رفضت مدريد دعوة رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي للحوار “لإنهاء احتلال مدينتي سبتة ومليلية” في شمال المغرب، وأكدت من جديد سيادتها الكاملة على المدينتين. وتمارس إسبانيا سيادتها على مليلية منذ 1496 وعلى سبتة منذ 1580، ويطالب المغرب بهما منذ استقلاله عام 1956. أ ف ب – دعا رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي الاثنين اسبانيا الى الحوار “لانهاء احتلال” مدينتي سبتة ومليلية في شمال المغرب. وجاءت دعوة الفاسي خلال تقديمه حصيلة عمل الحكومة التي يتراسها منذ 2007 أمام مجلس النواب. وقال رئيس الوزراء “ندعو الصديقة إسبانيا إلى الحوار مع المغرب من أجل إنهاء احتلال هاتين المدينتين المغربيتين والجزر السليبة المجاورة لهما، وفق منظور مستقبلي”. واضاف الفاسي “يتعين أن يأخذ هذا المنظور بعين الاعتبار المصالح المشتركة للبلدين والحقائق الاستراتيجية والجيو -سياسية الجديدة، التي تجعل تجاهل حق المغرب في استرجاع (المدينتين) لا يساير روح العصر، وعلاقات حسن الجوار والشراكة الاستراتيجية بين المملكتين المغربية والإسبانية”. ويتزعم الفاسي حزب الاستقلال وهو حزب محافظ فاز في الانتخابات التشريعية عام 2007. ويعتبر المغرب ان المدينتين “محتلتان” وانهما جزء لا يتجزأ من اراضيه في حين ترفض اسبانيا اي مناقشة في شان المدينتين اللتين تمارس عليهما سلطتها منذ 1580 و1496. واثارت زيارة العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس للمدينتين في الخامس والسادس من تشرين الثاني/نوفمبر 2007، توترا شديدا مع الرباط ادى الى سحب الاخيرة سفيرها من اسبانيا لاسابيع عدة. وبالنسبة للصحراء الغربية، اعتبر رئيس الوزراء المغربي ان “افاقا واعدة تقدمها مبادرة الحكم الذاتي في محافظات الجنوب”. وترفض جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، مشروع الحكم الذاتي هذا للمستعمرة الاسبانية السابقة التي ضمها المغرب عام 1975. وكرر الفاسي دعوة الجزائر كي “تفتح حدودها البرية مع المغرب لتحقيق تنمية” البلدين الجارين. يشار الى ان الجزائر اغلقت الحدود البرية بين البلدين عام 1994 بعد اعتداء نفذه اسلاميون في مراكش (جنوب المغرب) ونسبته الرباط الى اجهزة المخابرات الجزائرية.