مع عودة الحياة إلى "الفلاحة المغربية" بتنظيم الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس بعد سنوات من التوقف الاضطراري، أقبل الزوار بكثافة غير معهودة على قطب تربية المواشي للتعرف على الأسعار المرتقبة لبيع الأغنام والماعز قبل حلول عيد الأضحى. وطغى موضوع الأسعار على جناح تربية المواشي بالمعرض الفلاحي، بالنظر إلى التخوفات التي سادت خلال فترة سابقة بمواقع التواصل الاجتماعي حول السيادة الغذائية؛ ما جعل كثيرين يطرحون أسئلة حارقة بشأن وضعية رؤوس الأغنام بعد عملية الاستيراد التي قررتها الحكومة. وانطلقت استعدادات المهنيين لاستقبال عيد الأضحى الذي يتزامن مع ظرفية فلاحية صعبة في هذه السنة، حيث توقعت الهيئات الفاعلة في القطاع أن يتعدى القطيع الوطني 6 ملايين رأس من الغنم والماعز؛ فيما لن يتجاوز الطلب 5 ملايين كما في السنوات الماضية. وحسب شهادات "الكسّابة" فإن المنتوج الوطني متوفر بكثرة بخلاف الشائعات المتداولة، حيث يجرى ترقيم 60 ألف رأس غنم بصفة يومية، في أفق ترقيم 4 ملايين رأس من الأغنام والماعز قبل حلول عيد الأضحى. وأفادت الشهادات عينها بأن النقص الحاصل في رؤوس الأغنام والماعز يقدر ب5 إلى 8 في المائة في المغرب، حيث اعترفت بالفعل بتأثيرها على القطيع الوطني الموجه لعيد الأضحى، كاشفة كذلك بأن نسبة الزيادة في الأسعار تتراوح بين 10 و15 في المائة. في هذا الصدد، أفاد عبد الرحمن مجدوبي، رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، بأن "الطاقم التقني البالغ عدده 300 شخص يقوم بترقيم أزيد من 60 ألف رأس من الغنم كل يوم، علما أن عيد الأضحى ما زال بعيدا بستين يوم". وأوضح مجدوبي، في تصريح أن "القطيع الوطني في حالة ممتازة رغم ظروف الجائحة والجفاف وحرب أوكرانيا"، مشيرا إلى أن "الفيدرالية البيمهنية للحلوم الحمراء كلفت بدورها بترقيم العدد نفسه من رؤوس الأغنام". وتابع مستطردا بأن "النقص حاصل بالفعل في رؤوس الأغنام بسبب العوامل سالفة الذكر؛ لكن مقارنة فقط مع السنوات الماضية"، مؤكدا أن "الوزارة رفعت الجمارك عن استيراد الأغنام والماعز من الخارج، وهي أول مرة في تاريخ المغرب لتخفيف الضغط على القطيع الوطني". وأكمل شارحا بأن "أسعار الأغنام مرتفعة بدورها في الخارج؛ وبالتالي، فالمغرب يعول بالأساس على الكسّابة لتحقيق الأمن الغذائي"، خالصا إلى أن "المواشي المستوردة موجهة فقط للذبح بالمجازر حتى يبيع الفلاح المغربي ماشيته بكل طمأنينة". فيما أورد محمد خريسي، فلاح مغربي من المنطقة الشرقية أن "شروط الأضحية لا تتوفر في المواشي المستوردة"، مبرزا أن "عيد الأضحى سيقتصر فقط على رؤوس الأغنام المحلية بجميع مناطق المملكة". ورأى "الكسّاب" ذاته بأن "المنتوج الوطني على أحسن ما يرام، ويوجد في صحة جيدة لأنه خال من جميع الأمراض"؛ لكنه اعترف بارتفاع الأسعار بسبب واقع استيراد المواد العلفية والبيطرية خلال الأشهر المنصرمة في ظل تداعيات الأزمات الدولية.