عاش العالم مع الشعب الأمريكي يوم الانتخابات لتجديد نصف أعضاء الكونغرس الأمريكي (انظر فوق في شريط الأخبار في الرهان أونلاين). وعشية يوم الانتخاب، ظهرت النتيجة، واعترف الرئيس بما له من مسؤوليات، والأهم أنه أعلن عن أجندة للتجاوب مع ما اعتبره رسالة من المواطنين الأمريكيين. إن الولاياتالمتحدة قدمت رسالة للعالم مفادها أن الانتخابات وسيلة من الوسائل للتأثير على السياسات العمومية للدولة. وبالفعل، لقد ساعدت حيوية النقاش العمومي في الولاياتالمتحدة على المشاركة الواسعة، والانخراط الجماعي غير المألوف في مناقشة تفاصيل الحياة العامة على المستوى الفدرالي.. وبالرغم من أن الأزمة الاقتصادية ستستمر في الإلقاء بظلالها على الشارع الأمريكي، فإن نتائج يوم الاثنين، ستكون مثل "المسوطة" التي ستجعل الرئيس الأمريكي يضاعف السرعة، من أجل ضمان فوز الحزب الديمقراطي بالولاية القادمة بداية من 20 يناير 2012. وفي البرلمان البريطاني هناك « Whip » ويقصد به رئيس الفريق الذي يدفع بأعضاء فريقه للحضور إلى جلسات التصويت.. ونفس الوظيفة توجد في برلمانات كندا وأستراليا والولاياتالمتحدة، ويطلق على رئيس الفريق « Chief Whip » أي الشاف مول المسوطة، أو الشاف الحياح.. ومن المفارقات أن في هذه العبارة إحالة على ظاهرة صيد الثعالب، حيث يقوم "المحيح" بإخراجها من جحورها .. وإن أية مقارنة بين الثعالب والبرلمانيين تقع على عاتق من أبدع المصطلح .. ولكم واسع النظر !! لنعد إلى الموضوع .. إن ما يحدث في كل ديمقراطية جدية، يطرح علينا تساؤلا قويا حول سبل التأثير على صناعة القرار (؟) إن المشاركة الواسعة والمكثفة في الانتخابات قادرة على التأثير على صناعة القرار، إلا أن أغلبية الناس تنظر للواقع بيأس، وللإنتخابات بتقزز، علما أن الإنتخابات حق، واستشهد الكثيرون في هذا البلد لأنهم أرادوا مواطنا يشارك في صناعة القرار.. ومن المؤكد أن ليس هناك وسيلة للتأثير على صناعة القرار غير الإنتخابات، وإلا الثورة. وبما أن لا أحد يطرح الثورة في المغرب، لأن "الزبناء" غير موجودين لمثل هذا العرض، فالفرصة الوحيدة الموجودة هي الديمقراطية والمشاركة السياسية المكثفة، واختيار الأجود من الناس الذين ليدخلوا المؤسسات المنتخبة .. ولما لا يشارك الجديون، يشارك الشناقة والانتهازيون، وهؤلاء يأتون بكل من يدفع أكثر لولوج أقدس الأمكنة في أي نظام ديمقراطي وهو البرلمان، ويبقون هم "على الضس" ينتظرون الانتخابات الموالية، عفوا السوق الموالي من أجل التبضع بعد الاتجار بأصوات الناس.. كيف تؤثر على القرار؟ جوابنا هو بالمشاركة، ولا شيئ غير المشاركة، وبكل أشكال المشاركة السياسية من قراءة الجريدة والكتابة فيها، ومتابعة الأخبار والتعليق عليها، والقيام بالأنشطة السياسية والمدنية والنقابية، إلى المشاركة في التصويت واختيار الأجود من الناس .. كل هذا، قوموا به وبتفان حتى لا تسمحوا لجيش الشناقة الذين سماهم كارل ماركس ب"حتالة المجتمع" بصناعة مستقبلكم بالطريقة التي يريدون .. الإستسلام والخنوع تصويت في الاتجاه المضاد لتقدم المجتمع، إنه عمل في اتجاه إحباط حق المجتمع في صناعة القرار، وإعدام لقدرة المجتمع على التغيير ..لا تكونوا ... !! موعدنا يتجدد غدا، بداية من السابعة صباحا ..