بمناسبة الذكرى الخمسينية لرحيل رئيس الجمهورية الاتحادية لقبائل الريف، وفي خضم تخليد الذكرى من طرف الريفيين المؤمنين بمشروع الخطابي في الداخل والشتات، ظهر أن هناك من يريد استغلال رمزية الرئيس لتنفيذ بلانامج المخزن المغربي الذي بدأ منذ وقت ليس بالقصير، والرامي إلى تركيع الريفيين، والذي ينفذه بعض المنتمين لبلاد الريف المنجرفين مع تيار العدوى المحدثة في المشهد السياسي. ففي الوقت الذي يستحضر فيه الريفيين مشروع الخطابي، كأول دولة مستقلة حديثة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط في سياق ما بعد الحرب العالمية الأولى، لاستخلاص العبر اللازمة من تجربة الجمهورية الريفية، خاصة وأن الريف يوجد في مفترق طرق في ظل تطويقه أمنيا وسياسيا واجتماعيا من طرف المخزن المغربي والقوى الماضوية المتحالفة معه للاستقواء السياسي. في هذا الوقت ظهر من يحاول الركوب على رمزية القائد البطل لإعلان نواياه الخبيثة الرامية إلى تركيع الريف والريفيين (عبد السلام بوطيب وجملة الإطارات التي يرأسها، والسابحين في فلكه، ومحمد بودرا ومن يدور في فلكه)، وهؤلاء بالمحصلة هم لاعبي أدوار لا علاقة لهم بها في إطار آليات الإدماج والإقصاء في النظام السياسي المغربي، وهي الآليات التي يتغذى بها هذا النظام بعد أن أصبحت “لا شرعيته” مكشوفة للعادي والبادي. وبين هذا وذاك، بدأت بعض الأطراف، تستهدف “كرامة” عائشة الخطابي، بصفتها نجلة الرئيس مولاي موحند، من خلال المس بكرامتها الشخصية عبر مجموعة من الصور والعبارات التي تنم عن “نوايا” خبيثة، وهذه الأطراف التي تستهدف “عائشة” تنطلق من تصريحات عبرت عنها ابنة الرئيس بخصوص قضايا الريف ورفات والدها الراقد بمقبرة العباسية بالقاهرة، لكن الملاحظة الأساسية التي نُسجلها كمتتبعين لكل هذه الأحداث أن هذه الأطراف لم تتوقف في حدود النقد والتعبير عن رأيها بخصوص تصريحات عائشة الخطابي، بل تجاوزت ذلك إلى محاولة المساس بكرامة عائشة الخطابي الإنسانية ومنها آل الخطابي بصفة عامة. فإذا كنا غير متفقين مع ما عبرت عنه عائشة الخطابي بخصوص هذه القضية أو تلك، فهذا لا يمنحنا “حق” استهداف “كرامتها الشخصية”، على اعتبار أن الاتفاق أو عدم الاتفاق مع رأي شخص ما أو تنظيم معين هو في حد ذاته إيجابي، بل وواجب من لأجل إطلاق النقاش العقلاني بخصوص قضايا الريف الجوهرية، ومستقبلنا الجماعي كإريفيين. إن من يريد أن يجعل من الرئيس مولاي موحند ميس ن سي عبد الكريم، رجلا وطنيا وملكيا (بودرا والمجموعة البامية)، ومن يريد النيل من العائلة الخطابية عبر استهداف الكرامة الشخصية لأحد أفراد العائلة، لا يمكن فهم أعمالهم تلك إلا في سياق محاولات خلط الأوراق وبالتالي التشويش على وقفة الريفيين في الذكرى الخمسينية لرحيل الرئيس مولاي موحند، وقفة تأمل من أجل خيارات متعددة للريف والريفيين. إن كل أولئك الذين يريدون بناء صرح أمجادهم المجهضة على رفات شهدائنا ومعناة مناضلينا، كما سبق أن فعلوا أحفاد الحركة اللاوطنية، لن يستطيعوا مرة أخرى قرصنة طموحات الريفيين التي لن يوقفها القمع والترهيب والمتاجرة…. ولهم في التاريخ عبرة.