أفاد أحدث تقرير للوكالة الدولية للطاقة "IEA" بأن طقس المغرب يتسم بشتاء معتدل ورطب وصيف حار وجاف، كما هو الحال في بلدان البحر الأبيض المتوسط الأخرى، مع تسجيل أن المملكة تشهد بعض التباين الجغرافي في مناخها، بدءا من المناطق الأكثر اعتدالا في الشمال المتأثرة بالبحر الأبيض المتوسط، وصولا إلى المناطق القاحلة والصحراوية في المقاطعات الجنوبية والجنوبية الشرقية المتأثرة بالصحراء الكبرى والمحيط الأطلسي. وأضاف التقرير ذاته، المعنون ب"مرونة المناخ لأجل الانتقال الطاقي للمغرب"، أن متوسط درجة الحرارة السنوية في المغرب ارتفع بمقدار 1.7 درجة مئوية بين عامي 1971 و2017، مبرزا أن "هناك مناطق عرفت أكبر زيادة في درجات الحرارة، بأكثر من درجتين مئويتين، خصوصا في مدن مثل وجدة وتازة والرشيدية وبني ملال". وجاء في المصدر ذاته أن "السيناريوهات المناخية توضح أن ارتفاع درجة الحرارة مستمر في المغرب حتى نهاية هذا القرن، وإذا لم يتم تخفيف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد يعاني المغرب من موجات حرارة أكثر تواترا وشدة"، مع التأكيد أنه "في ظل المستوى المتوسط لتركيز غازات الاحتباس الحراري، من المتوقع أن يصل متوسط الزيادة السنوية في درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، وإلى 1.8 درجة مئوية مع حلول سنة 2050، مقارنة بالفترة المرجعية 1981-2018". وذكر التقرير أن "ارتفاع درجات الحرارة في المغرب أدى إلى زيادة أيام درجة التبريد (CDDs) بمعدل 3.5% سنويا على مدى العقدين الماضيين، في حين تقلصت أيام درجة التدفئة (HDDs) بمعدل 2% سنويا منذ عام 2000، وقد تنتج عن ذلك زيادة ملحوظة في الطلب على الطاقة للتبريد"، ويمكن أن "يؤدي ارتفاع درجة الحرارة إلى إجهاد نظام الطاقة من خلال الرفع من دخول أجهزة التبريد إلى المغرب، من 9.3% في عام 2015 إلى ما يصل إلى 49% بحلول عام 2030". وأبرز المصدر ذاته أن المغرب ليقاوم ارتفاع الطلب في الصيف، يعتمد بشكل متزايد على روابطه الإقليمية، بحيث ارتفع صافي واردات الكهرباء للبلد من 2 تيراواط ساعة في عام 2006 إلى 5.3 تيراواط ساعة في عام 2016، وهو ما يمثل 14% من إجمالي إمدادات الكهرباء في البلاد"، مع الإشارة إلى أن "واردات الطاقة من إسبانيا إلى المغرب بلغت مستويات قياسية في السنوات الأربع الماضية". وفيما يتعلق بالتساقطات المطرية، أفاد تقرير وكالة الطاقة الدولية بأن المغرب أصبح أكثر جفافا تدريجيا، خصوصا خلال الفترة الممتدة من 1961 إلى 2017، التي شهدت انخفاض معدل هطول الأمطار التراكمي بنسبة 16%، وعلى الأخص في الربيع، الذي عرف انخفاضا بنسبة 43% والشتاء بنسبة 26%"، مسجلا أن "المنطقة الشمالية الغربية للمملكة استقبلت متوسط هطول أمطار سنويا بلغ 1200 ملم (الأعلى)، بينما جنوب شرق البلاد استقبل أقل من 50 ملم في السنة في المتوسط". وحسب التقرير عينه، فإنه من المتوقع أن يستمر الانخفاض في متوسط هطول الأمطار السنوي في المغرب، وسيتراوح الانخفاض من 10% إلى 20% خلال الفترة 2036-2065 مقارنة بفترة 1981-2018، في البلد ككل، مع ملاحظة أنه سيكون هناك بعض التباين بين مناطق البلد". وذكر المصدر أن "انخفاض هطول الأمطار يثير مخاوف بشأن مشاكل الجفاف، التي ارتفعت وتيرتها وحجمها ومدتها". وشدد التقرير على أن التوقعات المناخية تظهر أيضا وجود حالات جفاف أكثر تواترا وشدة في المغرب، لا سيما في المناطق الوسطى والجنوبية، مع الإشارة إلى أن "قطاع الطاقة يعد محوريا لاستراتيجية المغرب للتكيف مع تغير المناخ، حيث يسعى بجهود كبيرة للتخفيف، ومن ضمن التدابير الرئيسية زيادة توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة من نسبة 17.6% في عام 2020 إلى 52% بحلول عام 2030". وسجل التقرير أنه "لضمان الانتقال الطاقي في المغرب، سيكون وضع خطة قطاعية مخصصة للطاقة خطوة ضرورية، ويمكن أن تتضمن هذه الخطة إجراءات ملموسة، مثل التقييم الشامل لتأثيرات المناخ، ووضع خطط تركز على المناطق عالية الخطورة"، فضلا عن وضع "استراتيجيات محددة ضد مختلف مخاطر المناخ والكوارث التي تحركها التغيرات المناخية".