بعد مرور عشرين سنة عن انفجار قضية الكومسير ثابت والذي انتهت محاكمته بإعدامه، خص عبد الرحيم بودي، نائب الكومسير، اسبوعية “الايام" بحوار مطول جعلته غلافا لعددها المتواجد في الأكشاك، وفيه يعيد بودي، تركيب حكاية الكوميسير ثابت من بدايتها الى نهايتها، فقال إن ثابت، ابن درب غلف بالبيضاء، الذي كان في البداية معلما بسيطا للغة العربية بمنطقة ابن سليمان قبل الالتحاق بالأمن كحارس، ثم ضابطا للاستعلامات العامة بمدينة أكادير، حيث تعلم الامازيغية وكون شبكة علاقات واسعة بالمدينة، قبل ترقيته الى مسؤول على الاستعلامات العامة بالبيضاء، ثم عميدا للأمن (كوميسير) بدائرة الحي المحمدي التي كانت تقع جريدة الاتحاد الاشتراكي المعارضة في ترابها، كان معروفا عليه أنه زير نساء ورجل نافذ حتى على المستوى المركزي بالرباط، وكان أول قضية تتعلق به، ارتكابه لجناية لما عين ببني ملال، حيث احتجز إبنة أحد أعيان المنطقة في شقة، ثم طويت القضية، وفي الدارالبيضاء كانت اول شكاية ضده من سيدة اتهمته بالاغتصاب قبل ان يتم اللجوء الى الصلح فيما بينهما. وبعد مرور سنوات على تلك الواقعة، أي في الثاني من يناير 1993 جاء ثابت القوي الى الكوميسارية بالبيضاء مذعورا وخائفا لأول مرة في حياته، حيث أمر نائبه ورجال الامن العاملين معه بالتنقل معه الى مكان تبين فيما بعد أن الامر يتعلق بشقته، حيث جمع بعض الاغراض، قبل أن يتوضح أن فرقة خاصة من الدرك داهمتها قبل ذلك وحجزت على مجموعة من الاشرطة التي تهم تصوير ثابت لممارسته السادية على النساء، وحكى نائبه ايضا في حواره مع الايام، ان ثابت أمر كذلك بالتنقل معه الى الرباط، في حي السويسي من أجل مقابلة شخصية كبيرة، هذه الاخيرة تبين لثابت أن امر نهايته يتجاوزها، بعد ذلك تم اعتقال ثابت، وتمت الإطاحة بمسؤولين أمنيين آخرين، إلى حد وصفه نائبه بمثابة "انهيار الادارة العامة للامن الوطني"، ثم انطلقت المحاكمة العسكرية للمتهمين، رغم أن ثابت ظل يصرح أنهم لا علاقة لهم بالموضوع، وأن المتابعين معه من أجل اقتحام شقته المشمعة من طرف الدرك، لم يقوموا بذلك، زيادة على انهم نفذوا أوامره لأنه لم يعف حينها بعد من مهامه، كما ان الشقة لم تكن مشمعة. نور الدين بودي قال إن الكثير من المتابعين في الملف حينها من مسؤولي الأمن والمدنيين والطبيب لحلو الذي كان يقوم برتق أغشية بكارة المغتصبات من طرف ثابت، كان بينهم من تعرض للتعذيب، وقال إن الكومسير ثابت كان يحضرونه الى المحاكمة مخدرا، كما كشف ايضا أنه بعض الذين توبعوا في ملف ثابت، وبعد العفو الملكي عنهم، يمارسون اليوم مهنا أقرب الى التسول، مستغربا، عن عدم قيام اي رد فعل من هيئة الانصاف والمصالحة بعد ان توصلت بملفاتهم قبل انتهاء الاجل القانوني، نائب ثابت قال انه يعمل اليوم في مركز الاهرام للابحاث بالقاهرة، ويحشد الدعم الدولي والحقوقي من أجل إعادة طرح القضية. تفاصيل أكثر في عدد “الأيام” لهذا الاسبوع