هذه الصورة التقطتها عدسة موقع أريفينو وهي لقط داخل جماعة أركمان، فبفعل عطشه الشديد وعدم الرفق به وعدم إعارة الإنتباه له،قصد هذا القط صنبورا للماء واعتمد في فتحه على رأسه ليروي ظمأه ،وما سرد هذا الموضوع الطريف إلا للعبرة،خاصة وأن الإنْسَانية حتى العصر الحديث لا ترى أنَّ للحيوان نصيبًا منَ الرِّفق، أو حظًّا منَ الرحمة، ولا تزال بعض الأمم المعاصِرة تَتَلَهَّى بقتْل الحيوان في أعيادها ومجال أفراحها ورياضتها، وهنا تبرُز حَضَارتنا في مبادئها وواقعها بِثَوْبٍ منَ الرَّحمة والشعور الإنْسَاني المرهَف لم تلبسه حَضَارَة مِن قبلها، ولا أمة مِن بعدها حتى اليوم، ذلك هو الرِّفْق بالحيوان والرَّحمة به، رحمة تلفتُ النظر، وتدعو إلى العَجَب والدَّهشة، فلنرحم من في الأرض ليرحمنا من في السماء.اللهمَّ احفظْ علينا دِيننا وعقلَنا وفِطرتنا السليمة، وجنِّبها الزيغَ والانحراف وقسوة القلوب.