أنجح محطة للملك في جولته الخليجية كانت الإمارات. بدا الملك كأنه بين أهله وأبناء زايد احتفلوا به بشكل غير مسبوق الشيخ محمد بن زايد كان في غاية الحبور ومحطة الكويت كانت الاقصر وتفادى المكوث فيها بسبب ما تتخبط فيه من مشاكل منير سامي تقول العرب، الأمور بخواتمها، هذا ما يبدو جليا من لقطة المراسيم الوداعية العالية المقام التي خصصها أمراء دولة الإمارات للملك محمد السادس وهو يودع بلاد الشيخ زايد في مطار أبو ظبي. ونقل التلفزيون المغربي، مشهد ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد، قائد القوات المسلحة، وكيف عانق الملك في اللحظة الوداعية بالأحضان، فيما اكتفى حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد بتوديع الملك بقبضة حارة. وحسب ما تسرب من أجواء الزيارة الملكية للخليج، فإن محطة دولة الإمارات كانت الأنجح بكل المقاييس، ليس من حيث الدعم الذي قدمته دولة الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الاتحاد، والمعروف بحبه للمغرب وللعائلة الملكية، والذي كانت تربطه علاقة أخوة بالعاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني، ولكن لأن الملك محمد السادس كان في غاية السرور، وبدا منشرحا للغاية سواء في مراسيم التوقيعات أو خلال اليومين اللذين قضاهما في أبو ظبي. وهي على المستوى النفسي والشخصي، إذا صح التحليل، تكاد تكون أنجح محطة في الجولة الماراتونية للعاهل المغربي، الذي استطاع أن يجمع حوالي 5 ملايين دولار كدعم للبلاد في هذه المحطة الاقتصادية الصعبة التي تجتازها. وخصص للملك احتفال طقوسي كبير في أبو ظبي لم يمتع به أي رئيس دولة من قبل، كما بذل المسؤولون الإماراتيون كل ما في وسعهم من أجل أن يكون الوفد المغربي الكبير في غاية الراحة، وقدمت لهم خدمات عالية الجودة وتليق بالملوك. ومرت مراسيم الاستقبال والوداع في طقوس من الهيبة والوقار والتقدير، وطبقت أقصى المعايير في اختيار المودعين، وسار الملك والشيخ محمد بن زايد والشيخ محمد بن راشد والأمير مولاي رشيد رأسا لرأس مسافة عن الوفد المرافق والمودعين، بينما حرص الشيخ محمد بن زايد على أن يكون آخر مودع للملك، في غياب أخيه الشيخ خليفة رئيس دولة الإمارات. ويعتبر الشيخ محمد زايد رجل الدولة بامتياز، وهو صاحب تربية عسكرية وينظر إليه على أنه الحاكم الفعلي لدولة الإمارات، بسبب إشرافه على القوات المسلحة وعلى إدارة شؤون إمارة أبو ظبي ، أغنى الإمارات السبع، كما يتميز بنظرة ثاقبة وحس إنساني عال، ويقود باستمرار حملات الخير والإصلاح إلى المناطق البعيدة في الدولة ويشرف شخصيا على المشاريع الاجتماعية. وتربطه بالمغرب، شأنه شأن جميع إخوته علاقة وطيدة وحب زرعه الشيخ زايد في قلوب أبنائه. وإذا كانت الإمارات هي المحطة الناجحة في زيارة الملك للخليج، فإن محطة الكويت كانت الأقصر، ولوحظ ارتباك كبير في مراسيم الاستقبال والوداع، وكان جو المحيطين بحاكم الكويت مكهربا بسبب الاحتجاجات التي عرفتها العاصمة، قبيل ساعات من حلول الملك فيها، وقدر عدد المحتجين ب 170 ألف محتج في حالة غير مسبوقة في دولة قليلة عدد السكان مثل هذه الدولة البترولية. حزمة مشاريع تنموية على طاولة اللقاء المغربي الاماراتي الرباط تعرض على أبوظبي 13 مشروعاً استثماريا في الزراعة والطرق السريعة والسدود والمستشفيات. أبوظبي – قال سعد الدين العثماني وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي٬ إن الاجتماع الموسع الإماراتي المنعقد مساء الاثنين بأبوظبي على هامش زيارة العمل الرسمية التي يقوم بها الملك محمد السادس إلى دولة الإمارات٬ يروم “أجرأة والبحث عن الوسائل العملية لتنفيذ مشاريع تنموية بالمملكة”. وتعطي الجولة التي يقودها العاهل المغربي الملك محمد السادس الى اربع دول خليجية (السعودية وقطر والإمارات والكويت) زخما أكبر لتوثيق العلاقات القائمة مع هذه الدول، وبناء روابط اقتصادية وتنموية أفضل وأكثر تنوعا مع الخليج بصفة عامة. وأشار العثماني في تصريح للصحافة عقب هذا الاجتماع٬ أن هذا الأخير٬ يهدف إلى “أجراة والبحث عن الوسائل العملية لتنفيذ الدعم التنموي الذي ستقدمه دولة الامارات العربية المتحدة للمملكة من اجل تمويل عدد من المشاريع التنموية في قطاعات الفلاحة والماء والسياحة٬ والطاقة٬ والصحة”. وأضاف أن الوفد المغربي قدم للجانب الإماراتي خلال هذا اللقاء٬ “شروحات مستفيضة حول الجدوى الاقتصادية لهذه المشاريع ووقعها الاجتماعي وأثرها في الرفع من جودة خدمات القرب المقدمة للمواطنين”. وأبرز الوزير أن الدولة المغربية في إطار برمجة هذا الدعم الإماراتي التنموي٬ “ستعمل على استهداف الفئات الاجتماعية المحتاجة عبر إطلاق مشاريع تهم خدمات القرب وتشجيع التعليم وفك العزلة وتدعيم برامج التنمية الفلاحية”. وأكد العثماني أن الجانب الإماراتي٬ “أبدى استعدادا للانخراط في ورش التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها المغرب على أكثر من مستوى”. الى ذلك أعلن حسين الوردي وزير الصحة أن الوفد المغربي عرض٬ في أبوظبي على الجانب الاماراتي٬ تمويل مشروع بناء وتجهيز مركز استشفائي جامعي بطنجة. وأكد الوردي في تصريح للصحافة عقب الاجتماع الموسع المغربي-الاماراتي الذي انعقد على مستوى المستشارين والوزراء، على أهمية هذا المشروع موضحا أن جهة طنجةتطوان في حاجة ماسة الى مشروع من هذا الحجم لتقديم خدمات القرب للمواطنين بشكل جيد والتخفيف من الضغط المتزايد على باقي المراكز الاستشفائية الجامعية. وأضاف أن انجاز هذا المشروع “سيمكن من توظيف مزيد من الفرق الطبية بشكل يتيح سد الخصاص المسجل في هذا المجال ومواكبة نظام التغطية الصحية (راميد) الذي يحظى باهتمام بالغ من طرف الملك”. وتجدر الاشارة الى أن الاجتماع الموسع المغربي الاماراتي كان مناسبة للجانبين لاستعراض السبل الكفيلة بتطوير التعاون الثنائي في العديد من المجالات وخاصة البنيات التحتية والسياحة والصحة والفلاحة . وأكد نزار بركة وزير الاقتصاد والمالية أن الوفد المغربي عرض على الجانب الإماراتي٬ خلال الاجتماع الموسع الذي عقد بأبوظبي على مستوى المستشارين والوزراء٬ 13 مشروعا استثماريا للتمويل. وأوضح بركة٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ عقب الاجتماع٬ أن هذه المشاريع “تهم أساسا الرفع من المردودية الفلاحية وتحسين دخل صغار الفلاحين وكذا التجهيزات التحتية الاساسية وخاصة بناء طرق سريعة وسدود جديدة فضلا عن البنيات التحتية الاجتماعية وخاصة مشروع بناء مركز استشفائي جامعي بطنجة” . وأشار الى أن الجانب الإماراتي سيوجه بعثة تقنية الى المغرب من أجل دراسة هذه المشاريع بشكل أعمق وتحديد الاولويات بالنسبة للتمويل. الزناكي: 2,5 مليار دولار ستحوّل من الخليج للمغرب أوائل 2013 رُويترز قال المستشار الملكي ياسر الزناكي إن المغرب يتوقع الحصول على أول جزء من مساعدات بقيمة 2.5 مليار دولار، تعهدت بها دول خليجية، في أوائل العام المقبل، وبالضبط خلال الربع الأول من 2013.. وذلك عن موافقة تعود للعام الماضي أبدتها كل من السعودية وقطر والإمارات والكويت لتقديم هذا المبلغ للمغرب ومثله للأردن. وقال الزناكي، وهو الذي يرافق الملك محمّد السادس ضمن جولته الخلجيّة، إنّ التحرك الحالي “لم يتمخض، حتى الآن، عن تعهدات جديدة بمساعدات.. وليس من المتوقع تقديم أي تعهدات”، وزاد ذات المستشار: “الهدف من الجولة هو عرض مشروعات بميزانيات ودراسات جدوى محددة، والعمل على ما تم الاتفاق عليه بالفعل، وتنفيذ ما قرره مجلس التعاون الخليجي”. ووفقا للمستشار الذي كان وزيرا سابقا للسياحة، ضمن حكومة عبّاس الفاسي، فإنّ الاستثمارات التي يتم تقديمها بالخليج تشمل البنيات التحتية والرعاية الصحية والتعليم والإسكان والزراعة.. “العاهل المغربي وأمير قطر تباحثا بشأن مرافئ صناعية في مدينتي الناظور وآسفي يمكن استخدامها لتصدير النفط والغاز” يضيف الزناكي. كما صرّح المستشار الملكي بأنّ السعودية يتوقع أن تنظمّ قريبا إلى “صندوق وصال كابيتال” المركز على التنمية السياحية بالمغرب بعد أن سبق ل “قطر القابضة” و”صندوق الأجيال القادمة” التابع لهيئة الاستثمار الكويتية و”صندوق الثروة السيادي آبار” التابع لإمارة أبوظبي على ضخ 20,8 ملايير من الدراهم في “وصال”. من جهة أخرى ترأس حمدان بن مبارك آل نهيان، وزير الأشغال العامّة الإمراتيّ، وعمر عزيمان، مستشار الملك محمّد السادس، بقصر المشرف بأبوظبي، جلسة مباحثات طالت العلاقات بين البلدين في كافة المجالات. وتواجد بذات اللقاء المستشارون الملكيون فؤاد عالي الهمّة وياسر الزناكي وزليخة الناصري، إضافة لوزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني ووزير الاقتصاد والمالية نزار بركة ووزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش ووزير التجهيز والنقل عزيز الرباح ووزير الصحة الحسين الوردي ووزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة فؤاد الدويري. ووفقا لوكالة الأنباء الإمراتية فإنّ الجانبين عبّرا عن “الرضا بمستوى التنسيق بين الجانبين” كما أكّدا على ضرورة استمراريته لأنه “يمثل حاجة ملحّة لخدمة مصلحة الشعبين المغربي والإماراتي”. ذات المصدر أفاد أنّ المغرب والإمارات، وعلى ضوء توجيهات الرئيس الإماراتي خليفة بن زايد آل نهيان والعاهل المغربي محمّد السادس، “أعربا عن ارتياحهما لمستوى العلاقات الثنائية مع العزم على تطويرها في مختلف المجالات”، زيادة على “استشراف آفاق جديدة للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى تطلعات القيادتين والشعبين”.