في الوقت الذي كانت ساكنة الناظور تودع شهر رمضان المبارك وتستعد للاحتفال بعيد الفطر، أصيبت بنكسة مروعة.. أصيب بها الصغير والكبير في صباح كانت ساعاته الأولى تتساقط فيه أمطار الخير من السماء، نكسة كان بطلها خريج معهد القناطر بباريس، لأن هذا الأخير كذب علينا وأوهمنا بمستقبل جديد.. مستقبل لا يضطر فيه شبابنا لانتعال البلاستيك ( الميكة الكحلا ) فوق أحذيتهم لتفادي الوحل الذي تتسبب فيه الأمطار ولن يضطروا للاختباء في منازلهم أيام الرياح لكثرة الغبار في الخارج ، مستقبل يجيدون فيه أماكن للتنزه لهم ولعائلاتهم... بطبيعة الحال حلمنا جميعا في هذا الإقليم العزيز بشوارع وأزقة خالية من الغبار والوحل ، حلمنا بحدائق نجلس فيها مع أصدقائنا ومناطق مخصصة من أجل لعب أطفالنا وكورنيش نمارس فيه هوية المشي، وحلمنا أيضا بالسفر بعد الصيف على متن القطار بدل متاعب الحافلات،، ولكن مع الأسف صدمنا في صباح أيقظتنا فيه قطرات الماء التي أصبحت داخل منازلنا لأنها لم تجد طريقا آخر بواقع كنا معتادين عليه في ماضي، وهو أننا كنا نعلم أن شوارعنا رغم قلتها غارقة في الوحل والغبار، أن مكان تنزهنا هي الأسواق،، وأن الأزقة والأحجار هي مكان لعب أطفالنا، وأن الناظور آخر ما يقال عليه أنه مدينة، والفارق بين الماضي والحاضر أنه في السابق لم تكن قطرات الأمطار تدخل إلى منازلنا ، ولكن مع عبقرية خريج معهد القناطر أصبح بعضنا ينتعل الميكة الكحلا حتى داخل منزله.. اليوم يجب أن نحاسب هذا العبقري ، ليس فقط على الأخطار الفادحة التي قام بها والتي أخذت منا ميزانية تقدر بأكثر من 100 مليار سم وذهبت محب الريح، وإنما أن نحاسبه على كل دقيقة جعلنا نحلم فيها ونحاسبه على الصدمة التي صدم بها أطفالنا عند رؤيتهم للكارثة التي حلت بإقليمهم ، أن نحاسبه عن الخوف الذي تعرضت له فتاة أثناء تعرضها للغرق أمام باب منزلها ببوعرورو رغم عدم تعرضها لذلك طوال الصيف في البحر، أن نحاسبه عن إيهامنا بمستقبل جديد. ولن ننسى في الأخير المحاسبة الحقيقية لمن يعتبرون ممثلين لنا في المجالس البلدية والجماعية عن سكوتهم وتخاذلهم أمام هذه الكارثة التي حلت بإقليمنا العزيز. فمتى سيحقق ولو جزء من أحلامنا، لكي نعيد الثقة للشباب في بلدهم ؟؟؟؟؟؟؟ مواضيع ذات علاقة : * حذار، مدينة الناظور ستغرق في الأيام القليلة القادمة... * بعد فيضان الماء سكان حي بوعرورو ينتفضون في وجه السلطات المحلية وشرطي مخمور يحاول قتل أحد المحتجين * بعد الفيضان، هل ستفتح مدرسة البحتري أبوابها في وجه التلاميذ؟ * أمطار الخير أبت إلا أن تزور تيزطوطين لتكشف عن المستور * الأمطار تسقط ورقة التوت عن المسؤولين * أزواغ : تسريع تنفيذ المشاريع الكبرى بالناظور وراء الكارثة * أمطار السنة الحالية أبت إلا أن تشارك في فضح هشاشة البنية التحتية * عامل الناظور يواسي عائلات ضحايا الفيضان * وقفة الفيضانات انتهت دون أن تتحول إلى مسيرة * أمطار الخير نذير كوارث في تاويمة عموما و الثانوية الإعدادية خصوصا