تمكنت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بالتنسيق مع مصالح الشرطة الهولندية، من تفكيك شبكة إجرامية تنشط في الاتجار الدولي في المخدرات وتبييض الأموال والممتلكات المتحصلة منها. وأسفرت هذه العملية الأمنية المشتركة، التي نفذت، الثلاثاء الماضي، بشكل متزامن، عن إيقاف اثنين من المشتبه بهما فوق الأراضي الهولندية، وحجز كمية كبيرة من المخدرات ومبالغ مالية وأسلحة نارية فردية، بينما قادت التحريات المنجزة بمدينة الدارالبيضاء، في منزل أحد أعضاء الشبكة الموقوف بهولندا، إلى حجز مبالغ مالية مهمة بالعملة الأوروبية والوطنية، وأجهزة معلوماتية. وأوضح مصدر مطلع أن المتهمين من أصول مغربية، ويحملان الجنسية الهولندية. وأفاد المصدر ذاته أن البحث المنجز بشأن هذه العملية الأمنية، التي نفذت في إطار إنابة قضائية دولية، سيبقى متواصلا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بهدف تحديد الامتدادات المحتملة لهذه الشبكة بين البلدين، وكذا ارتباطاتها المفترضة بشبكات إجرامية أخرى. وعلمت "المغربية" أن التحريات انطلقت منذ حوالي سبعة أشهر، بعد أن حامت شكوك حول تعاطي عائلة مغربية، تقطن في مدينة ألترخت الهولندية، وتملك بها مقهى (كوفي شوب)، للاتجار الدولي في المخدرات. وذكر المصدر أنه، بعد التنسيق بين المصالح الأمنية المغربية والهولندية، جرى تنفيذ التخطيط للعملية، بانتقال ضابطين من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية إلى الأراضي المنخفضة، للتنسيق مع المكلفين بالتحقيق، في حين، انتقل ضابطان هولنديان إلى المغرب، حيث تكلفا بالدور نفسه. وأبرز المصدر أنه، بعد تحديد توقيت التنفيذ، بدأت العمليتان بشكل متزامن، علما أن الجزء الكبير من الاتجار في المخدرات كان فوق التراب الهولندي، مشيرا إلى أن تدخل الشرطة الهولندية أسفر عن حجز مسدسين أوتوماتيكيين، إلى جانب مبلغ مالي كبير، يصل إلى مليون دولار، وكمية كبيرة من مخدر الحشيش. أما العملية الأمنية التي نفذت في الدارالبيضاء، يوضح المصدر، فكان الغرض منها ضبط تبييض الأموال، مشيرا إلى أنها قادت إلى حجز آلاف من أوراق الأورو، ومبالغ مالية من العملة الوطنية، ومجموعة من أجهزة المعلوميات، وهواتف محمولة، كان يستعملها المتهمون في الاتصال. وذكر المصدر أن تقنية التحقيق المشترك هذه جديدة في العمل الأمني. يشار إلى أن عملية أمنية مماثلة أسفرت، في وقت سابق، عن إيقاف 27 شخصا، وتجميد أرصدة مالية ضخمة، وعقل مجموعة من الممتلكات العقارية بكل من المغرب وهولندا، على خلفية تحقيقات في شبكة تبييض أموال المخدرات في مجال العقار، جرى تفكيكها بالناظور. ومنشأ هذه القضية، حسب ما كشفه مصدر أمني، يتمثل في توصل السلطات القضائية المغربية بإنابتين قضائيتين دوليتين من نظيرتيها في هولنداوبلجيكا، تطلبان فيها القيام بتحريات أمنية مشتركة حول عمليات مشبوهة، تقوم بها إحدى العائلات الهولندية من أصل مغربي، تتحدر من ضواحي الناظور، يشتبه في صلتها بشبكات إجرامية أوروبية تنشط في مجال تهريب المخدرات وغسيل الأموال. ووفق المصدر نفسه، فإن تحريات الفرقة الوطنية للشرطة القضائية مكنت من التأكد من ضلوع عناصر هذه الشبكة في تهريب المخدرات، انطلاقا من المغرب في اتجاه هولندا، مع ارتباطها بفروع في بلجيكا.