لطالما تحدث عاهل البلاد حفظه الله عن واقع الإدارة المغربية مسديا تعليماته السامية لتجويد خدماتها وتسهيل مساطرها وتقريبها من كافة المواطنين.. ولطالما أيها الأحبة كتبنا هنا وطالبنا مؤسساتنا الإدارية بضرورة نهج أسلوب التواصل والحوار بدل سياسة صم الآذان وإغلاق الأبواب. لقد رأينا جميعا كيف توفي فناننا المسرحي أحمد جواد بعد ستة أيام من إقدامه على إضرام النار في جسده احتجاجا أمام مقر وزارة الثقافة.. فلو أن السيد الوزير كان قد فتح مكتبه واستمع إلى هموم هذا الفنان الراحل ما كان الشعب المغربي سيضيع في رحيل هذا الإنسان المتقاعد، والذي كان يتقاضى أجرا شهريا لا يتعدى 1800 درهم!! فما بالكم بالمبلغ الذي كان يصله حينما أحيل على التقاعد!!.. إن حل جميع الخلافات والإشكالات لا يتم إلا بفتح قنوات الحوار والتواصل.. فهي الكفيلة بالجلوس في هدوء قصد الاستماع وتبادل النقاش واقتراح الحلول.. وهي الكفيلة بتجنب كل أشكال الاحتجاج الذي لا يفيد أي طرف كان. فرجاء.. افتحوا الإدارات أمام المواطنين.. تواصلوا أيها المسؤولون مع أبناء الشعب المغربي.. استقبلوهم بابتسامة وكلمة طيبة.. اجعلوا صدوركم رحبة للإنصات إلى آهاتهم وآلامهم.. كونوا لهم معينين ناصحين مرشدين.. لا تلقوا باليأس في قلوبهم.. إنهم إخوانكم الذين يتقاسمون معكم العيش على هذه الأرض الطاهرة التي نتمنى لها كل الخير والنماء.