اشتكى صبيحة اليوم الجمعة سكان حي تعاونية فتح أركمان من الحالة التي يشهدها اكبر شارع بالمنطقة بالرغم من حداثته بسبب الغش الذي طال مشاريع اعادة تهيئته “والبريكولاج” الذي اصبح السمة الاولى التي تطبعه حسب ما جاء على لسان الكثير من قاطنيه. وذكر هؤلاء السكان لموقع أريفينو ان اموالا كبيرة استنزفت في اعادة تهيئة هذا الطريق والارصفة منذ مدة قد لاتتعدى الشهر الا ان الظروف المناخية المتمثلة في بعض الزخات المطرية أغلقت الشارع المذكور وكانت مجاري مياه الأمطار في طريقها نحو منازل السكان لولا تدخل السيد البكوري قائد أركمان الذي أنقذ الموقف وسط سخط المواطنين الذين كانو مستعدين لخوض احتجاجات قد لا تحمد عقباها. القطرات المطرية التي لم يكون عمرها إلا سويعة اثبتت بالملموس مدى الاهمال واللامبالاة التي انجز بها هذا المشروع والذي صرفت عليه ملايين ذهبت ادراج الرياح. وحسب ما جاء على لسان هؤلاء ايضا ان تواطؤ بعض الاطراف وغيابهم عن اعين المراقبة، تسبب في استنزاف اموال الدولة، فضلا عن انشاء مشاريع المقاولين غير مؤهلين ولا يتوفرون على الامكانيات اللازمة لانجاز مثل هذه المشاريع مثل المركز الصحي الذي بني ليتهدم ومشروعان ملكييان أخرين ربما تكون يد الإهمال قد وصلتهما من ناحية المساحات الخضراء، وقد اعترف سكان جماعة أركمان في السياق ذاته بمجهودات الدولة في رصد أموال اضافية لتحسين وجه القرية، غير ان سوء التسيير ادى الى فشل المشاريع التنموية ، وعليه طالبوا بتخصيص مشاريع تنموية حقيقية، ومنحها الى مقاولين قادرين على تجسيد هذه المشاريع بجدية على ارض الواقع، اضافة الى فرض الرقابة عليهم للحد من استنزاف الاموال العمومية وهدر المال العام. هذا وفي غياب مراقبة صارمة وأمام لامبلاة المقاولين بداية من زليج كورنيش الشاطئ المتطاير وأمام وقوف الجمعيات موقف المتفرج فإن الأمطار وحدها هي التي كشفت حقيقة المستور وعرت واقع بعض المسؤولين في تعاطيهه مع قضايا تدبير الشأن العام للقرية، تصفها الساكنة بالفضائح الكارثية. فالطرقات تحفرت بشكل بليغ ومشاريع تنتظر حتى قدوم الملك تكتمل وأينما وليت وجهك تجد أكواما من الزليج والرمل بجانب الطرقات، والأرصفة بدورها لم تسلم من أعمال الغش حيث تم تبليطها وترميمها بمواد وإسمنت مغشوشة. مواطنون وصفوا الوضع بالمخزي والكارثي، مصرحين ” طالما أن لصوص المال العام طلقاء أحرار، فإن أي خطوة إصلاحية محكوم عليها بالفشل والإجهاض لأن هذا يؤدي إلى توسيع شريحة الفاسدين والمفسدين التي هي المسؤولة عن تدمير البلاد اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وتربويا وأخلاقيا بعدما دمرت الحياة السياسية”، مضفين ” في الوقت الذي ننتظر محاكمة لصوص المال العام وتقديمهم للمساءلة، نتفاجأ بترقيتهم، وهذا يشكل خطرا حقيقيا على مستقبل هذا البلد”. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: إلى متى سيظل المفسدين ولصوص المال العام ومقترفي الجرائم المالية والاقتصادية أحرار طلقاء خارج دائرة المساءلة؟ عشرات المواطنين في اتصالحهم بموقع أريفينو التمسوا من قائدهم وعامل الناظور الجديد بالتدخل العاجل لمحاربة المتلاعبين بالمال العام في أقرب وقت.