لا تتحمس فعاليات أمازيغية عديدة كثيرا لما تبديه الحكومة من استعدادات للاحتفال "إيض إيناير"؛ فمطلب الاعتراف الرسمي بالمناسبة يسبق أي احتفالات رسمية، معتبرة التخليد الشعبي يهم فئات عريضة من المجتمع، أما عن الحكومة فأدوار الاعتراف الرسمي أساسية. وعلى غرار كل سنة، تنتظر الحركة الأمازيغية إقرار رأس السنة الأمازيغية (إيض ن يناير) عطلة رسمية مؤدى عنها، بعد 12 سنة من إقرار الأمازيغية لغة رسمية في الدستور المغربي وما رافقها من أوراش حكومية لتفعيل طابعها الرسمي في كل مناحي الحياة العامة. ومنذ أيام، قال مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة، إن "الحكومة الحالية أعطت إشارات قوية بشأن النهوض باللغة الأمازيغية"، مؤكدا احتفال الحكومة برأس السنة الأمازيغية. وطالبت العديد من الفعاليات الأمازيغية بعدم مسايرة الحكومة في "احتفالات فولكلورية" تغيب عنها صبغة الاعتراف الرسمي ب"إيض إيناير"؛ لكن حساسيات أخرى ترى الخطوة غير مجدية استراتيجيا والاحتفال هو تشبث بضرورة الاعتراف "عاجلا أم آجلا". عبد الله بادو، الفاعل الأمازيغي، قال إن الاحتفال في سياق غياب اعتراف رسمي ب"إيض إيناير" لا يجدي، منبها إلى أنه على الرغم من كل الملاحظات التي تلقى على النظام السياسي الجزائري فإنه سبق المغرب إلى الاعتراف بعطلة رأس السنة الأمازيغية. وأضاف بادو، في تصريح لهسبريس، أن "المغرب يحتفل بأعياد دينية وأخرى كونية بعيدة عن البلاد مثل السنة الميلادية وأخرى ضعيفة الدلالة مثل ذكرى "11 يناير"؛ لكن مع الأسف لا عيد للأمازيغية"، مؤكدا أنها مكون أساسي للهوية الوطنية يجب الاحتفال بها. وأشار المتحدث إلى أن "عدم الاعتراف تعنت غير مبرر ويضعف الدلالات الرمزية للحدث"، مؤكدا أن "السياق العام لا يساعد على الاحتفال، خصوصا أن الحكومة لم تقدم عرضا مهما على مستوى ملف الأمازيغية وتغيب عنها أية التزامات واضحة لتفعيل حضور اللغة بالبلاد". من جانبه، سجل عبد الله بوشطارت، الفاعل الأمازيغي، أن "الحكومة الحالية تناور ضد الامازيغية، وتتملص من تفعيل مضامين القانون التنظيمي لترسيم اللغة الامازيغية، وقامت بتراجعات خطيرة في التدريس وتجميد الأمازيغية في الإعلام والفضاءات العامة". وأضاف بوشطارت، في تصريح لهسبريس، أن ما يشاع حول احتفال الحكومة ب"إيض ايناير" مجرد كلام ليل يمحوه النهار، ويبقى "مجرد مناورة وخطاب موجه للاستهلاك الإعلامي"، وزاد: "إيض ايناير" يحتفل به الشعب منذ ألفين سنة وما يزيد، واحتفلت به الحركة الأمازيغية في سنوات الرصاص". وتابع المتحدث: "اليوم، الحكومة لا ينتظر منها الاحتفال؛ بل تحقيق مطلب اعتماد رأس السنة الأمازيغية يوم عطلة ويوما وطنيا لجميع المغاربة"، مؤكدا أن "إيض إيناير" من المطالب التاريخية للحركة الأمازيغية، والحكومة مطالبة بالاعتراف به.