من اليوم فصاعدا، يمكن للمغرب أن يسمى بحق، شعب الثلاثة ملايين متظاهر، ليس للرد على إخواننا الجزائريين الذين يسمون بلدهم بشعب المليون شهيد، ولكن لتأكيد حقيقة تاريخية، ستكون مفصلية في تطور الصراع المفتعل حول الصحراء. إن الثلاثة ملايين قالوا كلمتهم، ومن بينهم مئات الآلاف من الصحراء المغربية، رغم بعد المسافة. وفي الحقيقة، يجب رد الجميل لإخواننا في الصحراء، بالقيام بتظاهرة في العيون أو الداخلة، بنفس حجم تظاهرة الرباط، ولي اليقين أنها ستكون أكبر، ولماذا لا تجول أهم مناطق الصحراء! إن المغرب الموحد من طنجة إلى لكويرة، لا يمكنه أن يستمر في تحمل جراح البوليساريو والجزائر. وعلينا جميعا أن نجعل قضية تحرير سكان مخيمات تندوف من ربقة احتجاز البوليساريو، من أولويات عمل كل مكونات المجتمع، وليس هذا على بلد الثلاثة ملايين متظاهر بعزيز!! سكان مخيمات تندوف هم اللاجئون الوحيدون في العالم غير المحصيين. وبالتالي، فعدم إحصائهم، يجعلهم في وضعية خطر دائم. إن اختفاء أي مواطن من سكان المخيمات، لن يكون له أثر، لأنه غير موجود في أي سجل رسمي معترف به. لماذا يتم السكوت على هذا المعطى؟ ألا تخجل أوربا من الصمت على هذا الموضوع، وعدم تحريك أية مبادرة وازنة لإحصاء سكان مخيمات تندوف، وتمتيعهم كلاجئين بحق التنقل، وبحرية التعبير؟ بل، ألا تخجل من هذا كل المنظمات التي تساند البوليساريو بدعوى دعم "حركة تحررية ضحية لخروقات حقوق الإنسان"؟ أليس هذا هو الخرق الحقوقي بعينه؟ عشرات الآلاف من المواطنين المغاربة مجبرون على البقاء في تندوف في حالة "لجوء" بالرغم من أن بلدهم يرحب بهم صباح مساء !! أعطوا الحرية لسكان المخيمات، وسترون أن الأوضاع ستتغير بسرعة البرق.. سترون العودة الجماعية من أجل حياة جديدة ومختلفة في إطار الوطن الواحد. ومرة أخرى، نداؤنا لأوربا وكل الحركات الحقوقية في العالم: حرروا سكان مخيمات تندوف، إنهم يناشدونكم جميعا كي تتحركوا من أجل حقهم في حرية التنقل وحرية التعبير !! إن مخيمات تندوف أكبر سجن في العالم .. لنعمل من أجل فتح أبواب هذا السجن الرهيب ! ملحوظة: سكان المخيمات محرومون حتى من حرية السفر إلى مدينة بشاربالجزائر أو الجزائر العاصمة، إنهم محرومون حتى من الخروج من المخيمات.