة 1913 (62) ، مقابل مساعدتهم لتحقيق إنزال بحري بالحسيمة ، لكن ذلك لم يحدث بتراجع القوات الإسبانية عن تنفيذه ، وبمراجعة آل عبدالكريم أوراقهم في اخر لحظة تفاديا لماهو أسوأ ، حيث أخذوا يسحبون تعاونهم مع الغزاة بالتدريج وبدون عنف ، لاستعادة ثقة وتقدير واحترام بعض رجال بني ورياغل لهم الغاضبين عليهم منذ مدة (63) . ب إنضمام الإمبراطورية العثمانية ( تركيا ) الى دول الوسط إن الريفيين لم يكونوا محايدين من أحداث الحرب العالمية الأولى حيث كانوا يؤيدون دول الوسط (64) بقيادة المانيا وذلك لسببين رئيسيين : * الأول : انضمام الإمبراطورية العثمانية التي يجمعها معهم نفس الثقافة والدين للقتال الى جانب الحلف المذكورمنذ أكتوبر سنة 1914 ، حمسهم لإرسال مقاتلين متطوعين للجهاد بأوروبا ، أو لتوجيه حركات ضد فرنسا فوق الأراضي المغربية التي إحتلتها . وقد نتج عن ذلك ظهور أفكارسياسية جديدة لدى محمد ابن عبدالكريم الخطابي التي تتلخص فيمايلي : العداء للفرنسيين الذين يقمعون المغاربة . الإعلان عن تأييده كباقي الريفيين للحلف الألماني ( دول الوسط ) . إعلانه عن خيبة أمله وتأسفه عن جمع الإسبان بالريف بين العملين العسكري و التدخل المدني السلمي الهادئ الذي من شأنه أن يؤدي الى اجتياح أراضي ريف الريفيين بهدوء . كآبته وعدم ثقته بالعرق الإسباني ، حيث قال في إحدى المناسبات : " إنهم لايعتبروننا أبدا مثلهم ويعاملوننا دائما كالكلاب " (65) . * الثاني : نشاط بعض المخابرات والجواسيس والعملاء الألمان بالريف تشير بعض المصادربأن محمد بن عبدالكريم قد حاول تحقيق أفكاره السياسية على أرض الواقع حيث بدأ يتصل سريا مع بعض رجال المخابرات و الجواسيس والعملاء الألمان الذين كانوا ينشطون بالريف للبحث عن مقاتلين متطوعين لنقلهم للقتال بأوروبا مع الحلف الألماني ، أو لتنفيذ حركات مضادة للقوات الفرنسية في مناطقها المتاخمة لريف الريفيين ، وكان أشهرهم " فارلي " ، الذي اتصل بمحمد بن عبدالكريم ووالده بهدف تمويل حركة (66) تتكون من بني ورياغل للهجوم على الفرنسيين شمال تازة (67) . وتفيد بعض المعطيات التي كانت متوفرة لدى مكتب المعلومات لدى القيادة العامة بمليلية بأن آل عبدالكريم الخطابي قد حصلوا من الألماني " فارلي " على 70 الف دورو فضية (68) ، وقد عرض أيضا على بني ورياغل أسلحة خفيفة تابعة للشركة التجارية الألمانية " مانيسمام " ، التي كانت تشحن عبر سفن تهريب هولندية (69) . وقد أشار القبطان انطونيو فيلا روبيو في كتابه " كايوفاس … 1941 " ، الى عمليات مماثلة تمت بمليلية ، تصف لنا الطريقة التي كانت تصل بها الأموال الألمانية الى بعض زعماء القبائل الأخرين بريف الريفيين ، واخر ماشاهد تلك التي تمت من منزل " البشير بن سناح " (70) الذي حصل من الألماني " جرلاش " على مبلغ 30000 بسيطة ( تعادل قيمتها اليوم حوالي 90 مليون سنتيم أو أكثر ) ، حيث قام بتحويلها الى قطع نقدية معدنية ، ثم خرج بها ليلا من منزله الكائن بشارع بابيونيس بمليلية ، على ظهور أربعة بغال في اتجاه تفرسيت لتوزع لرجال الحركة ، وكان البشيرالمذكور قد وعد قائد امطالسة " الحاج أعمار المطالسي " (71) ليسلم له نصف المبلغ ( ربما لتنفيذ حركات ضد الفرنسيين جنوب قبيلته ) ، لكنه خانه في الأخير ، حيث لم يمنح له الا القليل ، وقد غضب عليه الحاج أعمار وحكى ما حدث للشرطة " (72) . ج شكايات بعض الرعايا الإسبان وأتباعهم من آل عبدالكريم الخطابي لقد بدأت تتوارد بعض الشكايات على قيادة مليلية بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى ضد بعض العائلات ، أو بعض الأشخاص ، أو ضد قرية ، أو جهة معينة ، وكان أبرزها شكاية اليهودي " مسعود بنيان " التي وجهها الى القائد العسكري بالحسيمة ضد آل عبدالكريم الذي أحال مضمونها على قائد قيادة مليلية " كوميز خورنادا " في 1 غشت سنة 1914 " يقول فيها : " … يعمل سيدي عبدالكريم مع ابنه سي محند وعائلته لضم حقل هناك … ، إذن قد توصل برسائل من أعدائنا يعرضون عليه الوقوف بجانبه ، ويدعونه الى مغادرة إسبانيا ، والثورة مثل الروكي بوحمارة. لقد حولت لكم تصريحات مسعود ، … لاعتبارها جد خطيرة … (73) . 2 1 محاولة قيادة مليلية للحفاظ على علاقتها الجيدة بآل عبدالكريم لقد توصل القائد العام لقيادة مليلية " كوميز خورنادا " في 18 غشت سنة 1914 برسالة من محمد بن عبدالكريم الخطابي ، شكى فيها من القائد العسكري الإسباني بالحسيمة الذي رفض استقباله ، وفي المقابل كان يستقبل أعداء عائلته ويهتم بهم (74) . لم يتسرع القائد المذكور في إصدار أي قرار من شأنه أن يدمر علاقته بآل عبدالكريم ، بل تصرف بذكاء ، ففي 22 غشت سنة 1914 أي بعد مرور أربعة أيام على توصله برسالة محمد بن عبدالكريم منح لهذا الأخير 500 بسيطة كهدية لأبيه مرفوقة بتحيات ودودة … ، ويذكره بعدم اليأس في منع إرسال حركات من ساحل قبيلته في اتجاه كرط لقتال الإسبان (75) . 3 1 تغيرجدري في علاقة الطرفين أ إستقالة محمد بن عبدالكريم من تلغراما الريف ومن كلية اللغة العربية لم يفلح القائد العام لقيادة مليلية في الحفاظ على علاقته الطيبة بآل عبدالكريم ، فمحمد بن عبدالكريم بدأ يدير ظهره للإسبان بمليلية خاصة بعدما واجه طلبه للحصول على الجنسية الإسبانية في سنة 1915 صمتا إداريا ( لم يقبل ولم يرفض ) ، وفي نفس السنة توقف عن عمله كمحرر بتلغراما الريف ، واستقال من كلية اللغة العربية بمليلية التي كان يدرس فيها العربية ثم الأمازيغية الريفية ( الشلحة ) فيمابعد (76) . ب ظهورمواقف معارضة لحياد إسبانيا في الحرب العالمية الأولى إن الحكومة الإسبانية التي كان يرأسها " إدواردو داتو " (77) كانت لها مواقف محايدة من الحرب العالمية الأولى . لكن مواقف " رومانونيس " كانت مغايرة تماما ، فقد نشربيانا للعموم سماه " الحياد القاتل " ، أشار فيه الى ضرورة انحياز إسبانيا الى فرنسا و أنجلترا ، ولتحقيق مشروعه رأى من الضروري إدخال تعديلات على القوات المسلحة الإسبانية في أكتوبر سنة 1915 التي بإمكانها أن تطيح بحكومة " إدواردو داتو" ذات المواقف المحايدة السلبية من الحرب الدائرة بأوروبا (78). ج رد فعل الريفيين إن المواقف الجديدة التي ظهرت بإسبانيا والداعية الى ضرورة وقوف إلإسبان بجانب دول الوفاق (79) في حرب (1914 1918 ) ، حركت معظم زعماء الأهالي بريف الريفيين ومنهم الفقيه عبدالكريم وابنيه ، الذين كثفوا نشاطهم السابق وعملوا لتنظيم حركات ضد الفرنسيين فوق الأراضي المغربية التي سيطروا عليها ، أو لإرسال مقاتلين متطوعين الى أوروبا لدعم تركيا وباقي دول الوسط وبدون إخفاء عدائهم القوي للإسبان . 4 1 إحالة محمد بن عبدالكريم الخطابي على التحقيق إن تحركات محمد بن عبدالكريم الخطابي ووالده ، وبني ورياغل ، وباقي الريفيين وانحيازهم لدول الوسط ، إحتج عليها المقيم العام الفرنسي بالمغرب " الماريشال ليوطي " (80) ، وأرغم السلطات الإسبانية الإستعمارية على التدخل لإحالة محمد بن عبدالكريم الخطابي على التحقيق الذي تكلف به " فيسينتي سيست روبييو " قبطان الخيالة والمسؤول بمكتب المعلومات والشؤون الأهلية بالحسيمة شهرين قبل إعتقاله وبالضبط في 15 غشت سنة 1915 (81) ، ولا نعرف هل تعرض فيه محمد لضغط وعنف أم لا ؟ وقد أسفر عن النتائج التالبة : إن محمد بن عبدالكريم يكره الفرنسيين ويبحث عن كل الوسائل لقتالهم . يعظم المسلمين ، ويتطلع الى إستقلال الريف الغير محتل . إن الصراع الأوروبي في الحرب العالمية الأولى بإمكانه أن يغير المنطقة ( الريف ) وشروط الحماية الإسبانية بها . يعمل " حزب الشباب التركي " لإيقاظ العالم الإسلامي ضد الحلفاء . إيقاظ العالم الإسلامي دعوة الى الجهاد ( حرب مقدسة ) ضد الذين يضطهدون الإسلام . إن والد محمد بن عبدالكريم يعانق الفكرة المذكورة ( الجهاد ) بحماس ويعمل بها . هدف محمد بن عبدالكريم هو تكوين حكومة مستقلة في الأراضي الريفية الغير محتلة ، و مخزن بإمكانه أن يتفاوض مع إسبانيا . الهدف الأول من عمله هو فرض ضريبة حرب على بني ورياغل والقبائل الريفية الأخرى الغير محتلة من قبل الإسبان . يمكن له بعد ذلك إنشاء حركات بدون غرض عدواني ، وقوة للحراسة بكرط غير معادية للإسبان إذا لم يتقدموا ، وأماله بعد نهاية الحرب العالمية الأولى هو إستقلال الريف الغير محتل . لم يعد والد محمد بن عبدالكريم الى الحسيمة ولا الى مليلية لزيارة جنيرال ساحتها . يعتبر بلدته ميتة في حالة ما إذا احتل الإسبان بني ورياغل . يجب على إسبانيا الإكتفاء بما احتلته من الأراضي والإستغناء عن الباقي (82) . 5 1 القبض على محمد بن عبدالكريم ورد فعل والده أ القبض على محمد بن عبدالكريم لقد قبض الإسبان على محمد بن عبدالكريم الخطابي في أكتوبر سنة 1915 بتهمة خيانة إسبانيا والترويج للألمان ، وبأمر من قائد قيادة مليلية الجديد الجنيرال " أيسبورو" (83) ، الذي كتب رسالة الى القائد العام للقوات الإسبانية بالمغرب الجنيرال برينكير بتاريخ : 3 مارس سنة 1919 يشرح فيها سبب إقدامه على إعتقال محمد بن عبدالكريم قال فيها : " … تقوم هذه العائلة عبدالكريم بإشهار ودعاية كبيرة مغال فيها للألمان ، وحسب بعض الأخبار الموثوق بها فهم يملكون ببني ورياغل مكتبا يتوافد عليه كل أهالي هذه القبيلة حيث يذهبون لتضخيم مضيفي المهيج عبدالمالك (84) ، ويذهب هناك أيضا من خصص له معاش لقبضه مقابل التعاون مع الألمان … ، تعاون عبدالكريم هذا فرض علينا مراقبة سلوك إبنه سي محند الأكبر … ، الذي انتهى به الأمر الى السجن في شهر أكتوبرسنة 1915 ، وعزل من منصبه كقاض للقضاة في 7 نونبر من نفس السنة … " (85) . ب مكان سجنه يتضح من خلال تصريح محمد بن عبدالكريم بعد خروجه من السجن بأجدير للصحفي الإسباني " لويس دي أوتيزا " ، أنه قد أودع بسجن" كابريريسا العليا " شمال مدينة مليلية وليس بسجن " روستروكوردو" كما يظن بعض الكتاب ، وقد مكث فيه حوالي خمسة أشهر بدون محاكمة ، زائد ستة أشهر الا يومين بعد المحاكمة ، ومجموع ما قضاه في السجن حسب تصريح محمد بن عبدالكريم لنفس الصحفي بأجدير حوالي إحدى عشرة شهرا الا يومين ، ولم يكن مرتاحا في المكان الذي سجن فيه (86) . ج رد فعل والده إن والد محمد بن عبدالكريم قد راجع أوراقه بعد اعتقال ابنه الأكبر محمد ، وتخلى عن تعاونه مع الإسبان الذين حرموه من المعاش منذ إعتقال إبنه ، حيث كثف نشاطه ببني ورياغل ضد فرنسا وحلفائها ، وتعامل بشكل مكشوف مع المخابرات والعملاء الألمان الذين كانوا يوزعون الأموال بالريف مقابل الوقوف بجانب دول الوسط في الحرب الكونية الأولى ، بتوجيه حركات ضد مناطق الحماية الفرنسية بالمغرب التي تحد ببعض قبائل ريف الريفيين، ويتضح ذلك من خلال برقية مشفرة وجهها القائد العسكري الإسباني بالحسيمة الى القائد العام لقيادة مليلية الجنيرال " أيسبورو " بتاريخ 13 فبراير سنة 1916 أي بعد أربعة أشهر من اعتقال محمد بن عبدالكريم قال فيها : " إن الفقيه عبدالكريم يواصل منح المعاشات ، ويشتغل بنشاط لإحداث الإنشقاق في العائلات … وقد قرأ أيات قرآنية على أصدقاء إسبانيا لضمهم اليه حيث أكد لهم تحريم دينه ( الإسلام ) أخذ المعاش من الإسبان ، لكن عكس ذلك يمكن أخذه منه (87) . وقد أكد ما يحدث الملازم الأول والعقيد ريكلمي الذي أنجز تقريرا بالحسيمة في 7 شتنبرسنة 1916 ، أشار فيه الى النشاط المكثف للفقيه عبدالكريم ببني ورياغل المعادي لدول الوفاق و الإسبان والمؤيد لدول الوسط ، والى تضاعف العمليات الموجهة ضد الفرنسيين من أراضي ريف الريفيين التي كان يقودها عبدالمالك الجزائري الذي تمكن من تكوين حركة موحدة مع الفقيه عبدالكريم مكونة من 90 رجل (88) . يتبع (62) خ . ف سالا فرانكا : مرجع سابق ، ص : 31 (63) مادرياكا ماريا الروسا : إسبانيا والريف ، … تاريخ يكاد يكون منسيا ، مكتبة مليلية 1999 ص ص : 351 354 (64) كانت تتكون من النمسا المجرية ، والمانيا ، والإمبراطورية العثمانية ، وانضمت اليها فيما بعد بلغاريا . (65) سالا فرانكا أورتيكا و خيسوس . ف . : البعد الدولي لجمهورية الريف ، … هيسبيريد باييزا 1985 ص ص : 335 341 (66) الحركة ( بسكون على الراء ) عبارة عن قوات غير منظمة ، لها قيادة خاصة ، تتشكل من الأهالي لأغراض دفاعية أو هجومية ، كانت معروفة في تاريخ المغرب منذ زمان ، حيث إن بعض السلاطين وعمالهم وقوادهم نفذوا حركات لتأديب القبائل المتمردة ، وعرف الريف حركات ضخمة ضد الإسبان في عهدي الشريف محمد أمزيان ، ومحمد بن عبدالكريم الخطابي كانت تتعدى أحيانا 5000 مقاتل ، وشهد أيضا حركات مؤيد للإسبان كحركات أعمار أوشن وقدور نعمار ببني سعيد ، وحركات عبدالقادربن الحاج الطيب من بني شيكر ، وحركة عبدالمالك الجزائري بأعزيب ميضار ، و حركات عبيد الله بن بوزيان بامطالسة … الخ ، وقد اعتمد الجنيرال فرانكو على الحركة الريفية ضد معارضيه في الحرب الأهلية الإسبانية ( 1936 1939 ) التي كانت تتحرك بأوامر من قادة جيشه الإسبان . (67) مادرياكا ماريا روسا : مرجع سابق ، ص ص : 351 354 (68) قطعة نقدية إسبانية كانت تعادل حوالي 5 بسيطة ، ولازال إسم دورو متداولا بريف الريفيين ، حيث أن واحد دورو بالمنطقة يعادل اليوم 50 سنتيم أو نصف درهم مغربي . و70 ألف دورو فضية كانت تساوي 350000 بسيطة، وواحد بسيطة تعادل حاليا 3 أورو ، وهو مبلغ مالي ضخم في العقد الثاني من القرن العشرين حيث يعادل اليوم حوالي : 11550000 درهم مغربي ،( في حالة إعتبار فقط بأن سعرواحد أورو يساوي 11 درهما ) . (69) خ . ف . سالا فرانكا : مرجع سابق ، ص : 32 (70) كان قائدا للجيش الحكومي المغربي الذي قدم الى الريف بعد أحداث حرب ماركالو لتأمين حدود مليلية من هجمات الأهالي ، وقد استقر بقصبة فرخانة قبل قدوم بوحمارة بحوالي 500 جندي مغربي الذين اشتبكوا مع الأهالي وأسفر ذلك عن سقوط الكثير من القتلى والجرحى في صفوف الجانبين ، وعن هروب بن سناح الى مليلية ، حيث ادعى هناك في أكتوبر سنة 1909 أنه قد أرسل من قبل السلطان المغربي المولى عبدالحفيظ للتوسط بينهم وبين زعماء قبائل الريف الثائرة ، وكان معروفا فيما بعد في التوسط بين الألمان والريفيين لتنفيذ حركات ضد الفرنسيين فوق الأراضي المغربية التي سيطروا عليها . (71) كان الحاج أعمار المطالسي ينتمي الى جماعة لقلالشة التي تقع على بعد 7 أو 8 كلم شرق مدينة الدريوش الحالية ، إزداد في القرن 19 ، جاهد مع الشريف محمد أمزيان ضد الثائر بوحمارة والإسبان ، و كان بمثابة ساعده الأيمن ، حيث ساهم في تكوين مجموعة من الحركات ضد الإسبان قبل وبعد إستشهاد الشريف ، و تعاون معه في القضاء على بعض مشوشي ثورة الريف ، و كلفه بمجموعة من المهام كالرحلة الى ملوية للبحث عن الأسلحة من الجزائريين في سنة 1911 ، وتبادل أسرى " إزارورا " في قدم جبل شمار مع الجنيرال الإسباني " أيسبورو " في مطلع سنة 1912 ، وقد قال عنه العقيد الإسباني " كونزالو كالفو" في كتابه " المغرب 1910 1913عندما غادر قدم جبل شمار بعد مهمة تبادل الأسرى المذكورة بأنه " … كان في الخامسة و الخمسين من عمره راكباعلى فرس رائع ، وفوق كرسي غني ، بشرته سمراء ، ولحيته رمادية اللون ، وصوته معدني يسمع من بعيد " . نجا بأعجوبة من الموت يوم إستشهاد الشريف محمد أمزيان ، لم يستسلم و استمر في قتال الغزاة الى أواخر العقد الثاني من القرن العشرين حيث تفيد بعض الروايات أنه قد توفي في سنة 1918 ، وفي روايات أخرى سنة 1921 متأثرا بجرح في إحدى المعارك مع الإسبان على ضفاف واد كرط ، ودفن بضريح سيدي علي بقرية تسلي جماعة امطالسة التابعة لإقليم الدريوش ، وضريحه طاله النسيان ومهدد بالتعرية ، رغم أنه كان معروفا في المقاومة لدى الصحافة الإسبان في العقدين الأولين من القرن العشرين . (72) عن فرانسيسكو سارا كاندارياس : حرب ( 1914 1918 ) الألمان بمليلية ، مقال نشره على موقعه الإيكتروني بتاريخ : 27 02 2011 . (73) وثائق عبدالكريم ، السجل : 3 ، الحافظة : 9 ، الصحيفة : 34 ، عن كاساس دي لافكا : مرجع سابق ، ص : 163 (74) وثائق عبدالكريم : السجل : 3 ، الحافظة : 9 ، الصحيفة : 43 ، نفس المكان . (75) وثائق عبدالكريم : السجل : 3 ، الحافظة : 9 ، الصحيفة : 35 ، نفسه . (76) مانويل كالبان خمينيس : إسبانيا بإيفريقيا تهدئة المغرب الخدمة الجغرافية للقوات المسلحة ، مدريد 1965 ص : 85 (77) ولد بلاكرونيا في 12غشت سنة 1856 ، سياسي إسباني من المحافظين تكون بجامعة مدريد ، محامي المهنة ، ترأس مجلس النواب بعد بداية مشواره السياسي ، و تقلد عدة مناصب وزارية بعد ذلك في عهد الملك الأسباني الفونسو 13 : وزير البحرية ، وزير الدولة ، وزير العدل ، ورئيس الحكومة مابين 1913 و 1917 … ، توفي بمدريد في 8 مارس سنة 1921 . (78) عن اليومية الإخبارية الشاملة عدد : 29 غشت 1915 (79) كانت دول الوفاق تضم في البداية كل من صربيا و روسيا و فرنسا وبريطانيا ، ثم انضمت اليها مجموعة من الدول الأخرى ، كبلجيكا والجبل الأسود واليونان والبرتغال وإيطاليا ورومانيا و لبيريا و اليابان والصين و البرازيل وكوبا وبناما والولاياتالمتحدةالأمريكية ، حيث أن معظم الدول التي لاتنتمي الى أوروبا ماعدا الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت تقاتل الألمان في مستعمراتهم . (80) هو لويس كونزالف ليوطي ، ولد بنانسي في 17 نونبر سنة 1854 ، جنيرال فرنسي ، اشتغل بالهند الصينية و الجزائروفرنسا ، كان مقيما عاما فرنسيا بالمغرب ما بين 1912 و 1925 ، دافع عن مبدأ حماية بلاده بالمغرب ، في عهده خضعت سهول الأطلس ، وجبال الأطلس المتوسط ، وواجه قبائل الريف ، وباقي القبائل المغربية المتمردة . قام بعدة أشغال بالمغرب لتسهيل تغلغل بلاده الإستعماري كالطرق والقناطر … الخ ، توفي بتوري في 17يوليوز سنة 1934 . (81) خ . ف . سالا فرانكا : مرجع سابق ، ص . ص : 32 33 (82) سالا فرانكا أورتيكا : مرجع سابق ، ص .ص : 335 336 و مادرياكا ماريا روسا : مرجع سابق ، ص . ص : 355 356 (83) جنيرال إسباني شارك في الحملات الإسبانية على ريف الريفيين ، وتقلد عدة مناصب : قائد قيادة مليلية ، ثم مقيما وقائدا عاما للقوات الإسبانية بالمغرب في عهد الديكتاتور بريمو دي ريفيرا ، ووزيرا للحرب من 26 مايو سنة 1923 الى 15 شتنبر من نفس السنة . (84) هو عبدالمالك بن محي الدين الجزائري ، المنحدرمن الأمير عبدالقادر الجزائري ، قاتل القوات المخزنية بجانب الروكي بوحمارة وتخلى عنه فيما بعد ، كان معاديا للفرنسيين بالمغرب ، حيث قاد حرب عصابات ضدهم ، في اجبالة وورغة وكزناية ، وسيطر على المحور الطرقي الرابط بين تازة ووجدة ، والحق بهم خسائر فادحة بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى فقد نفذ ضدهم حركات قوية ممولة من الألمان تضم العشرات من المقاتلين الريفيين خاصة . إقترح على الإقامة العامة الإسبانية بتطوان في العقد الثالث من القرن العشرين تشكيل حركات مضادة لمحمد بن عبدالكريم الخطابي ، وقد انتقل الى مليلية حيث زوده الإسبان بالأموال و العتاد ، ثم كون حركة بأعزيب ميضار في سنة 1924 كانت تضم حوالي 900 مقاتل من الخونة ينتمون الى مختلف القبائل الريفية ، وقد واجهها مجاهدي ريف الريفيين بقوة ، و أسفرت إحدى معاركها الفاصلة عن إندحار عناصرها وعن مقتل قائدها عبدالمالك الذي دفن بتطوان . (85) وثائق عبدالكريم : السجل : 2 ، الحافظة : 4 ، الصحيفة : 49 ، مرجع سابق ، ص : 165 (86) لويس دي أوتيزا : عبدالكريم والسجناء ، مطبعة العالم اللاتيني ، مدريد بدون تاريخ ص : 132 (87) وثائق عبدالكريم : السجل : 3 ، الحافظة : 10 ، الصحيفة : 110 ، مرجع سابق ، ص : 165 (88) مانويل كالبان خمينيس : مرجع سابق ، ص : 86 السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، إليكم القسم الأول من الجزء الثاني من موضوع : " موقف آل عبدالكريم الخطابي من الإسبان في العقدين الأولين من القرن العشرين 1907 1919 . سيتبع لاحقا بحول الله بالقسم الثاني و الأخير . الرجاء منكم وضع العناوين الفرعية مرتبة كماهي ، حفاظا على وحدة الموضوع مع الإحتفاظ بنفس صورة العمود . وفقكم الله في عملكم ، وتقبل الله صيامكم .