خلفت موجة كورونا و ما تلاها من اغلاقات عدة ايجابيات بالناظور لم تكن منتظرة من الاساس في عدد من القطاعات و خاصة الصحة. فكورونا كانت وراء مضاعفة الطاقة الاستيعابية لقسم الانعاش بالمستشفى الحسني و تجهيز قسم القلب به لاجراء العمليات الجراحية، كما كانت فرصة لدعم قطاع التحليلات الطبية، بل ان الايجابيات وصلت سجن سلوان الذي تم تجهيزه لأول مرة بجهاز للغسيل الكلوي.. و لكننا سنركز هذه المرة، على اثار فترة كورونا على مرضى القصور الكلوي بالمنطقة، و الذين كانوا أكبر المستفيدين منها بعد ان شكلوا أول ضحاياها. و تبدأ القصة لمن لا يزال يذكر، في عز الاسابيع الاولى من الحجر الصحي بالاقليم، حيث كانت أريفينو سباقة للتنبيه الى الخطر الكبير الذي يعيش فيه مرضى القصور الكلوي بمصحة خاصة بالمدينة. حيث تحولت حينها الى بؤرة لنقل الفيروس بسبب الاهمال و اخفاء معطيات عن السلطات اضافة الى ممارسات جشعة بل و مهينة للمرضى. و بدل ان تتدخل ادارة المصحة لاصلاح الوضع بادرت لاستعمال بعض سماسرتها على الفيسبوك لانكار الحقيقة. و حين دخل عامل الناظور الذي كان يواصل مراقبة الوضع الوبائي عن قرب بالاقليم على الخط، تبين له بعد زيارة للمصحة المذكورة و اجتماعه بمسؤوليها ان الوضعية فعلا خطيرة و اضطر لتهديد صاحب المصحة باتخاذ قرار الاغلاق في حقه اذا لم تتحسن وضعية المرضى. و لكن وقاحة هذه المصحة، التي يديرها ميكانيكي وجدي بصفته شقيق مالكها..دفعتها للاستمرار في ممارساتها المبنية على التقشف لامتصاص دماء المرضى بدل تصفيتها.. مستغلة النقص الحاد في قطاع تصفية الكلي بالاقليم لتضع مرضاها من الناظوريين رهائن بين يديها، رغم انها تتقاضى مئات الملايين من الدولة لعلاجهم. هاته الوقاحة، و واقع اتخاذ الناظوريين رهائن بين يدي الميكانيكي الوجدي و شقيقه، دفعت عامل الاقليم للبحث عن حل جذري لهذه الإشكالية. و هكذا، و بعدما اكتشف ان وزارة الصحة تدفع مليار و 200 مليون سنتيم سنويا لمصحات خاصة بالناظور للتكفل بمرضى "الدياليز" بسبب محدودية تحمل المراكز العمومية.. اختار العامل ان ينشأ مركزا كبيرا لتصفية الكلي، يستوعب عددا كبيرا من مرضى الاقليم و لهذا الغرض عبأ قطعة ارضية من املاك الدولة بحي المطار و خصص ميزانية من المبادرة الوطنية و دفع مجالس الجهة و الاقليم و جماعات الناظور الكبير لتخصيص ميزانيات لدعم إنشاء المركز و اتفق مع وزارة الصحة على تخصيص المليار و 200 مليون التي كانت توجهها للميكانيكي و زملائه لتسيير المركز الجديد. و بعد الانتهاء من اشغال المركز، تدخل عامل الناظور مرة أخرى لتصحيح الاختلالات الفاضحة التي كان يشهدها مركز لعري الشيخ لتصفية الكلي و انهاء مغامرات سياسيين ناظوريين حولوه الى بقرة حلوب لهم و لعائلاتهم، و كذا انقاذ المركز الجديد من مناورات كانت تستهدف الاستيلاء عليه من طرف عصابة متخصصة في امتصاص الدماء بدل تصفيتها. و هكذا اصبح المركز الجديد لتصفية الكلي الذي تم تدشينه مؤخرا بحضور وزير الصحة بالناظور اكبر منشأة بالاقليم يمكنها التكفل ب 150 مريض مع امكانية رفع هذا الرقم مستقبلا و بطاقم يضم طبيبين و 10 ممرضين يقدمون خدمة افضل بكثير من مصحة الميكانيكي الذي سيفقد هو و زملائه مصدر "الوقاحة" التي دفعته للتلاعب بحياة الناظوريين و اتخاذهم رهائن لمص دمائهم. و تنتهي القصة، بانجاز آخر في لائحة انجازات العامل علي خليل و كل رجال الخفاء و العلن الذين ساعدوه لافتتاح هذه المنشأة أما ميكانيكي الكلي و سماسرته و عصابة لعري الشيخ فإلى مكانها الحقيقي في مزبلة التاريخ. {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}