أدخل يوم الجمعة 10 دجنبر 2010 على وجه السرعة، المعتقل السابق غني عاشور، آخر معتقل تم إطلاق سراحه من معتقل تازمامارت الرهيب، كما وصفته إحدى الإذاعات الفرنسية بداية التسعينات، حيث تعرض هذا الأخير لكسر في الكتف بعد سقوطه في بيته، وتم نقله للمستشفى الإقليمي بالخميسات لتلقي العلاجات الضرورية والتخفيف من آلامه، غير أن الوضع المزري الذي يوجد عليه المستشفى حال دون ذلك، إذ بقي المعني بالأمر لساعات دون أي تدخل، وفي غياب للمسؤولين والممرضين والأطباء، حيث وجدت عائلته صعوبة كبيرة في تنقيله داخل المستشفى لعدم وجود الممرضين المختصين الموكل إليهم ذلك، وحتى يتسنى لهم القيام بالفحوصات وغيرها إضطروا للبحث عن الموظف المسؤول عن الصندوق لتأدية واجب الدخول، بعدما غادر المستشفى بحجة أدائه لصلاة المغرب دون العودة (رغم أن العمل أيضا عبادة كما علق أحدهم)، فيما إضطر ابنه الوحيد وهو رئيس سابق لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لعدة ولايات، للبحث عن أرقام هواتف الأطباء في محاولة منه لوقف معانات أبيه الذي لم يستطع تحمل الآلام، وهو ما لم يتم إلا بعد مرور أزيد من ساعتين، حيث تم إرجاع كتف المصاب إلى مكانه من طرف طبيب غير مختص ومسؤول عن التخدير (بلاج) استدعيا على وجه السرعة، بعدما امتلأ المستشفى ببعض المناضلين والصحفيين ورجال السلطة والأمن. وللإشارة فالمستشفى الإقليمي الوحيد بالمنطقة أصبح يجد صعوبة كبيرة في توفير الخدمات البسيطة للمواطنين، حيث يعرف شللا واضحا وضعفا كبيرا في جل مرافقه، زادت من حدته الأمطار الأخيرة والبنية المهترئة للمستشفى والخصاص الكبير في التجهيزات والمعدات والأطباء المختصين، إذ تتم الاستعانة بخدمات أطباء من مدن أخرى وخاصة الرباط، حيث يغطى كل طبيب يوم واحد في الأسبوع، لا يكفي لتلبية حاجات المئات من المرضى في وضعية صعبة تنتظر دورها بمواعيد تفوق الثلاثة أشهر وبأمراض لا تقبل الانتظار كأمراض القلب والشرايين، والكبد والعظام،... ورغم كل الشكايات والوقفات الاحتجاجية والتذمر القوي الذي أصبح يسري وسط سكان المدينة، فضل المسؤولون على هذا القطاع، التزام الصمت وتبادل التهم في تحمل مسؤولية ما آل إليه مصير مستشفى لم يعد يحمل من هذا المرفق غير الاسم.