كشف التحقيق الذي تجريه مصالح الأمن المغربية بتنسيق مع نظيرتها في بلجيكا أن شبكة “المعدوري” المتهمة بتبييض أموال المخدرات في مجال العقار بالناظور و مكناس، كانت قد أدينت سنة 2004 من قبل المحكمة الجنائية ببلجيكا بأحكام سجنية تراوحت بين سنتين و ست سنوات و وصلت في مجموعها الى حوالي 45 سنة، من أجل التهريب الدولي للمخدرات بأصنافها بين سنتي 2000 و 2001. و رغم الصفعة التي تلقتها الشبكة المكونة من عائلة واحدة، واصلت هذه الأخيرة خلال السنتين الأخيرتين نشاطها بشكل مكثف و تبين من التحقيقات أن الشبكة قامت بتهريب الأطنان من المخدرات انطلاقا من ضيعة العائلة بمنطقة عين زورة التابعة لاقليم الدريوش الى جهة لييج و عدة مدن هولندية. و حسب الابحاث التي تجريها المصالح الأمنية فإن تتبع خيوط هذه الشبكة قد انطلق سنة 2010 عندما أوقفت الشرطة المغربية مهربا بلجيكيا بحوزته 80 كلغ من مخدر الشيرا. و عند إخضاعه للبحث كشف عن اسم الزعيم الحقيقي للشبكة الذي ينتمي الى عائلة “المعدوري” المعروفة في الأوساط البلجيكية و الهولندية بتهريب المخدرات. و أسفرت المداهمات التي قامت بها الشرطة البلجيكية الأسبوع الماضي عن توقيف 20 شخصا في لييج و 3 آخرين في بروكسيل فيما أوقفت الشرطة الهولندية 12 شخصا كما تم حجز حوالي 250 كلغ من مخدر الشيرا و الآلاف من اوراق الاورو النقدية. و وفق معلومات جديدة فإن السلطات البلجيكية قد توصلت بمعطيات مهمة حول طريقة تحويل الأموال ما بين بلجيكا و المغرب و هو ما دفع بقاضي التحقيق البلجيكي المكلف بالبحث في الملف الى ارسال انابة قضائية من أجل تجميد الأرصدة البنكية لعائلة “المعدوري” و حجز مجموعة من السيارات الفارهة و العقارات. و قد تبين أن 15 شخصا من افراد العائلة كانوا يحصلون على تعويضات و اعانات اجتماعية من هولندا كي لا يثيروا انتباه الشرطة الى نشاطهم في مجال المخدرات.